خبر برعاية الدولة -يديعوت

الساعة 08:35 ص|04 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

برعاية الدولة -يديعوت

بقلم: يارون لندن

(المضمون: الكثير من الاسرائيليين يشعرون كالمسافرين في طائرة يعلن خاطفوها عن أنهم مصممون على تحطيمها، والسؤال الوحيد هو كم من الزمن تبقى. من يؤمن بقوة الصلاة – يصلي. من لا يؤمن يتمنى لهذا الكابوس أن ينتهي، لانه كما هو معروف لا يوجد تخفيف على النفس اكبر من اباحة الشكوك - المصدر).

 

في النصف سنة الاخيرة سجل أكثر من 140 فعلة زعرنة تجاه الفلسطينيين في المناطق، بمعدل فعلة نكراء واحدة في اليوم. والضابط الكبير الذي قدم للصحفيين هذا المعطى أرفقه بشرح جاء فيه انه في السنوات السابقة كانت الافعال اكثر تواترا، أما هذه السنة فهي أكثر جسامة. معظمها لا ينطوي على سفك دماء أو احراق مساجد بل مخالفات خفيفة كضرب عربي ما علق في المكان غير الصحيح في الزمان غير الصحيح، اقتلاع واحراق المزروعات والمشادات مع المزارعين الفلسطينيين الذين يحاولون فلح اراضيهم او رعي ماشيتهم على اراض يدور حولها خلاف ملكي.

 

ينبغي ايضاح معنى خلاف الملكية في المناطق المحتلة: يدور الحديث عن اراض خاصة احيانا، وفقط احيانا، بدافع المحكمة عن اصحابها السليبين، او اراض تعود الى مخزون اراضي الجمهور الفلسطيني والمصادرة في صالح المستوطنين خلافا للقانون الدولي. وعلى مدى سنوات الاحتلال، نسينا حقيقة ان كل الفرق هو بين السطو الخاص والسطو المنظم.

 

الكثير من المشادات تشتعل عندما يقترب المزارعون والرعاة الفلسطينيون من أسيجة المستوطنات اليهودية. وتشبه قواعد الحركة في المناطق قواعد الطقوس في البلاط الاقطاعي: سيد القلعة يحق له أن يقترب من الفلاح كما يشاء، ان يربت على كتفه بمحبة، او أن يسحق أنفه ولكن على القن ان يبقى في الدائرة الخفية التي محظور عليها أن يخرج منها اذا لم يدعَ الى ذلك. خطأ، قد ينبع من تفسير مغلوط لعلاقاتهما، من شأنه أن يكلف القن رأسه. والمقياس المقرر للمسافة المناسبة بين العرب واليهود هو مسطرة تطول أو تقصر حسب ارادة أسياد البلاد. فان شاءوا – دقوا اسفينا في قلب بلدة عربية – وان شاءوا – أبعدوا العربي الذي يتجرأ على الاقتراب.

 

ان النفقات التي ينطوي عليها نشر بشرى الزعرنة المنظمة تمولها الدولة، التي تدعي انها تقاتل ضدها. فتحقيق مركز « موليد » كشف النقاب عن أن لجان المستوطنين، الذين يدعو زعماؤهم المعروفون الى تطهير البلاد من الاغيار، تعمل كمقاول للسلطات البلدية التي تأتي معظم ميزانياتها من صندوق الدولة. ويدور الحديث عن ملايين عديدة. من اموال الجمهور تمول أيضا مدارس دينية يزرع حاخاموها بذور الشغب، ومن اموال الدولة تمول شبكات « شارة الثمن » التي مهمتها المعلنة هي التشويش على عمل اذرع انفاذ القانون والاثقال عليها حتى « لا يأتي الى ذهنها » اخلاء بؤر استيطانية غير قانونية  (على أي حال ستسوغ مع حلول اليوم من جانب الدولة التي تحاول أحيانا اخلاءها). ولتلطيف الوقع على الاذن: بيت ايل البلدة التي سمح معيلوها للمقاول ببناء عمارات على ارض فلاح فلسطيني وشجعوا مئات الفتيان على مناوشة الشرطة، حصلت من دائرة الاستيطان على مخصص 51.5 مليون شيكل، المبلغ الذي يفوق كل ما تلقته من الدائرة كل بلدات الجليل والنقب.

 

تدفع هذه الافعال وغيرها الكثير من الاسرائيليين الى الشعور بالخجل من افعال شعبهم، والشعور بالخجل يتسبب بالرغبة في التميز – ومن أجل التميز ينبغي النفور. وبالفعل فان الحاجز بين اجنحة الشعب آخذ في الارتفاع. في قلب اليهود ذوي المعرفة التاريخية تنبت بذور الشك بعدالة الصهيونية، التي على أي حال ليست ايديولوجية حصينة من الاسئلة الصعبة.

 

سنة تمر وسنة اخرى، ومنفلتو العقال يتزايدون، جرائمهم تزداد جسامة، والحكم مشارك في افعالهم، والاحتلال يعمق سيطرته بحيث بات واضحا انه لم يعد ممكنا وقف التدهور، ولكن ربما يمكن عمل شيء ما من أجل الروح،  ربما مظاهرة، ربما توقيع على بيان احتجاج. ولكن وحدهم الاكثر تصميما يواظبون، والباقون يشعرون كالمسافرين في طائرة يعلن خاطفوها عن أنهم مصممون على تحطيمها، والسؤال الوحيد هو كم من الزمن تبقى. من يؤمن بقوة الصلاة – يصلي. من لا يؤمن يتمنى لهذا الكابوس أن ينتهي، لانه كما هو معروف لا يوجد تخفيف على النفس اكبر من اباحة الشكوك.