خبر « إسرائيل » تلتهم أراضي في الجولان المحتل بذرائع « أمنيّة »

الساعة 05:18 ص|27 يوليو 2015

فلسطين اليوم

تتواصل المعارك في محافظة القنيطرة السورية الحدودية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط دخول متزايد من جانب الاحتلال الإسرائيلي على خط التطورات، مستغلاً غياب وصمت الأطراف الأخرى المتمثلة في قوات النظام السوري من جهة وفصائل المعارضة من جهة ثانية فضلاً عن قوات الفصل الدولية. وواصلت إسرائيل الدخول على الخط بما يخدم مصالحها، إذ عززت حضورها في منطقة السياج الحدودي، بعد أن عاودت قوات من جيش الاحتلال، يوم السبت، اقتحام منطقة مخيم الشحار في ريف القنيطرة الشمالي في الجولان السوري المحتل، وبدأت في حفر خندق تمهيداً لإقامة أسلاك شائكة داخل الأراضي المحررة. ويمتد الخندق مسافة 3 كيلومترات على طول المنطقة الحدودية العازلة، وبعرض متر واحد ملتفاً على تل الشحار والمخيم، وبعمق يزيد عن 300 متر داخل الأراضي السورية، ضمن المنطقة الخاضعة بشكل كامل للأمم المتحدة.

ودخل الجيش الإسرائيلي برفقة آليات عسكرية، واقتلع الخيم وأجبر السكان على إخلائها. فتوجّه الأهالي إلى بلدة جباتا الخشب القريبة، التي أقيم فيها مخيم صغير للحالات الطارئة.

وكان جيش الاحتلال قد عمد قبل أيام أيضاً إلى جرف خيم النازحين السوريين في المخيم واقتلاع الأشجار منها. ويقع المخيم في منطقة محررة تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة، ويبعد عن أولى نقاط الجيش الإسرائيلي مسافة 500 متر، وتبلغ مساحته 40 دونماً، وكان يضم أكثر من 2300 عائلة نازحة.

ويشير ناشطون في المنطقة لـ« العربي الجديد »، إلى إنّ « إسرائيل تحاول استغلال غياب الحضور الفاعل للقوى السورية والدولية من أجل تنفيذ أجنداتها وأطماعها في المنطقة، إذ قدّمت نفسها حتى الآن، كعامل مهدئ وضابط للتطورات فضلاً عن استقبالها لجرحى المعارك.

ويضيف الناشطون، أنّ إسرائيل تجد أنّ الوقت بات مناسباً لتمدد وتحقيق مكاسب ميدانية باتجاه التلال الاستراتيجية القريبة من الشريط العازل وخصوصاً تل الشحار، بهدف السيطرة عليه وضمّه إليها، حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية الراهنة في المنطقة، نظراً لأهميته العسكرية، بحجة حماية الحدود والأمن الإسرائيلي.

ويعد دخول القوات الإسرائيلية إلى الأراضي السورية انتهاكاً للاتفاقيات الموقعة مع سورية برعاية الأمم المتحدة، في ظلّ انسحاب قوات الفصل التابعة للأمم المتحدة (أوندوف) من المنطقة أواخر العام الماضي، المراقبة للحدود، بعد سيطرة قوات المعارضة على المعبر الحدودي في المنطقة.

وفي ما يتعلق بتطورات المعارك داخل القنيطرة، يقول الناشط الإعلامي أبو أحمد الخلف من المنطقة، لـ »العربي الجديد« إنّ »قوات النظام قصفت بشدة بلدة مسحرة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة من تلال شعار وبزاق وكروم جبا، كما استهدفت بقصف مماثل بلدتي جباتا الخشب وطرنجة بجميع أنواع الأسلحة« ، فيما نفت غرفة عمليات »جيش الحرمون« التي تسيطر على منطقة التلول الحمر، صحة الأنباء التي أشاعتها قوات النظام بشأن سيطرتها على تل الحمرية المطل على بلدة جباتا الخشب. وأشارت في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ »موالي النظام ادعوا سيطرتهم على التل بواسطة مليشيا الدفاع الوطني في بلدة حضر المجاورة، لكن نؤكد تصدي الثوار لمحاولة التقدم تلك« . كما نشرت غرفة العمليات شريطاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد صمود مقاتليها في أعلى تلة الحمرية.

وبحسب بيان المكتب الإعلامي للواء »فرسان الجولان« ، الذي صدر، أمس الأحد، فقد قتل 7 عناصر من قوات النظام وأصيب 15 آخرون خلال الاشتباكات مع الفصائل المسلحة في محيط بلدتي جباتا الخشب وطرنجة في القنيطرة. وقال مدير المكتب الإعلامي، أبو جبل الجبثاني، إن »قوات النظام مدعومة بعناصر من مليشيا حزب الله اللبناني وجيش الدفاع الوطني، حاولت التسلل إلى تل الحمرية قرب بلدة جباتا الخشب، ما أسفر عن اشتباكات مع فصائل فرسان الجولان، وألوية الفرقان، والجيش الأول، ولواء أنصار الإسلام، والمجلس العسكري وكتائب أبو دجانة، التي أحبطت الهجوم.

وكانت قوات النظام حاولت أيضاً السيطرة على التلة، الثلاثاء الماضي، لكنها أخفقت في ذلك، بعد أن فقدت عدداً من الجنود، وفق ما أعلن الاتحاد الإسلامي لـ« أجناد الشام » في بيان نشره على موقعه الرسمي.