خبر بأقل قدر ممكن- هآرتس

الساعة 09:17 ص|23 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: دعائيو البنية الامنية الذين يتخفون على شكل صحفيين، يعدون الآن أن مصير تقرير لجنة لوكر في سلة القمامة. هذا محتمل، لكن اعضاء اللجنة يستطيعون تسجيل انجاز هام لأنفسهم: البقرة أصبحت أقل قداسة، بفضلهم - المصدر).

كلما قُلصت ميزانية الامن كلما كان هذا أفضل لاسرائيل. الحديث لا يدور فقط عن إسراف الجهاز وعن الفساد البنيوي لشروط الأجر. بل إن امكانية احداث التغيير في سلم الأولويات بالاتجاه المدني، ليست السبب الرئيس للحاجة الى تقليص ميزانية الأمن.

الدافع الاول لتقليص الميزانية يجب أن يكون الاضرار التي تتسبب فيها البنية الامنية للدولة على مدى السنين. اضافة الى الحاجة الى جيش وبنية أمنية قوية، والمساهمة الكبيرة للبنية في بقاء الدولة وأمنها لا يجب تجاهل الاضرار التي لا تقل أهمية.

في نظرة الى الوراء، فان كل حروب اسرائيل كانت لا حاجة اليها. وبين الحروب يهتم الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة بمهمتين أساسيتين: القنبلة الايرانية وصيانة الاحتلال. فمعظم ميزانيته توجه الى هاتين المهمتين الوطنيتين. هل كانت ضرورية؟ هل خدمت اسرائيل؟ الجيش الذي لا يقف أمامه أي جيش، وسلاح الجو الذي لم يشارك طياروه في أي معركة جوية منذ عشرات السنين، استثمرا الجهد في مهمات كانت احداها لا حاجة اليها، والثانية تضر الدولة.

 تعالوا نعفوا على الاسراف في التحضير للهجوم على ايران – 11 مليار شيكل، « مغامرات غريبة »، حسب تعبير اهود اولمرت، قد لا تكون ألحقت الضرر باستثناء الاسراف الكبير، وفي جميع الاحوال ولحسن حظنا فان هذه المهمة قد تلاشت، والمهمة الثانية بعيدة المدى وهي تلحق الضرر الفعلي.

 

   جيش الاحتلال – لا شك أن الجيش الاسرائيلي هكذا – حيث تتركز اعماله في الاحتلال، وهذا الجيش لا يجب أن نطمح لزيادة ميزانيته، بل العكس، يجب تقليصها. أنا لا أقدر الاعمال الوهمية في المناطق التي تهدف الى تخويف السكان أو تنغيص حياتهم، عمليات الاعتقال الجريئة وعمليات القتل والتمشيط، عمليات العقاب واستعراض العضلات التي لا تفيد تضر أكثر فأكثر وتدفع الى الكراهية والرغبة في الانتقام. وعلى ذلك يتم انفاق جزء كبير من ميزانية الامن. وتقليصها قد يبشر بالخير.

عندما يُطلب من قائد كتيبة التفكير مرتين قبل ارسال جنوده تحت جنح الليل في مهمات وهمية في قرية فلسطينية – فليس فقط الميزانية تستفيد بل ايضا الأمن. لم تعد هناك حاجة لاثبات أن التواجد الفظ للجيش في اماكن كثيرة في المناطق هو الذي يزيد من الاحتكاك ويخلق المقاومة العنيفة للاحتلال.

إن اندلاع الحروب المتوالية للجيش الاسرائيلي في غزة ولبنان. تلك الحروب التي حازت معظم الميزانيات، تبين أنها بدون فائدة فيما بعد في أفضل الحالات، وتسببت بالحاق الضرر بمكانة اسرائيل في اسوأ الحالات.

الأمر المفرح هو أن الايام التي كان فيها تأييد وتشجيع لكل ما فعلته البنية الامنية، ولّت. صحيح أنه ما زال جيش من الصحفيين والمحللين الذين يستمرون في دعاية التخويف والخضوع للجيش، لكن الانطباع هو أن الطلب لهذه البضاعة قد تراجع. واحيانا يظهر التمييز في شروط الخدمة مثل رصاصة بين أعين الجيش الاسرائيلي. والربط ايضا بين كلمات مثل البطولة والتضحية والقيم والخدمة وبين التقاعد، يثير الضحك والنكات. واحد من اثنين: إما الحديث عن جيش القيم – وبالتالي ما الحاجة الى تقاعد جسر الهوة، وإما الحديث عن جيش المأجورين – وعندها ما الحاجة الى الحديث عن القيم.

دعائيو البنية الامنية الذين يتخفون على شكل صحفيين، يعدون الآن أن مصير تقرير لجنة لوكر في سلة القمامة. هذا محتمل، لكن اعضاء اللجنة يستطيعون تسجيل انجاز هام لأنفسهم: البقرة أصبحت أقل قداسة، بفضلهم.