خبر الهدية بقيت في البيت الابيض- يديعوت

الساعة 09:08 ص|23 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: كان هذا هو الوقت لان تطلب – وتحصل على كل خير امريكا. ولكننا نحن لن نحصل عليه الان. لماذا؟ إذ حسب تعليمات رئيس الوزراء، هكذا نشر، لن ننزل على ركبتينا؟ لماذا؟ لان لنا كرامة وطنية - المصدر).

 

1. دارج التفكير بان الولايات المتحدة توفر لنا كل الوسائل القتالية التي لديها. إذن هذا ليس صحيحا. الولايات المتحدة، ومن ناحيتها عن حق، تبقي الوسائل الاكثر حداثة لقتالها في مواجهة اعدائها، وحتى حلفائها الاكثر ولاء مثل اسرائيل غير جديرين بالاطلاع على اسرارها.

 

موضوع النووي الايراني تخلى بالميزان الذي تثبت على مدى السنين. ففي البيت الابيض يعرفون بان الهدف الاول للقنبلة الذرية الايرانية ستكون اسرائيل. وحسب ذات المنطق، يتعين الان على امريكا الكبرى أن تتحرر من قيود اسرارها وان تؤثر علينا من شدة الخير، وليس من الخوف من أن ينجح نتنياهو ومبعوثوه في اقناع النواب الامريكيين برفض اتفاق فيينا. وحتى لو لم يحصل هذا، وعلى ما يبدو لن يحصل، فان الخوف من مثل هذه الاهانة قبيل نهاية الولاية يحوم كالظل فوق الرئيس اوباما.

 

السطور التالية ليست نزيهة، ولكن من يبحث عن النزاهة في السياسة؟ فهذا الوضع الحساس والسائل كان ينبغي بدولة اسرائيل أن تستغله حتى النهاية. كان هذا هو الوقت لان تطلب – وتحصل على كل خير امريكا. ولكننا نحن لن نحصل عليه الان. لماذا؟ إذ حسب تعليمات رئيس الوزراء، هكذا نشر، لن ننزل على ركبتينا؟ لماذا؟ لان لنا كرامة وطنية. وهكذا، على ما يبدو، خرج من اسرائيل وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر دون أن يمنحنا هدايا باهظة القيمة. مثلا، المزيد فالمزيد من قنابل اختراق الاسمنت المتطورة. غير أن الكرامة الوطنية لا تساوي في قيمتها قدرة قنبلة واحدة. ففي الكارثة قتل اليهود الذين كانت لهم كرامة وطنية ولم تكن لهم قنبلة واحدة.

 

ماذا يقول المطلعون على الامر؟ ان نطلب، وعلى ما يبدو ان نحصل على شيء ما بعد بضعة اشهر. هذا خطأ جسيم. فبعد عدة اشهر يمكن للوضع السياسي أن يتغير: سيكون هذا بعد التصويت في الكونغرس، وايران لن تقف على رأس اهتمام الولايات المتحدة والقوى العظمى. بالطبع، يمكن ايضا أن يحصل العكس، ولكن مهمة القادة ان يفكروا بالاسوأ. فقد كان الان هو الوقت للطلب، وخسارة ان فوتنا ذلك.

 

وهناك امكانية اخرى: ان يكون ذات التفويت هو ثمرة مشروع مشترك امريكي – اسرائيلي وان خلف الكواليس تدور لعبة اخرى تماما. هذا ما ينبغي للايرانيين أن يفكروا به. اذا كان هذا هكذا، فاننا نرفع القبعة التي لا نعتمر امام من نفذ هذا.

 

2. اسم جلعاد شاليط عاد الى العناوين الرئيسة في الايام الاخيرة، بعد أن نشر أن الرجل الذي بعث من قتل ملاخي روزنفيلد هو من محرري صفقة التبادل تلك. وتعود النغمة مرة اخرى: محظور تحرير مخربين مقابل جندي. ولو لم تكن هذه قصة حزينة، لكنا الان نضحك. ولماذا؟ لانه في شيء واحد لا يوجد لدى الفلسطينيين نقص: الناس. فمن مثلا يعرف كم فلسطينيا اعتقل وسجن على ايدي اسرائيل منذ الانتفاضة الاولى؟ واليكم العدد: نحو نصف مليون. واليوم يمكث في السجن الاسرائيلي سجناء لم يكونوا ولدوا بعد عند اندلاع تلك الانتفاضة.

 

نبع الناس هذا وفير بلا انقطاع. وهو مصنع منظمات الارهاب الذي يتطور في السجن الاسرائيلي. ولكن، مثلما هو الحال عندنا، لا يوجد هناك اناس لا بديل لهم. والدليل: في القتال الاخير في غزة اصطدمنا بمقاتلين جدد « خرجوا من الفرن ». نحن، بالمقابل، نختلف عنهم. كل جندي خرج الى القتال في الجرف الصامد كان يعرف ان دولة اسرائيل، وبالتأكيد الجيش الاسرائيلي، ستفعل كل شيء من اجله اذا ما حصل له شيء ما. هكذا كان وهكذا نحن نتصرف.

 

          كل اعلان من قادتنا عن النية لاعادة جثتي اورون شاؤول وهدار غولدن الى اسرائيل، يرفع ثمنهما في سوق التجار الحماسي. ومع ذلك، نواصل في اسرائيل العمل والتشغيل. وعليه فان الحجة التي تطرح اسم جلعاد شاليط ليست من الحجج المقبولة لدى الموقع اعلاه. نحن لا نريد ان نشبه حماس ورجالها. نحن مختلفون، شكرا للرب.