خبر شهر رمضان – شهر الجهاد- اسرائيل اليوم

الساعة 10:35 ص|21 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: د. افرايم هراره

 (المضمون: إن ظاهرة ازدياد اعمال القتل في شهر رمضان ليست صدفة، فقد أعلن البغدادي أنه يجب استغلال هذا الشهر من اجل الجهاد - المصدر).

 

          مع انقضاء شهر رمضان ازدادت العمليات الاسلامية في العالم: سفينة سلاح البحرية المصرية تم اغراقها، اربعة جنود امريكيين قتلوا في مواقعهم في الولايات المتحدة، تم افشال عملية انتقام في فرنسا. كل ذلك حدث بعد شهر دموي، مع الهجوم المنسق لتنظيم الدولة الاسلامية في سيناء ضد المواقع العسكرية المصرية، الامر الذي تسبب في موت أكثر من 100 من رجال الامن. قتل المدعي المصري العام، الهجوم على القنصلية الايطالية في القاهرة، قطع رأس مدير مصنع في فرنسا ومحاولة تفجير مصنع الغاز الذي أداره، قتل عشرات السياح في المدينة السياحية سوسا في تونس، قتل عشرات المصلين الشيعة في مسجد في الكويت وغيرها.

 

          التفجير هو الثقافة التي تقف وراء اعمال القتل في شهر رمضان، وهذا ليس صدفة. فقد أعلن في العام الماضي زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أنه يجب استغلال شهر رمضان من اجل الجهاد، لنشر الرعب في قلوب الكفار والبحث عن الموت في كل مكان يمكن لقاءه فيه. هل نستمر في ذلك؟ تساؤل الخليفة الجديد، نحتل روما وندير العالم، باذن الله. هذه السنة ايضا دعا التنظيم جميع المسلمين بانزال الكارثة على رؤوس الكفار خلال شهر رمضان.

 

          يصعب على الشخص الغربي فهم كيف أن شهر رمضان الذي هو لحساب النفس والتقرب من الله، يتحول الى شهر دموي. شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي ذُكر بشكل واضح في القرآن، وهو الشهر الذي نزل فيه القرآن كمرشد للناس. بالنسبة للاسلام الارثوذكسي فان الطموح الاكبر للانسان هو التقرب من الله. وما يميز الاسلام هو اعتباره أن الطريقة الأمثل للتقرب من الله هي الموت. شعار الاخوان المسلمين يشمل القول المشهور: « الموت في سبيل الله هو طموحنا الأسمى ». « الموت اثناء الجهاد هو طموحنا الكبير ». حكيم العصور الوسطى، الغزالي، وهو من كبار الكتاب الصوفيين، أثبت أن اليهود لا يحبون الله: إنهم يحبون الحياة في الوقت الذي يطمح فيه المسلم بكل جوارحه أن يموت في سبيل الله، ومن لا يطمح للموت من اجل لقاء الله، فهو لا يحبه.

 

          علي، خليفة الشيعة الاول، الذي كان من قادة جيش محمد، كان يحذر سكان المدن التي يحاصرها: « استسلموا لأننا نحب الحرب والموت مثلما تحبون الحياة وملذاتها ». حماس تعود وتقول إن نقطة ضعف اليهود هي أنهم يحبون الحياة أما المسلمون فيحبون الموت. النتيجة الواضحة لذلك هي أنه في الاسلام الكلاسيكي تتم التضحية بالنفس والجهاد ضد الكفار من اجل التسامي الروحي والتقرب من الله.

 

          لا يجب أن نخطيء، فشهر رمضان ليس أمر مفروغ منه: مع انقضائه يخرح المسلمون أكثر قوة بايمانهم وتصميمهم على المشاركة في الجهاد.

 

          هناك شرط مهم، حتى وإن كان لا يكفي، لمواجهة التطرف الاسلامي وثقافة القتل وهو الوقف الفوري والكامل للتحريض على الجهاد، رغبة السلطة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية في الحفاظ على الهدوء الاجتماعي في مواجهة المحرضين، هي رغبة ليست بعيدة المدى ولا شك أنها ستتسبب في زيادة العمليات. من يضع رأسه في الرمل سيتم قطعه على الاغلب.