خبر الى ان يلعب عربي في بيتار .. هارتس

الساعة 08:40 ص|19 يوليو 2015

الى ان يلعب عربي في بيتار

بقلم: أسرة التحرير

          لا ينبغي لشغب مؤيدي بيتار يروشلايم في بلجيكيا أن يفاجيء احدا. فذات « الحفنة » الشهيرة، التي ليست حفنة بل مجموعة كبيرة تضم بضعة الاف من المؤيدين، سيطرت منذ زمن على الاتحاد وجعلته رهينة للافكار العنصرية، المدعومة باعمال عنف، التي لا تجد مقاومة ذات مغزى لها من الجهات المسؤولة.

          لقد بدأ مؤيدو بيتار حملتهم التدميرية، حين تجولوا في شوارع شرنروا واصطدموا بمؤيدي الفريق المحلي. وجاءوا الى المباراة نفسها يحملون اعلام حركة كاخ التي علقت بفخار في المدرج الى جانب اعلام اسرائيل. وقد اوقفت المباراة منذ بدايتها بعد أن رشقت عشرات المفرقعات الترابية الى الملعب. وفي النهاية رشقوا غرضا مس بحارس المرمرة البلجيكي وتسبب هذا بنزيف في رأسه. كل هذا لم يمنع لاعبي بيتار من الركض نحو مدرج العنصريين والتصفيق لهم.

          سارعت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف الى شجب سلوك مؤيدي بيتار الذين زعمت انهم « وصموا دولة كاملة بالعار ». رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الاخر تكبد عناء اصدار بيان شرح فيه بانه « لن نسمح لمؤيدي بيتار ان يمسوا بصورة الدولة ». ولكن المشكلة ليست صورة اسرائيل في العالم، بل العنصرية الحقيقية التي تشعل نارها بالضبط تلك الجهات التي تشجبها الان.

          نتنياهو وريغف ملوثا اليدين: هما بالذات، باقوالهما العنصرية (« العرب يندفعون الى صناديق الاقتراع »)، بسلوكهما في الميدان (تهديد تمويل المؤسسات الثقافية العربية)، وبالاعمال التشريعية المناهضة للديمقراطية التي تتميز بها الحكومة التي يترأسانها – يمنحان ريح اسناد وشرعية للظاهرة التي تسمى بيتار يروشلايم.

          في  الاسابيع الاخيرة تدير صفحة الرياضة في « هآرتس » مشروعا بعنوان « الى ان يلعب عربي في بيتار ». وهدفه هو تحطيم سور العنصرية الذي يميز احد النوادي القديمة في اسرائيل، والذي لم يجد من السليم على مدى 79 سنة من وجوده ان يشرك لاعبا عربيا فيه.

          وبالفعل، كلما بحثنا عن اسباب ودوافع السلوك العنصري لبيتار يروشلايم، نصل الى الانطباع بان المشكلة تكمن بالذات في المعاملة المتسامحة من كل الجهات المحيطة – من اتحاد كرة القدم، عبر مديرية الدوري وانتهاء بالمستويات الادارية. فهذه، بمعاذير مختلفة ومتنوعة، تساهم في الظاهرة وتسمح بها، سواء بالغمز، ام باعطاء تفسيرات ملتوية ومتملصة (« لا يوجد لاعب عربي مناسب مهنيا »).

          وعليه فقد حان الوقت للكف عن الحديث عن الصورة وكذا عن « التعليم » و « السياقات »، والشروع بالعمل بشكل عملي. الى جانب العقاب الشديد على مظاهر العنصرية، يجب وضع نافذة زمنية محدودة امام بيتار يروشلايم، تلزم فيها باشراك لاعبين عرب، حتى بثمن المواجهة القاسية مع الجمهور. بدلا من الشجب، حان الوقت للعمل.