خبر انهيار مفهوم اوباما.. اسرائيل اليوم

الساعة 08:27 ص|19 يوليو 2015

بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي

 

          (المضمون: هكذا، دفعة واحدة، حطم الزعيم الروحي الايراني هامش التوقعات من مدرسة براك اوباما ودمر اساس ومنطق اتفاق فيينا - المصدر).

 

          مر أقل من اسبوع منذ الاحتفال بتوقيع الاتفاق الدائم بين القوى العظمى وايران في مسألة النووي، واذا به يبدأ بالتحطم الى شظايا الاساس الفكري الذي قام عليه السلوك المتصالح من جانب الرئيس الامريكي في اثناء المفاوضات. كما يذكر، ففي قراره منح طهران رزمة بعيدة الاثر من الخطوات الاقتصادية لبناء الثقة، قدر اوباما، بان هذه الجزرة من الاغراءات والحوافز سرعان ما تعطي ثمارها لترفع ايران الى مسار الاعتدال تجاه الولايات المتحدة.

 

          وبالفعل، اعتبر البيت الابيض رفع العقوبات عن طهران خشبة قفز بمسيرة تقارب متسارعة بين واشنطن وطهران سرعان ما تجعل الاخيرة شريكا استراتيجيا مركزيا في الساحة.

 

          ولكن، في هذه المرحلة على الاقل يتبين بان التوقعات في جهة والواقع في جهة اخرى. فالاقوال الفظة والتي لا هوادة فيها، التي اطلقها امس الزعيم الروحي لايران، آية الله علي خامينئي يفترض أن تكون دعوة صحوة ووعي للرأي العام الامريكي قبل ان يصبح الاتفاق حقيقة ناجزة، وذلك لان خلاصة تصريحات خامينئي كانت حادة وواضحة: هذا لا يعني فتح صفحة جديدة في علاقات الامتين، تعيد الى الاستقرار جملة العلاقات السياسية، الايديولوجية والاقتصادية بينهما على اسس جديدة اكثر تصالحا، بل مجرد مدماك وحيد ومنفرد من العلاقات – المدماك النووي، الذي ليس فيه ما يؤثر او يبث على كل باقي الابعاد والعناصر في العلاقات بين الدولتين.

 

          وبكلمات صريحة: الاتفاق النووي لا يبشر ببداية صداقة رائعة مع الغرب. العكس هو الصحيح، في نظر خامينئي، السياسة الكدية الشاملة لايران من جهة الادارة لن تتغير، وكذا دعم طهران للعناصر التآمرية والارهاب في ساحات العراق، سوريا، لبنان، البحرين وفي المجال الفلسطيني لن تضعف على الاطلاق حتى بعد تحقيق الاتفاق الدائم. لقد كان نظام آيات الله ولا يزال بالتالي خصما لدودا لـ « الغرور الامريكي » على حد قول خامينئي، ومن شأنه أن يرى فيها ايضا عدوا لدودا.

 

          هكذا، دفعة واحدة، حطم الزعيم الروحي الايراني هامش التوقعات من مدرسة براك اوباما ودمر اساس ومنطق اتفاق فيينا. وذلك ناهيك عن أنه من المتوقع من وزير الخارجية ظريف، في هجوم جديد من الابتسامات، ان يشوش الانطباع الذي خلفته هذه التصريحات.

 

          لا يتبقى سوى الانتظار لنرى اذا كان هذا الميل لتقزيم الاتفاق ولادراجه في داخل العلاقة  الصدامية المستمرة سيساهم في بلورة رأي عام اكثر تشكيكا في الولايات المتحدة وهكذا يساعد على تصميم نتائج المواجهة في مجلس الشيوخ.