عام على عيد دامي ..

تقرير اشتياق غزي للعيد..!

الساعة 08:48 ص|14 يوليو 2015

فلسطين اليوم

مع اقتراب عيد الفطر السعيد، يحاول الغزيون نسيان آلامهم وجراحهم التي تسببت بها آلة الحرب الإسرائيلية العام الماضي باستعدادٍ مضاعف لرسم الفرحة والبسمة على وجوه الأطفال والنساء.

فالأسواق الغزية امتلأت بالبضائع التي تم ترتيبها بشكل هندسي لجذب المواطنين الذين سارعوا في شراء ما يلزم أبنائهم من ملابس العيد، للعمل على نسيان ما تعرضوا له العام الماضي حتى وإن كان بشكل مؤقت.

فعيد الفطر السعيد الذي مضى كان على وقع الانفجارات والقصف الإسرائيلي المتواصل وشلل الدماء والشهداء والجرحى التي قتلت بهجة العيد ومنعت خروج المواطنين من الأماكن التي احتموا بها سواء في مدارس الإيواء أو المستشفيات أو المنازل البعيدة عن قوة الضربات الجوية والبرية الإسرائيلية.

ولأن سكان قطاع غزة يعشقون الحياة كما يعشقون الموت، فكان لازماً عليهم بعد صيام شهر رمضان المبارك الاشتياق لعيد الفطر السعيد وإحيائه على طقوسهم الخاصة من خلال شراء الملابس وإنتاج المعمول والكعك التي تفوح رائحته في أجواء المدينة التي دمرتها آلت الحرب الإسرائيلية إضافة إلى شراء السمك المملح (الفسيخ) وشراء الحلويات وألعاب الأطفال.

رغم استشهد نجلي عصام سأفرح بالعيد..

« أم الشهيد عصام اسكافي » من مدينة غزة قالت لمراسلنا: « رغم استشهد نجلي عصام العام الماضي ورغم انف الاحتلال الإسرائيلي والدمار الذي خلفه لن نلبس ثوب الحزن سنفرح سننتصر على الاحتلال بالإرادة والصمود والتحدي.

وتضيف والدة الشهيد عصام، منذ الصباح الباكر وقبل أيام العيد نفرح ونعمل الكعك والمعمول ونوزعه على أرواح الشهداء الكرام ولرسم الفرحة على وجوه الأطفال لن نرضخ للمحتل الإسرائيلي.

سأرسم الفرحة على وجه أحفادي..

أما الحاجة أم عبد الله 77 عاماً قالت: »الحرب أشرس وأفظع الحروب التي عشتها قتلت كل شيء الأطفال الشيوخ النساء الرجال دمرت المنازل والأراضي والأشجار قتلت فرحتنا بالعيد، مؤكدة أنها ستفرح بهذا العيد وسترسم البسمة على وجوه أحفادها.

وأشارت الحاجة أم عبد الله لمراسلنا إلى أن فرحتها بالعيد تكمن بإنتاج المعمول والكعك والتوزيع على الأهالي والجيران والأحبة ولن تترك هذا العمل حتى يأخذ الله أمانته.

ولفتت الحاجة ذات الـ77 عاما إلى أن الاحتلال قتل العيد الماضي من خلال الحرب والقصف لكن هذا العيد سنحتفل به على طريقتنا الخاصة، مبينة أن أحفادها اشتروا الملابس الجديدة ويستعدون للعيد بكل همة ونشاط.

اشتريت الملابس ..

« أم إبراهيم » قالت لمراسلنا، لم تترك سوق في المدينة إلا وزارته.. اطلعت على الأسعار .. شاهدت البضائع الجديدة .. وتقول لفلسطين اليوم: « الحرب الماضية قتلت فرحتي وفرحة أطفالي بعيد الفطر السعيد و »إسرائيل« تريدنا أن لا نفرح أن لا نبستم أن لا نحتفل بأعيادنا التي فرضها الله علينا لكننا رغم الدمار والحرب والآلام والشهداء سنخرج نحتفل بالعيد سنغيظ الاحتلال ».

وتضيف أم إبراهيم، لدي 5 أبناء 2منهم أطفال اشتريت لهم جميعاً ملابس العيد الجميلة ليزوروا أعمامهم وعماتهم وأخوالهم وخالاتهم ولن نجلس نبكي ونحزن ونتألم كما يريدنا الاحتلال.

من جهته فقال أبا أحمد من حي الشجاعية لمراسلنا: « العيد الماضي عشنه في المدارس مرحلين من منازلنا لا طعم له ولا لون حتى عيد الأضحى الذي جاء بعد الحرب لم نشعر به لأنه عيد الشهداء ففي كل مكان كانت برزة تذكرنا بما هو مؤلم ومحزن.

وأضاف: »اشتريت لي ولأطفالي ملابس جديدة والحلويات والمكسرات إضافة إلى السمك المملح سأحتفل وأطفالي بالعيد ولن استمر وعائلتي في لباس الحزن الشديد الذي يريده الاحتلال لنا سنلبس وأطفالنا الفرح.

يشار إلى أن العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ استشهدوا في أول أيام عيد الفطر السعيد العام الماضي والذي جاء أثناء الحرب الإسرائيلية التي استمرت 51 يوماً على التوالي والتي راح ضحيتها أكثر من 2200شهيد وأكثر من 11ألف جريح.