خبر عشية « ليلة القدر ».. الاحتلال يحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية

الساعة 10:45 ص|13 يوليو 2015

فلسطين اليوم

لم تفلح جهود ومحاولات آلاف الشبان الفلسطينيين في الدخول إلى القدس و« التسلل » إليها عبر مقاطع عديدة من جدار الفصل العنصري، من أجل إحياء « ليلة القدر » في المسجد الأقصى المبارك، بفعل منظومة الإجراءات الميدانية والعملياتية التي شرعت قوات الاحتلال في تطبيقها، اعتباراً من ليل أمس الأحد.

وبلغت ذروة التشديدات الإسرائيلية، اليوم الإثنين، بإغلاق مناطق واسعة تحيط بالبلدة القديمة، ونشر عشرات حواجز التفتيش على مداخل المدينة، إضافة إلى تعزيز القوات العسكرية بوحدات إضافية من الجنود وأفراد الأمن بلباس مدني جرى إنزالهم في أحياء تتاخم الجدار في منطقتيه الشمالية والجنوبية الشرقية، لاعتقال من تصفهم سلطات الاحتلال بـ« المتسللين » من دون تصاريح.

في إحدى المناطق المتاخمة للجدار من حده الشمالي كان ستة شبان يقفزون، فجر اليوم، من على الجدار، ونجح 4 منهم في الاختفاء داخل أحياء مقدسية، بينما اعتقل اثنان على تخوم بلدة شعفاط، بعدما أنزلتهما دورية عسكرية نصبت حاجزاً هناك، وفتشت ركاب الحافلة التي أقلتهما.

أمّا الشبان الأربعة، فقد تمكنوا من الوصول بسلام إلى داخل البلدة القديمة، ومنها إلى المسجد الأقصى، لينضموا إلى عشرات آلاف المصلين من القدس ومن فلسطين المحتلة عام 1948، ومن الآلاف من كبار السن من أبناء الضفة الغربية الذين سمح لهم بالدخول بتصاريح خاصة، إضافة إلى نحو 800 آخرين من قطاع غزة، بدأت طلائعهم تفد إلى القدس بمراقبة إسرائيلية.

إجراءات غير مسبوقة

كانت مكعبات الإسمنت والأسلاك الشائكة، التي أحاطت بحاجز قلنديا، وحدّت من انتقال وتحرك المركبات العامة والخاصة، شاهداً على إجراءات إسرائيلية هي الأشد صرامة منذ سنوات طويلة. فحَظر دخول الشبان دون سن الثلاثين وحتى الخمسين مُطلقا، بما في ذلك النساء دون هذا السن، وفق ما ورد في بيان لشرطة الاحتلال، ضمن ما أسمتها ترتيبات خاصة بمناسبة « ليلة القدر ».

ومن بين الإجراءات الإسرائيلية، نشر الآلاف من أفراد الشرطة وجنود الاحتلال، وإغلاق غلاف البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، حتى مساء يوم غد الثلاثاء، وإلزام الوافدين للصلاة بواسطة باصات وسفريات النقل، ومع الانتهاء من الصلاة وأداء الشعائر، بالعودة إلى النقاط التي كانوا قد غادروا منها صباحاً.

من بين الإجراءات الإسرائيلية، نشر الآلاف من أفراد الشرطة والجنود وإغلاق غلاف البلدة القديمة ومحيط الأقصى

أمّا فيما يتعلق بإجراءات وترتيبات الدخول للقدس لمواطني الضفة الغربية، فقد حدّدت هذه الإجراءات على النساء من عمر (16 - 30 عاماً) الحصول على تصريح، وينطبق هذا الإجراء على الرجال من عمر (-30 50 عاماً)، في حين سيسمح للأطفال المرافقين ما دون سن (12 عاماً) بالدخول بدون تصريح، وللرجال ما فوق سن (50 عاماً) بالدخول بدون تصريح، كما النساء ما فوق سن (30 عاماً).

وبالنسبة للفتيات ما دون سن (16 عاماً) فيسمح لهنّ بالدخول بدون تصريح، بينما للفتيان والرجال ما بين سن (12 - 30 عاماً) فلم يسمح لهم بالدخول مطلقاً.

إجراءات على الحواجز

وقال فلسطينيون من قرى وبلدات تحيط بالقدس، لـ« العربي الجديد »، إنّ « قوات الاحتلال منعت، منذ ساعات الفجر لهذا اليوم، العديد منهم من المغادرة، ما أدى إلى ازدحامات شديدة على الحواجز المنتشرة حول المدينة والقريبة من بلداتهم وقراهم ».

وجرى في أكثر من موقع تدافع بين المواطنين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الذين استخدموا غاز الفلفل للسيطرة على جموع المواطنين، خاصة عند معبر الزيتونة جنوب شرق القدس، وحي الشيخ سعد جنوب المدينة المقدسة، وعلى حاجزي مخيم شعفاط وقلنديا، بينما اندلعت مواجهات في بلدة عناتا عند مدخلها الشمالي، وشهد طريق التفافي حزما جبع ازدحاماً خانقاً بمئات المركبات.

وكان توافد إلى المدينة المقدسة، منذ ساعات الفجر، الآلاف من مواطني فلسطين المحتلة، وأدوا صلاة الفجر في الأقصى، في حين سيرت جمعيات إسلامية مئات الحافلات لنقل المواطنين من المدن والبلدات والقرى هناك، في وقت أتمت دائرة الأوقاف الإسلامية استعداداتها لاستقبال الجموع الهائلة من المواطنين لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى.

وقال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، عزام الخطيب، لـ« العربي الجديد »، إنّ « حالة من الاستعداد القصوى اتخذتها إدارة الأوقاف، لضمان حفظ الأمن والنظام في ساحات الأقصى، وتسهيل دخول المواطنين إليها ».

ولفت إلى وجود أعدادٍ لا بأس بها من مواطني بعض الدول العربية والإسلامية وفدت إلى المسجد الأقصى، اعتباراً من ليل الأحد وفجر اليوم، في حين ستقوم إدارة الأوقاف بتأمين عشرات الآلاف من وجبات الإفطار والسحور للوافدين لإحياء هذه الليلة المباركة.