خبر شخصية مثيرة للتحدي من اليمين- هآرتس

الساعة 10:11 ص|12 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

          (المضمون: شخص من اليمين،رغم مواقفه، فانه متحفظ من اللاشرعية التي تمارس ضد اليسار والعرب مواطني الدولة في الشارع - المصدر).

          إنه من اليمين، يشجع بيتار القدس، في الخمسينيات المتأخرة من حياته. أعرفه منذ كنت في القدس، وطلبه الالتقاء معي لم يكن غريبا.

          في بداية الحوار قال إنه يقرأ مقالات في الانترنت، ومقالاتي ايضا، ولا يفهمها. لا يفهم المنطق فيها ولا استنتاجاتها.

          إنه رجل محافظ. وارض اسرائيل الكاملة كانت بالنسبة اليه هدفا ساميا. لكنه يفهم أن فكرة كهذه لا يمكن تطبيقها، بل والنضال من اجلها غير شرعي. في السنوات الاخيرة انقطع عن ستاد تيدي، لأن الأجواء التي كانت موجودة ذات مرة في نادي بيتار القدس وفي اوساط المشجعين، تغيرت. بعض المشجعين يتأثرون من ايتمار بن غبير وباروخ مرزيل أكثر من موشيه آرنس، « الذي يكتب لديكم ».

          لذلك هو يقول إن المقالات عن الانفعال المسيحاني وعن العنصرية لا تلائمه ولا تلائم اصدقاءه. لهذا « عندما اقرأها، هذا يمر بجانب أذني ولا يدخل فيها ».

          يزعم أننا في اليسار نبي بسهولة حلم يميني، ونحاربه كما يحلو لنا. كان الهدف من اللقاء هو الكف عن النظرة المسبقة، كي نستطيع المواجهة بالحقيقة التي لديه هو واصدقاءه.

          بالطبع، إن الاجحاف الذي يتسبب فيه الاحتلال لا يعنيه، لأن هذا حسب رأيه ثمرة الحرب التي فرضت علينا.

          الفرضيات التي تستند اليها مواقفه الحالية لا تناسب قناعاته قبل 25 عاما. إنه يؤمن بضرورة التوصل الى حل وسط، وجغرافي ايضا، يخلق وضع دولتين. إنه لا يعطي أهمية للاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية.

          بنيامين نتنياهو، حسب رأيه، يفهم الوضع الدولي والاقليمي أكثر من كُتاب المقالات في « هآرتس ».

          العالم العربي يغلي، السنيون يحاربون الشيعة ودول بأكملها توجد في حالة عدم استقرار. التأييد الشعبي للتطرف الاسلامي كبير. وسيزداد كلما زادت انجازات هذا التطرف وكلما أظهرت اسرائيل علامات المرارة والضعف.

          ليس هناك من نصنع معه اتفاق يشمل الانسحاب أو اخلاء مستوطنات، لأنه لا توجد ضمانة بأن لا تتحول المناطق التي سننسحب منها الى نقاط انطلاق للتطرف الاسلامي ضد اسرائيل.

          هو يدرك الثمن الدولي المرتفع الذي تدفعه اسرائيل بسبب تعنتها. لكن اذا كان الادراك بأن الموجة التي تهددنا من شأنها أن تلحق الضرر بهم ايضا، فانه يمكن نشوء مساحة من المصالح المشتركة. سينتخب رئيس جديد في الولايات المتحدة. هيلاري كلينتون والمرشحون الجمهوريون لن يسمحوا بمقاطعة لاسامية ضد اسرائيل، ولن يُسلموا بالفرضية القائلة إن الصراع مع العالم العربي مصدره الاحتلال فقط.

          « حان الوقت لكي تدركوا أن الخوف الذي تعتقدون بأن نتنياهو يوجده، هو خوف حقيقي. كل رأس يتم قطعه، وكل موقع ثقافي أو ديني يتم تدميره، يثبت لي ولاصدقائي أن هناك ما نخاف منه. صحيح أن الجيش الاسرائيلي قوي ومسلح، لكن من الصعب مواجهة عصابات اسلامية من جميع الاتجاهات ».

          إنه غير مستعد لانتقاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفيما يتعلق بملك الاردن، عبد الله، يقول إن مستقبله محط تساؤل.

          رغم مواقفه فانه متحفظ من اللاشرعية التي تمارس ضد اليسار والعرب مواطني الدولة في الشارع.

          « لا أريد أن توافقني الرأي، أريدك أن تفهمني وأن تنظر لي ولاصدقائي، ليس فقط نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان ». أجبته وفندت فرضياته واستنتاجاته بشكل تفصيلي. واخترت تقديم كلامه كما قاله تقريبا، لأنه من المهم طرح مواقف اشخاص مثله ومواجهتها.