بالصور سلاح المدفعية صاحب الكلمة الفصل في حسم معركة البنيان المرصوص

الساعة 02:10 م|11 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بعد مرور عام على معركة البنيان المرصوص والتي استمرت لـ51 يوما والتي أبدعت فيها المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها سرايا القدس، وقدمت كل ما تملكه لكي تدافع عن أبناء شعبنا وجعلت العالم يقف مذهولا لما رئاه من صمود وتحدي أمام آلة القتل الصهيونية، رأى العدو نفسه يدخل في معركة لم يتوقع فيها كل هذه المفاجآت أن تصل صواريخ المقاومة وسرايا القدس كل فلسطين المحتلة وتبدأ معركتها من حيث انتهت معركة السماء الزرقاء عام 2012 بضرب مدينة « تل أبيب » المحتلة في أول الردود العسكرية لسرايا القدس ولتكون صاحبة أول صاروخ يطلق على « تل أبيب ».

نستذكر معركة البنيان المرصوص ونستذكر كيف كان لسلاح المدفعية التابع لـسرايا الـقدس الدور المهم والبارز في دك وقذف الرعب بقلوب المستوطنين الذين يقطنون في مستوطنات غلاف غزة، تلك الوحدة التي عملت على تهجير سكان مستوطنات غلاف غزة بفعل قذائفها المباركة، كما نستذكر الدور الفعال لرجال وحدة المدفعية خلال تصديهم للآليات العسكرية المتوغلة على حدود قطاع غزة.

مراسل الإعلام الحربي أجرى لقاءا مع أبو المجد أحد أبرز قادة وحدة الإسناد والمدفعية لسرايا القدس في قطاع غزة وتحدث لنا عن أهمية سلاح المدفعية في المعارك العسكرية وكيف كان لهذا السلاح الدور البارز في حسم معركة البنيان المرصوص وخاصة في الأيام الأخيرة من المعركة.

 

أهمية سلاح المدفعية

يعتبر سلاح المدفعية سلاح قديم جديد استخدمته الجيوش العالمية في آلية التمشيط لتسهيل دخول الجيوش إلى أهدافها وهو سلاح متوسط المدى، استخدمت سرايا القدس هذا السلاح بضرب قذائف الهاون بكافة أنواعها وأطلقت المئات من تلك القذائف وكان له دور فعال في تهجير سكان غلاف غزة من المستوطنين خلال معركة البنيان المرصوص، حيث استخدم بشكل كثيف في دك المغتصبات المحاذية للقطاع غزة وتجمعات وآليات العدو المتوغلة على حدود قطاع غزة في المناطق المختلفة بالإضافة إلى استخدام صواريخ 107 والتي تعتبر من الصواريخ قصيرة المدى وتستخدم في ضرب الأهداف القريبة والبعيدة نسبيا ويضرب إما بشكل مباشر أو قوسي وأطلقت منه السرايا المئات خلال المعركة.

وتحدث « أبو المجد » أحد أبرز قادة وحدة الإسناد والمدفعية في سرايا القدس عن أهمية دور سلاح المدفعية في معركة البنيان المرصوص فقال:« إن سلاح المدفعية يعتبر سلاح إسناد للمجاهدين حيث يقوم الإخوة المجاهدين في المدفعية بضرب الأهداف الثابتة التابعة للاحتلال الصهيوني مثل المواقع العسكرية المتاخمة للحدود مع قطاع غزة والحشودات والآليات العسكرية التي تتوغل على حدود قطاع غزة ».

وتابع أبو المجد حديثه:« يعتبر سلاح المدفعية سلاح دقيق جدا ومميز حيث يتمكن المقاتل في سرايا القدس من إطلاق قذائف الهاون بجميع أنواع الأعيرة مثل عيار120 و81 و60 على تجمعات الآليات المتوغلة داخل حدود غزة أو داخل أرضينا المحتلة عام 48، كما يعتبر سلاح المدفعية »الهاون« سلاح استراتيجي وحسب اعترافات العدو الصهيوني وخاصة في معركة البنيان المرصوص اعترف العدو بأن سلاح المدفعية »الهاون« هو سلاح (فتاك) تمتلكه المقاومة.

 

دوره الفعال

وأكمل القائد البارز في وحدة الإسناد والمدفعية أبو المجد حديثه قائلاً: » كان لسلاح المدفعية دور مهم جدا حسب الخطة الموضوعة من قبل قيادة سرايا القدس وكانت مهمته هي استهداف التجمعات الصهيونية والقوات والآليات المتوغلة في قطاع غزة وأيضا المستوطنات الجاثمة فوق أراضينا المحتلة، كما أن الوحدات العاملة في المدفعية تتواصل مع المجاهدين في وحدات الرصد التي تتابع ما يجري في الميدان والتي تزودنا بأماكن التجمعات للجنود والآليات وكنا على تواصل باستمرار حيث نحدد أماكن التجمعات والحشودات العسكرية الصهيونية ونقوم بقصفها بقذائف الهاون واستخدم السلاح بالشكل الصحيح حيث اعترف العدو بالقتلى والإصابات التي وقعت بين مستوطنيه في غلاف غزة وجنوه المتوغلين« .

واعترف العدو الصهيوني أن قذائف الهاون هي العامل الأساسي بانسحابه من هذه الحرب وهذا بفضل الله أولا وبفضل المجاهدين الذين استخدموا السلاح بشكل صحيح ودقيق، خلال استهدافهم تجمعات الجنود والآليات والمغتصبات الصهيونية في محيط قطاع غزة.

ما بعد البنيان المرصوص

وأوضح أبو المجد خلال حديثه لـ »الإعلام الحربي« أن من الخبرات التي استفادها المجاهدين في سلاح المدفعية في المعركة هي تصحيحات ضرب الأهداف حيث تمكنوا بعد تحديد الأماكن والتجمعات الخاصة بالجنود وآلياتهم العسكرية، كما استطاع المجاهدين بعد إطلاق القذيفة الأولى تصحيح الرماية وتعديل إحداثياتها فتكون القذيفة الثانية تسقط في قلب الهدف لتحدث الإصابات والأضرار في الآليات وليسقط أيضا قتلى صهاينة وأغلب الإصابات كانت أغلبها من قذائف الهاون وصواريخ 107 حسب اعتراف العدو الصهيوني.

وقال القيادي بالسرايا: » بعد انتهاء معركة البنيان المرصوص عكف الإخوة في قيادة الوحدة بوضع خطة محكمة لتدريب عناصر ووحدات المدفعية في قطاع غزة حيث استطعنا بفضل الله تخريج عدد كبير من الدورات المتخصصة في المدفعية خلال الأشهر الماضية وخاصة بعد معركة شرسة مع هذا العدو المجرم خاضها مجاهدي سرايا القدس ومعها الأجنة العسكرية الأخرى وكانت الدورات عن كيفية استخدام السلاح وآلية عمله وعمل الإحداثيات وتعديل الرمايات وغيره من التدريبات والدروس العلمية والعملية، وأيضا تدريب المجاهدين على استخدام وضرب صواريخ 107 وكيفية إطلاقه لأن هذا الصاروخ يعتبر من الأسلحة المستخدمة في عملية التغطية والإسناد مثله كمثل الهاون« .

وعن كيفية اختيار المجاهد في وحدة الإسناد والمدفعية قال أبو المجد: » إننا في وحدة الإسناد والمدفعية نفضل المجاهد الملتزم دينياً وأخلاقياً ومن أصحاب الصلاة وخاصة صلاة الفجر ونفضل المتعلم وصاحب اللياقة البدنية وقدرته الجسمانية على تحمل أقصى أنواع التدريبات وأيضا الذكي والمتفتح ذهنياً، لأن سلاح المدفعية والإسناد يقوم بالأساس على الإحداثيات والتعديل وكلها تحتاج إلى معدلات وحسابات تعتمد على الرياضيات وفهم المعادلة والتعامل مع المناظير والبوصلة والربع دائرة« .

شهداء افتقدناهم

وفي ختام حديثنا عن وحدة الإسناد والمدفعية تطرق القائد بسرايا القدس إلى أبرز مجاهدي وحدة المدفعية الذين ارتقوا إلى العلا خلال معركة البنيان المرصوص وهما الشهيدين أحمد معمر من لواء خانيونس وشادي عليوة من لواء غزة.

وعن الشهيد أحمد معمر من أبرز القادة الميدانيين في لواء خانيونس قال : » يعد من أهم وأبرز قادة وحدة المدفعية والإسناد في سرايا القدس وكان له الدور المهم والبارز في معركة البنيان المرصوص وأنه من المجاهدين القلائل الذين عندهم خبرات مميزة ومهمة وخاصة في مجال الطبوغرافية العسكرية حيث أنه متخصص في هذا المجال وصاحب خبرة، افتقدنا هذا الرجل الذي بقي حتى الرمق الأخير يوجع هذا العدو الصهيوني بحمم قذائفه الثائرة« .

أما الشهيد المجاهد شادي عليوة من مجاهدي سرايا القدس في لواء غزة قال أبو المجد : » يعتبر شادي عليوة من المجاهدين القلائل ومن أصحاب الخبرة في مجال المدفعية وضرب القذائف والصواريخ ومن المجاهدين الشجعان والشرسين في الميدان حيث أنه أوجع العدو وأصابه بمقتل بسبب قذائفه المباركة التي كانت تسقط في قلب الهدف، ومعروف عن شادي رحمه الله بدقته في العمل ويتبع تفاصيل العمل خطوة بخطوة حتى أنه كان يتفنن في تجهيز المدفع وأخذ الإحداثيات والرمايات والتعديل عليه رغم التحليق المكثف للطائرات الصهيونية، فقد كان شادي يملك الشجاعة والإقدام والإيمان العميق بالله حتى أنه استشهد وهو رفيق دربه الشهيد سالم محمدين وهم عائدين من مهمة إطلاق صواريخ 107 باتجاه المغتصبات الصهيونية فرحمهم الله وجميع الشهداء ونسأل الله لهم الفردوس الأعلى إن شاء الله.

وختم حديثه بالتأكيد مجددا على أن الوحدة المدفعية باتت أكثر خبرةً وعدةً وعتاداً من أي وقت مضى, وهم في حالة استنفار دائمة, ونقول للعدو الصهيوني أن المواجه القادمة سترون وقوتنا وشراستنا بإذن الله.

 



141022071346TVAs

141022071346BdLg

2f1a96e7b88f3156015b3cf4f5484a61

141022071116bNJy

860337b30027fbb1b402bc2ff5a09ab3

dbd75b8a57eeb65115ea5e7787da9f03