خبر بريد كلينتون يكشف أن بوش لم يمنح شارون ضوءاً أخضر لبناء مستوطنات

الساعة 07:02 م|10 يوليو 2015

فلسطين اليوم

كشف الأربعاء 8 تموز 2015 أن مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، تلقت حين تسلمت وزارة الخارجية عام 2009 مكالمة هاتفية من الوزيرة السابقة كونداليسا رايس، ابان حكم الرئيس جورج بوش في بداية الدورة الاولى للرئيس الحالي باراك أوباما، اكدت فيها رايس لكلينتون أن الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش لم يتفق مع رئيس وزراء إسرائيل أرئيل شارون على قبول بقاء أجزاء كبيرة من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، أو توسيعها كما ادعت إسرائيل آنذاك.

وحسب ما كشف فان كلينتون اخبرت طاقمها في رسالة بريدية الكترونية (إيميل) تحت عنوان « مستوطنات » وتقول « اتصلت بي كوندي (كونداليسا) رايس لإخباري أنني أقف على أرض صلبة ثابتة بقولي ان الإدعاءات بأن هناك اتفاق بين إدارة بوش وإسرائيل بخصوص موافقة الإدارة على وجود وتوسيع المستوطنات ليس صحيحاً ».

واكتسب إدعاء الحكومة الإسرائيلية بخصوص وجود اتفاق بين بوش وشارون يسمح بالاستيطان وتوسيعه تركيزاً إعلامياً واضحاً في بداية دورة الرئيس أوباما الأولى عام 2009 حين طالبت إدارته الحكومة الإسرائيلية بتجميد كافة النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان، التزاماً بالموقف الأميركي التقليدي منذ بداية الاحتلال عام 1967 الذي يعتبر المستوطنات غير شرعية و« عقبة أمام السلام »، حيث اتهم الإعلام الأميركي في تلك الفترة الرئيس أوباما وحكومته بـ « نكث التعهد الذي أعطته حكومة بوش لشارون ».

ويتهم سفير إسرائيل السابق لدى واشنطن مايكل أورين في كتابه الذي نشر الشهر الماضي تحت عنوان « حليف: رحلتي عبر الفجوة الإسرائيلية الأميركية » يتهم الرئيس أوباما بمعاداة إسرائيل منذ اليوم الأول لإدارته، كونه ينحدر من أصول إسلامية وأنه « نكث التعهد الذي أعطاه سلفه الرئيس بوش لرئيس وزراء إسرائيل أرئيل شارون بعدم معارضة الاستيطان أو المطالبة بتجميده ».

يذكر أن كلينتون قالت في مؤتمر صحفي بمشاركة وزير خارجية إسرائيل آنذاك أفيغدور ليبرمان، عقد في مبنى وزارة الخارجية عام 2009: « لدى مراجعة سجل إدارة بوش وجدنا أنه ليس هناك وعداً (بشأن توسع الاستيطان) مكتوباً أو شفوياً يلزم الإدارة الأميركية بتنفيذه ».

يشار إلى أنه ومنذ أن استقالت كلينتون من منصبها كوزيرة للخارجية في بداية عام 2013استعداداً لخوض حملة الرئاسة الانتخابية لعام 2016 وهي تتعرض للتدقيق والتمحيص بكل صغيرة وكبيرة من قبل اليمين الجمهوري ووسائل الإعلام التابعة له مثل « فوكس نيوز »، خاصة بعد أن كشف أنها استخدمت « حساباً الكترونيا بريدياً خاصاً » وليس حساب وزارة الخارجية الحكومي للتواصل الرسمي وغير الرسمي، تحت ذريعة أنها « ضللت الكونغرس والأمة بخصوص الهجمة الإرهابية التي أودت بحياة السفير الأميركي في ليبيا كريستفور ستيفنز يوم 12/12/2012 على مبنى القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية مع أربعة من رفاقه ».

ولم يكن هناك ما يمنع استخدام هيلاري كلينتون بريدها الالكتروني الخاص للتواصل بالقضايا الرسمية، مع العلم أن الحكومة الأميركية تطلب من موظفيها التواصل بالبريد الرسمي بخصوص شؤون العمل.

ويقول إيلاي ليك، مراسل شبكة « بلومبرغ »الإعلامية في الكونغرس الأميركي، وهو أول من كشف الموضوع بحكم متابعته للتحقيقات التي يجريها الكونغرس في « إيميلات » كلينتون أن الإسرائيليين يدعون بأن « رسالة الرئيس بوش المؤرخة يوم 14 نيسان 2004 إلى شارون، ورسالة مستشار شارون الأول (آنذاك) دوف فايسغلاس إلى كوندليسا رايس جاءت بمثابة اتفاق وتفهم بأن الولايات المتحدة تتقبل رسمياً بناء المستوطنات في مناطق البناء المحددة، إلا أن السفير الأميركي لدى إسرائيل آنذاك (دانيال) كيرتزر قال أنه لم يكن هناك أي تفاهم بهذا الخصوص ».

يذكر أن السفير كيرتزر نشر مقالاً في صحيفة « واشنطن بوست »فند فيه هذه الإدعاءات القائلة بأن بوش أعطى الاستيطان ضوءاً أخضراً.

إلا أن إليوت آبرامز، الذي عمل كنائب مستشار الأمن القومي الأميركي في نهاية عهد بوش، وهو أحد أبرز غلاة اللوبي الإسرائيلي الليكودي يُكذبُ إدارة الرئيس أوباما ويدعي أنه « لسبب غير معروف نكثت إدارة الرئيس أوباما بالعهد الذي قطعته إدارة بوش بالسماح في بناء بعض التوسع الاستيطاني ».a