خبر برشلونة يحطم التاريخ.. متى يغار ريال مدريد؟

الساعة 02:18 م|10 يوليو 2015

فلسطين اليوم

للوهلة الاولى، لم يتوقع متابعو كرة القدم الاسبانية أن يظهر على الساحة المحلية فريق يستطيع منافسة أو مضاهاة انجازات وألقاب ريال مدريد، بيد أن فريق برشلونة القادم من اقليم كتالونيا كان له رأي آخر لكسر هيمنة النادي الملكي على احتكار الالقاب المحلية والاوروبية.

برشلونة الذي تأسس عام 1899 واتخذ من عبارة « لا احد يستطيع قهرنا » شعارا له، فضل كتابة تاريخه بنفسه ليخرج من عنق الزجاجة تاركا خلفه الحروب الاهلية لاستقلال كتالونيا، حيث توج بأول لقب ببطولة الدوري الاسباني عام 1945، عقب انهيار حكم فرانكو في اسبانيا، وشهد الفريق منذ هذه الفترة وحتى العام 2006 تقلبات كثيرة تمثلت بضمه العديد من النجوم امثال البرازيلي رونالدينيو والهولندي فرانك ريكارد كمدرب للفريق بالاضافة إلى تواجد البرتغالي لويس فيغو والبرازيلي ريفالدو ولويس انريكي وباكيرو ولاودروب ورونالدو ومارادونا، ليبدأ مسلسل النجاحات، لكن استغناء البرسا عن بعض اللاعبين افقده بوصلته نحو منصات التتويج.

ومنذ العام 2009، اصبح برشلونة فريقا لا يقهر تحت قيادة المدرب الاسباني بيب غوارديولا بعدما قاد الفريق للتتويج بالسداسية التاريخية (الدوري الاسباني وكأس اسبانيا ودوري أبطال اوروبا وكأس السوبر الاسباني وكأس السوبر الاوروبي وكأس العالم للاندية)، في انجاز تاريخي يصعب تكراره على اي فريق بالعالم، بسبب امتلاك الفريق لكوكبة من الاسماء الرنانة يتقدمها ليونيل ميسي وصامويل ايتو وتيري هنري وكارليس بويول واريك ابيدال وانييستا وفيكتور فالديز، حيث ظهرت حقبة (التيكي تاكا) منذ ذلك الوقت، ليصبح برشلونة ينافس نفسه على المستويين المحلي والاوروبي.

« لا يمكن لأحد أن يصمد طويلا على قمة الهرم »، هكذا وصف بعض المحللين الانتكاسة التي تعرض لها النادي الكتالوني بالعام 2011-12 بعدما ودع الفريق اغلب المنافسات ولم يستطيع الحفاظ على بطولة التشامبيونز والدوري الاسباني، ليترك غوارديولا المهمة للراحل تيتو فيلانوفا ومن بعده تاتا مارتينو.

وقرر لويس انريكي، الذي تم تعيينه العام الماضي 2014-15 السير على خطى مواطنه بيب غوارديولا، حيث اعاد هيبة الفريق رغم البداية المتوترة ودخوله في خلاف حاد مع نجم الفريق الاول الارجنتيني ليونيل ميسي، وتوج انريكي موسمه الاول الناجح بكل المقاييس مع برشلونة بثلاثية تاريخية، اذ توج برشلونة ببطولتي الدوري والكأس المحلية ودوري أبطال اوروبا لكرة القدم، وبات الفريق قريبا من تكرار السداسية التاريخية المسجلة بإسم غوارديولا العام 2009 مع اقتراب العودة لاستئناف منافسات الموسم الجديد، حيث يتبقى امام البرسا 3 القاب يستطيع المنافسة عليها لتكرار السداسية وهي، كأس السوبر الاسباني امام اتلتيك بيلباو وكأس السوبر الاوروبي امام اشبيلية، بينما سيخوض مونديال الاندية في اواخر العام الحالي.

النجاح الهائل لبرشلونة تزامن مع اخفاق ريال مدريد، الذي خرج خالي الوفاض من الموسم المنقضي، ليترك خلفه العديد من علامات الاستفهام للجماهير المتعطشة التي لا تعرف إلا لغة التتويج بالبطولات، بعدما انصهر الذهب امام ريال مدريد، الذي عوّد جماهير سانتياغو بيرنابيو على أكل العسل.

ومع حرص فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد على جلب العديد من النجوم إلى صفوف الفريق بأرقام قياسية يتقدمها الويلزي غاريث بيل، والذي تعاقد معه الميرينغي صيف العام 2013 قادما من توتنهام الانجليزي مقابل 100 مليون يورو، لفت هدوءه في فترة الانتقالات الصيفية الحالية انتباه عشاق اللوس بلانكوس، رغم حاجة الفريق إلى ضخ دماء جديدة، لاستعادة هيبته محليا واوروبيا بما يتوافق مع رؤية الفريق ويرضي رغبات عشاقه.

وبادرت ادارة ريال مدريد بالتعاقد مؤخرا مع المدرب الاسباني رافييل بينيتيز خلفا للايطالي كارلو انشيلوني، الذي اقيل من منصبه بعد اخفاق الموسم المنقضي وخروجه صفر اليدين، رغم رباعية الموسم الماضي 2013-14 المتمثلة في التتويج باللقب العاشر (دوري ابطال اوروبا) وكأس ملك اسبانيا وكأس السوبر الاوروبي وكأس العالم للأندية، بالاضافة إلى ضم المدافع البرازيلي دانيلو واستعادة كاسيميرو من بورتو البرتغالي بعد انتهاء فترة اعارته، بينما يضع الميرينغي اللمسات الاخيرة على صفقة الاسباني ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الانجليزي.

بينيتيز بات مطالبا بكتابة وصفة فنية دقيقة لاحتياجات ريال مدريد الصيفية لصرفها من صيدلية الميركاتو، قبل اغلاق نافذة الميركاتو في الاول من ايلول/ سبتمبر المقبل، فمتى يغار ريال مدريد من انجازات برشلونة؟، وهل يستطيع بينيتيز اعادة احياء الفترة الذهبية لمواطنه ديل بوسكي مع ريال مدريد في الموسم الجديد؟.  

كلمات دلالية