خبر عرفات لا زال هنا -معاريف

الساعة 10:41 ص|08 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: نداف هعتسني

          (المضمون: الفوضى في العالم العربي والتحالف الاستراتيجي بين مصر واسرائيل أبقى الفلسطينيين خارج الصورة، ولهذا هم يحاولون اشعال اللهب من اجل العودة الى مركز الاحداث - المصدر).

          ياسر عرفات على قيد الحياة. جسمه ليس معنا لكن روحه وارثه، بيقين نعم. هذه الروح تعمل بتصميم من خلال رسل يعيشون بيننا – محمود عباس والسلطة الفلسطينية – تماما حسب الأوامر التي تركها لهم أبو عمار: التحريض، الارهاب، الخداع، تعدد الوجوه والسعي للقضاء على اسرائيل.

          التقارير عندنا انتقائية عمدا، ولكن حينما نجمع المعطيات فاننا نلاحظ أن أبو مازن وجماعته هم المسؤولون عن موجة الارهاب الجارية حاليا، وهم الذين يهللون لها حسب الأعراف. بعض النتائج يتم الحديث عنها: القتل في بنيامين، طعن الجندية في قبر رحيل، الكمين لقائد لواء بنيامين، الطعن في باب العمود، اطلاق النار في حاجز بكعوت وغيرها. لكن في نفس الوقت هناك مئات الاحداث التي لا يذكرها أحد.  فنحن لم نعرف عن تدمير الجيب العسكري لقائد الوحدة اسرائيل شومر، ولم نكن لنعرف هذا لولا أنه قتل أحد المخربين المهاجمين. أحداث كثيرة يتم فيها رشق الجنود والمواطنون بالحجارة، ويصابون بشكل طفيف أو بأضرار للحافلة – ببساطة. لا تُذكر.

          وحينما نتحدث يُقال لنا إنها مبادرات فردية وإنه ليس هناك من يقف وراءها لنُحمله المسؤولية. صحيح أن نتنياهو ويعلون يتهمان السلطة الفلسطينية بالتحريض ضدنا، لكنهما وعن قصد لا يربطان بين التحريض والارهاب ولا يستخلصان العبر.

          النتائج واضحة: السلطة أو رجال فتح الذين تم تعيينهم من قبلها مسؤولون بشكل مباشر عن الجزء الاكبر من العمليات الارهابية: رشق الحجارة، المسيرات، المظاهرات المنظمة، مواجهات تتسبب بالاصابات للجنود وللمواطنين. مثلا المخرب الذي رشق الحجارة على قائد لواء بنيامين – هاني الكسبة – هو نشيط في فتح، وشقيقيه قتلا في ملابسات أمنية في السابق. والكسبة يؤكد ما الذي يفعله رجال فتح والسلطة. وعندما لا ينشغلون بوضع الكمائن، فانهم ينشغلون بالتحريض كل الوقت.

          إن وسائل الاعلام في السلطة تحرض على القضاء على الكفار اليهود في مسجد بلال بن رباح في بيت لحم، المسجد الذي يسمى من قبل الصهاينة قبر رحيل. ومثلما هو في الكتب التعليمية في السلطة ودعايتها فلا وجود لأي تاريخ يهودي في فلسطين، ولا يوجد ايضا قبر رحيل. توجد فقط كولونيالية تدنس المسجد. لهذا قامت الفتاة التي تبلغ 20 عاما، ميسون موسى، باخفاء بضع سكاكين في حقيبتها وطعنت الجندية ليرون اسرائيلي، وهي جندية صهيونية تعمل بالقرب من قبر رحيل.

          هكذا، حسب دعاية السلطة، فقد اقتحم اليهود الحرم ودنسوه، وهم يريدون تدمير المساجد لأنهم قتلة ومجرمون، وعندما يقولون في المخيمات الصيفية لشباب فتح إن فلسطين يجب أن تعود بالقوة، وفي النشرة الجوية في التلفاز لا وجود لتل ابيب واسرائيل، فقط يافا وعكا وفلسطين، فالنتائج واضحة – الارهاب.

          ومن اجل خداع الدول المانحة تقوم سلطة عباس استمرارا لارث عرفات باجراء الاعتقالات، لكن بعد يومين لا يبقى أحد من المعتقلين. ميراث البوابة الدائرية منذ ايام اوسلو ينجح ويعمل ساعات اضافية، في الوقت الذي يقدم فيه لنا المسؤولون عن الارهاب الاكاذيب حول مكافحتهم لهذا الارهاب.

          الملفت للنظر هو أن موجة العنف الحالية جاء توقيتها من قبل عباس ورجاله كنتيجة للازمة. الفوضى السائدة في العالم العربي والتحالف السري بين اسرائيل ومصر وانظمة اخرى، أبقيا الفلسطينيين خارج الصورة، لهذا فهم يحاولون اشعال اللهب من اجل العودة الى مركز الاهتمام. ونحن من يسمح لهم بالاستمرار في لعب اللعبة العرفاتية الخطيرة ولا نضع لهم حداً.