خبر طريق الحجارة -يديعوت

الساعة 09:44 ص|06 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: زئيف تسحور

(المضمون: المستوطنة واطفالها يسافرون أمامي. هي واطفالها السعداء يسافرون بفخار وأنا، الرائد في الاحتياط، خريج أربع حروب، اختار المسار الطويل والمثير للاعصاب بسبب الخوف من الحجارة؟ - المصدر).

على مدى سنين كنت أسافر مرتين في الاسبوع من النقب الى القدس. وعند خروجي من البيت كنت أعد زوجتي بان اسافر في طريق اسرائيل، أي – في مفترق شوكت وأتجه غربا واسافر حتى مفترق رام، هناك أتجه شرقا الى طريق رقم 1 عبر باب الواد، الى أزمة السير الدائمة في مدخل المدينة المقدسة وحتى الطريق المليء الى الجامعة في جبل المشارف. في هذا الطريق كان السفر من النقب الى مقصدي يستغرق ساعتين. في الايام التي كانت تعلق فيها في طلعة شورش سيارة أو تنصب فيها حواجز بسبب ضيف شرف وصل الى العاصمة، يتوقف الزمن عن السير.

وعدي لزوجتي يتبدد في بداية الطريق، في الاشارة الضوئية عند مفترق شوكت. هناك كان يتعين علي أن اختار المسار الذي يتجه غربا الى الطريق داخل الخط الاخضر. ولسبب ما كانت دوما تقف أمامي في المسار الذي يواصل شمالا الى القدس عبر الخليل، سيارة ستيشن تقودها مستوطنة يطل علي من نافذتها الخلفية اطفالها السعداء ممن يبشون نحوي بوجوه ضاحكة عند انتظارهم لتبدل الاشارة الضوئية. وهذه هي اللحظة التي انتهكت فيها وعدي لزوجتي. لم اصمد امام الاغراء، بقيت خلف الستيشن وابحرت خلفها، متجاوزا الخط الاخضر، الى القدس عبر المناطق.

ثلاثة أسباب حرفتني من المسار الالتفافي الآمن. الاول – جمال المشهد. فالسفر في ظهر الجبل يفعم القلب، في الشتاء يحوم الضباب من الوديان ليلف الجبال ببهاء، وفي السنوات الطيبة يكون ثلج يبهج العين. وفي الصيف تسكر المسافة كروم العنب، بسطات البرقوق، التين والذرة التي طعمها كذكرى صبانا. والسبب الثاني هو تقصير الطريق: من مفترق شوكت، عبر المناطق، المسافة هي 80كم، بينما عبر داخل اسرائيل المسافة 110 كم والاساس – لا أزمات طريق. ساعة سفر عبر المناطق مقابل ساعتين مقابل الالتفافي. جيئا وذهابا – توفير ساعتين في اليوم، ضرب مرتين في الاسبوع، ضرب عشرات السنين، مكسب هائل لزمن العمر.

ولكن السبب الحاسم لاختيار طريق المناطق هو المستوطنة واطفالها الذين يسافرون أمامي. هي واطفالها السعداء يسافرون بفخار وأنا، الرائد في الاحتياط، خريج أربع حروب، اختار المسار الطويل والمثير للاعصاب بسبب الخوف من الحجارة؟

بداية التردد بين المسارين كان في السنوات التي كانت فيها الطريق الى القدس عبر ظهر الجبل تمر في قلب الظاهرية، الخليل وحلحول. ولاحقا شقت في المناطق طرق التفافية، يمنع الفلسطينيون من السفر فيها. الطرق الى المستوطنات، التي يخفى ثمن شقها الهائل على الجمهور، ليست طرق أبرتهايد، ولكن في حالات عديدة الطريق من القرية المحلية الى الطريق مغلقة وحركة السكان المحليين فيه متعذرة. وسبب ذلك هو الخوف من رشق الحجارة. غير أن القيود على الحركة لا تنجح في منع الحجارة التي تنتظر من خلف كل شجرة باسقة. والدليل: دوما، حين يحين موعد تغيير السيارة، يكون السعر الذي احصل عليه لقاء سيارتي ادنى بسبب اصابات الحجرة لجسدها.

والان، يسافر ابنائي الكبار من النقب الى القدس. وانضم الى زوجتي في مناشدتهم السفر الدائري. يعدون وحقا يقصدون السفر دائريا. وحسب علامات الحجارة على سياراتهم أعرف بانهم ما أن يصلوا الى مفترق شوكت حتى يواصلون الى الامام. على ما يبدو لذات الاسباب.