خبر مصر: السيسي في حالة تهاوي- اسرائيل اليوم

الساعة 09:19 ص|05 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: افرايم هراره

متحدث الدولة الاسلامية، أبو محمد العدناني، طالب بالجهاد والشهادة في شهر رمضان، الذي بدأ قبل اسبوعين، وهدد بالحاق الهزيمة بـ « الكفار ». وقد استجاب مقاتلو التنظيم في مقاطعة سيناء لدعوته وهاجموا بشكل منسق ودموي على مواقع للجيش والشرطة المصريين. هذه ليست هي الهجمة الاولى في سيناء: لقد قتل المئات من الجنود والشرطة في العامين الاخيرين منذ قاد السيسي الانقلاب العسكري الذي أسقط حكم الاخوان المسلمين.

          إن نشاط دولة الخلافة لا يقتصر على سيناء: قبل شهر طلبت الانتقام من القضاة الذين حكموا على بعض اعضائها بالاعدام، وقد لقي ذلك استجابة واضحة، حيث قتل في قلب القاهرة المدعي العام المصري، المسؤول عن حكم الاعدام لمئات نشطاء تنظيم الدولة الاسلامية والاخوان المسلمين. إن طموح التنظيم هو بسط الاسلام السياسي والقضائي على العالم كله. ومرحلة لا بد منها هي القضاء على الدول الاسلامية التي هي كافرة حسب الاسلام الكلاسيكي. وهدف مركزي هو اسقاط الانظمة التي تحارب الاسلام الارثوذكسي، وعلى رأسها النظام العسكري المصري.

          حتى الآن ركز السيسي جهوده ضد الاخوان المسلمين: منذ وصل الى السلطة قُتل 1400 من اعضاء التنظيم، وأُصيب 15 ألف شخص ونحو 40 ألف تم سجنهم لفترات مختلفة، وقام باعدام المئات منهم، وأغلق آلاف المساجد التي لا تخضع للرقابة، ومنع الخطباء الغير معتمدين من القاء الخطب وأمر بمصادرة الكتب التي تطالب بالجهاد. وقد طلب السيسي ايضا من علماء جامعة الازهر القيام بـ « ثورة دينية » تستند الى الابتعاد عن فكرة فرض الاسلام على العالم. وقد كانت ذروة النشاط في الاسبوع الماضي حيث قُتل بدم بارد 9 اشخاص من الاخوان المسلمين بعد الهجوم الواسع في سيناء. وفي أعقاب ذلك أطلق التنظيم على السيسي لقب « الجزار » وطلب من الشعب المصري القضاء على « نظام القمع والتسلط » و« استعادة مصر ».

          مرة اخرى يبدو أن الحرب الأهلية على الأبواب، وفرص نجاح السيسي فيها ليست كبيرة: أولا، الجمهور المصري على عكس الصورة التي تظهرها وسائل الاعلام، يؤيد الاسلام الارثوذكسي، والدليل – في الانتخابات الديمقراطية قبل عامين، فان نحوا من 40 بالمئة من الجمهور أيدوا الاخوان المسلمين وأكثر من 25 بالمئة أيدوا الحركة السلفية « النور ». نحو 75 بالمئة من المصريين يريدون أن تكون الشريعة هي قانون الدولة. ثانيا، الاقتصاد المصري في وضع سيء والبطالة عالية، لا سيما في اوساط الشباب. الدولة تنجح في ابقاء رأسها فوق الماء بفضل تدفق المليارات من دول الخليج. والسياحة التي هي مصدر الدخل الأهمل تتراجع بشكل دراماتيكي منذ اسقاط مبارك، والعمليات الاخيرة ستقلصها أكثر فأكثر. والاشتعال الجماهيري وجد تعبيره في 400 مظاهرة على خلفية مطالب اقتصادية في الاشهر الثلاثة الاولى من العام.

          صحيح أنه خلافا للغرب، فان السيسي يفهم بشكل معمق جوهر الاهداف الاسلامية الارثوذكسية ويحاول إحداث ثورة في العمق. لكنه أمام التأييد الشعبي الواسع للاسلام والضائقة الاقتصادية التي تعيشها مصر، فان مصيره يمكن أن يكون مثل مصير أنور السادات أو مصير المدعي العام المصري. الايام ستقول قولها. لكن في كل الاحوال يتوقع أن تستمر العمليات والمواجهات العنيفة. وقلق اسرائيل مما يحدث على حدودها الجنوبية مبرر أكثر.