خبر إسرائيل مطالبة باعادة تقويم للوضع- معاريف

الساعة 09:18 ص|05 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اليعيزر (تشايني) مرون

قائد سلاح البحرية سابقا، لواء احتياط

ترافق الهجوم الارهابي في سيناء بالجسارة واثبت بان الارهاب من مدرسة داعش يعمل بلا حدود، ومكانه الان تماما على الحدود الجنوبية لدولة اسرائيل. يثبت الهجوم شديد القوة بان لداعش في سيناء قوة ارهابية ذات مغزى تستدعي من دولة اسرائيل اجراء تقويم متجدد للوضع من أجل التصدي للتهديد المتشكل.

 

          لقد كانت سيناء منذ الازل – بسبب موقعها الجغرافي وسكانها – اقليما مريحا لاعمال التهريب واسعة النطاق. وعلى مدى السنين تطورت فيها شبكة تهريب دولية بمشاركة سكانها البدو والتي تم فيها نقل المخدرات، النساء، العمال الاجانب ووسائل القتال ايضا. وقاعدة اساسية معروفة هي انه في المكان الذي يجري فيها تهريب الخيرات تخرب ايضا وسائل القتال، اذا كان طلب عليها. وقاتلت دولة اسرائيل بنجاح لا بأس به ضد تهريب وسائل القتال من ايران عبر السودان في طريقها الى سيناء – ومن هناك عبر الانفاق الى حماس والجهاد في غزة. وشكل « تجفيف » المصريين للانفاق الى القطاع ومكافحتهم الارهاب في سيناء، مما مس بشدة بمداخيل البدو المحليين، مدخلا مريحا لداعش. وهكذا تطورت، على حدودنا الجنوبية تماما، قوة ارهابية مهددة ذات مغزى.

 

          ويستدعي التصدي لخلايا الارهاب في سيناء أولا وقبل كل شيء التعاون مع مصر، التعاون الذي ينبغي تطبيقه بالحذر اللازم. ويقيد الملحق العسكري لاتفاق السلام القوة العسكرية المصرية التي يحق لها العمل في سيناء. وهكذا نشأ فاصل عسكري يعطي اسرائيل مجال انذار مبكر استراتيجي. وعاد المصريون ليطلبوا على مدى السنوات اخيرة ادخال قوات اخرى الى سيناء للقضاء على الارهاب، وهم على ما يبدو سيعودون ليطلبوا ذلك من جديد. والدخول الزاحف للجيش المصري الى سيناء من شأنه أن يسقط الملحق العسكري لاتفاق السلام ويمس استراتيجيا بالفاصل العسكري الناشيء في سيناء بعد اتفاق السلام في 1979.

 

          ان التعاون الاستخباري مع اسرائيل هو أداة اخرى ستسمح للقوات المصرية بالعمل ضد الارهاب. فلاسرائيل توجد منظومة استخبارية فائقة ستسمح للقوات المصرية بالتفوق في العمل ضد داعش. والصعوبة هنا هي في الخطر  بكشف المصادر والخوف من المس بالاستخبارات الاسرائيلية. فمن جهة اسرائيل معنية بالتعاون من اجل ضرب داعش، ومن جهة اخرى علينا الحذر وفحص مستوى المادة الاستخبارية المنقولة. معضلة ليست بسيطة على الاطلاق عندما يدور الحديث عن معلومات انذارية.

 

          يخيل أن التهديد الداعشي، الذي قد يصل قريبا ايضا الى الحدود مع سوريا في هضبة الجولان، يضع امام اسرائيل تحديا جديدا وملزما. ففضلا عن النشاط الاستخباري والسياسي مع شركاء محتملين، مطلوب ايضا تغيير في تقويم الوضع العسكري. فالجيش الاسرائيلي ملزم بالاستعداد للعمل ضد داعش في داخل سيناء ايضا (مفضل بأدوات سرية) من اجل الدفاع عن دولة اسرائيل. واضح أن هذا حدث مركب ويحتمل أن تكون له آثار واسعة. ومع ذلك يبدو أن لا مفر من اعداد ادوات عمل من هذا النوع تكون في ايدي اصحاب القرار في اسرائيل بينما تكون هذه في اوضاع الانذار المركبة التي يستدعيها لنا الواقع.

 

          ان الواقع الجديد الذي توجد فيه قوات داعش على حدود دولة اسرائيل وتهدد جسديا سيادتها ومواطنيها، يستدعي تقويما متجددا للوضع واستخداما لقوتها العسكرية بشكل مختلف واكثر وعيا في مواجهة التهديد المتشكل.