خبر المهمة استُكملت- هآرتس

الساعة 09:16 ص|05 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

العقيد اسرائيل شومر لم يعرف على من أطلق النار صباح أول أمس بالقرب من الرام؛ مشكوك فيه أن هذا الامر يعنيه. وأنا أريد أن أحدثه عنه. لكن قبل كل شيء تسلسل الاحداث: الجيب العسكري لقائد لواء بنيامين هوجم أول أمس بالحجارة وتهشم الزجاج الأمامي، عندما سافر في الشارع قرب الرام. قائد اللواء خرج من الجيب وأطلق النار على راشقي الحجارة. جثة القتيل اخترقتها ثلاث رصاصات: الرأس والكتف والظهر. قائد اللواء ادعى أن حياته كانت معرضة للخطر، والجيش ادعى أنه حاول اعتقال مشبوه (رغم أن جميع الرصاصات اصابت الجزء العلوي للجسم).

 

          معروف أن هذا الملف سيغلق سريعا بسبب عدم أهميته أو عدم وجود اتهام، هذا اذا تم فتحه أصلا. لماذا، ما الذي حدث؟ قائد لواء بنيامين بث لجنوده ما عرفوه منذ زمن: حكم الفلسطيني الذي يرشق الحجارة هو الموت. هذه روح لواء بنيامين، هذه روح الجيش الاسرائيلي وشعب اسرائيل ايضا. والشجاع يئير لبيد سارع قبل التحقيق في الحادثة الى طلب اعطاء الغطاء لقائد اللواء.

 

          العقيد شومر قتل محمد الكسبة. وقبل 13 سنة كتبت عن والده: « يتجول سامي الكسبة وعضلات وجهه لا تتعرق عندما يتحدث عن التراجيديا التي حلّت به. ينظر كل الوقت الى الارض، يتحدث بهدوء غير مسموع تقريبا، ووجهه الغير محلوق تعيس. مكسور، فقد خلال 40 يوما اثنين من ابنائه. أب ثاكل ضعفين. ( »40 يوم لسامي الكسبة، « هآرتس »، 5/2/2002).

 

          احتضر الأخوان مدة اسبوع كل واحد على حدة في مستشفى رام الله. الاول كان ياسر إبن 10 سنوات، أطلقت النار على رأسه من مسافة قريبة قرب مخيم قلندية للاجئين حيث تسكن العائلة، اثناء رشق الحجارة. وقد أطلقت النار على ياسر بعد أن هرب من الجنود وتعثر ووقع – أطلقوا على رأسه، حسب الشهادات، عندما كان يستلقي على الشارع. متحدث الجيش الاسرائيلي تجرأ حينها وقال إن الطفل إبن العشر سنوات كان « محرض رئيس ».

 

          تماما في ذكرى الاربعين يوم حداد على ياسر قتل الجنود الابن الثاني للكسبة، سامر. فقد ألقى حجرا على دبابة اسرائيلية قرب المقاطعة في رام الله اثناء مظاهرة تضامن مع المحاصرين هناك. كان عمر سامر 15 سنة، وهو ايضا أصيب في رأسه من مسافة قصيرة، تماما مثل شقيقه، قبل ذلك بأربعين يوما.

 

          « سامر؟ مرة اخرى رصاصة؟ مرة اخرى في الرأس؟ »، سأل الأب المصعوق من عمان حيث كان هناك عندما قتل ابنه الثاني. وفي بيت العزاء التقيت في حينه مع سامي، صاحب البسطة التعيسة بجانب مدرسة مخيم قلندية للاجئين، ومع الشقيقين اللذين بقيا على قيد الحياة. الكبير هو تامر والصغير هو محمد الذي كان عمره ثلاث سنوات. وبعد خمس سنوات أصيب تامر ايضا باصابة بليغة برصاص الجنود، وقد كان عمره 18 سنة، وهذا حدث في اثناء عمله الليلي. حسب الشهادات فقد أطلقت النار على ظهره بدون سبب عندما كان يغسل أرضية المجمع بخرطوم المياه.

 

          بعد اطلاق النار عليه تم اعتقاله من الجنود، يمكن أنه اعتقل للتغطية على اطلاق النار. النشيطة آية كانيوك زارته في مستشفى هداسا بعد اصابته: قال لها إنه بعد أن أطلق عليه الجنود فقد اعتدوا عليه بالضرب. كان وضعه صعبا حيث كان مقيدا بالاصفاد بموافقة الاطباء المتعاونين، ولم يسمحوا لوالده بزيارته لبضعة ايام. وقد تحسن وضعه الصحي وتم انقاذ حياته.

 

          بقي محمد الذي كان حينها يبلغ ثلاث سنوات، والذي عاش مع هذه المآسي. أول أمس قتله الجنود، وقائد اللواء كان في خطر الموت. اعتقال مشبوه. حجارة قاتلة. الارهاب. اسرائيل في خطر وجودي. العالم يسلب شرعيتها والجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم.