خبر ايها المسلمون، استيقظوا -يديعوت

الساعة 09:31 ص|02 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: صحيح أن العالم الحر غير مبال، ولكن لماذا الضحايا ايضا غير مبالين؟ كيف حصل ان عشرات ملايين المسلمين يرفضون الثورة؟ لقد حان الوقت لان توجه الشكاوى للمسلمين انفسهم. قوموا، استيقظوا. احد لن ينقذكم اذا لم تنقذوا انفسكم - المصدر).

 

يوم الجمعة الماضي قتل قرابة 40 مسلم في مسجد في الكويت. وأمس كان هؤلاء عشرات كثيرة من الجنود المصريين. وبين هذا وذاك ذبح 103 مسلمين آخرين في مدينة كوباني في سوريا، و 50 آخرون في ليغو في الصومال و 28 آخرون في صنعاء في اليمن.

 

لا نعرف عن كل عمليات الارهاب في الزمن الحقيقي. في 2013 قتل قرابة 18 الف شخص في عمليات الارهاب، وفي 2014 تجاوز العدد 32 الف. والكل تقريبا كانوا مسلمين. ويضاف اليهم مصابو الحروب في العالم الاسلامي، بحيث أن التقديرات تتحدث عن 132 – 174 الف مسلم قتلوا في 2014. وهذا قبل أن نذكر ملايين اللاجئين الذين يزداد وضعهم ترديا.

 

يخيل للحظات ان الصراع ضد الجهاد العالم ينجح، ولكن هذا وهم. لقد نجح الجهاد في اسقاط دول كاملة واقتيادها نحو الخراب. الصومال، العراق، سوريا وليبيا في عملية تفكك. واليمن على الطريق. والان يحاول الجهاد ان يجعل لسيناء ما جعله بوكو حرام لشمال نيجيريا. جيش ضخم، قوي ومسلح يجد صعوبة في الحاق الهزيمة بمنظمة ارهابية. واذا كان يخيل لاحد ما بان هناك احتمال للحسم، فان العملية الفتاكة أمس اوضحت بان هذا لا يوشك على أن يحصل قريبا.

 

كما لا توجد حاجة للتعلل بالاوهام بالنسبة لمصر. فالحكم هناك هو في هذه اللحظة علماني، ويخيل انه بعد عصر الربيع الذي هو جد غير ربعي يوجد هناك الان حكم مستقر وقوي. غير أن التأييد للاخوان المسلمين في مصر لم يختفي. ففي استطلاع نشر قبل سنتين أيد 74 في المئة من المصريين احلال قوانين الشريعة ليس فقط على أنفسنا بل وايضا على غير المسلمين. واذا كان يخيل لاحد ما بان المصريين اصبحوا فجأة ليبراليين، فانه مخطيء.

 

فموجة الكراهية لحماس هي الاخرى كانت بالاساس من جهة الحكم ووسائل الاعلام. وليس واضحا على الاطلاق بان الشعب المصري هو الاخر يتبنى مواقف مشابهة. ففي دولة توجد فيها معدلات عالية جدا ممن أيدوا قبل ثلاث سنوات فقط فرض الشريعة على غير المسلمين، فان المسافة بينهم وبين الايديولوجيا التي تحرك الجهاد ليست كبيرة.

 

مهما كانت المنظمة الارهابية التي تعمل الان في سيناء، فان الواضح هو أن هذه المنظمة لا تعمل في فراغ بل تحظى بتأييد كبير من السكان المحليين. صحيح أنهم يذبحون المسلمين الاخين أساسا، ولكن لا توجد هنا أي مفاجأة: هذه بالضبط القصة في كل مكان يرفع فيها الاسلام السياسي الرأس.

 

التغيير، هذا اذا كان، فلن يتحقق الا عندما يستيقظ المسلمون انفسهم. واضح من تلقاء ذاته ان ليس كل من يؤيد الشريعة يؤيد الارهاب ايضا. فحسب استطلاعات مختلفة تعارض أغلبية مطلقة من المسلمين بمن فيهم المصريون ايضا، داعش. غير أن احدا، حتى اليوم، لم ينجح في جعل هذه المعارضة نشاطا عمليا. فالمتطوعون للمعركة يتجندون للجهاد الذي يذبح المسلمين. وبالمقابل يكاد لا يكون تجند من المسلمين للكفاح ضد قاتلي المسلمين.

 

كيف حصل ان ملايين المسلمين الذين اصبحوا في السنوات الثلاثة الاخيرة لاجئين لم ينجحوا في أن يقيموا حتى ولا كتيبة واحدة تقاتل ضد اولئك الذين ينكلون بهم؟ صحيح أن العالم الحر غير مبال، ولكن لماذا الضحايا ايضا غير مبالين؟ كيف حصل ان عشرات ملايين المسلمين يرفضون الثورة؟ لقد حان الوقت لان توجه الشكاوى للمسلمين انفسهم. قوموا، استيقظوا. احد لن ينقذكم اذا لم تنقذوا انفسكم.