تقرير فلسطينو الداخل ينعشون الأسواق الفلسطينية خلال شهر رمضان والعيد

الساعة 09:20 ص|02 يوليو 2015

فلسطين اليوم

في مطعم فندق الياسمين في مدينة نابلس تحجز العشرات من الأشر الفلسطينية من الداخل المحتل لتناول طعام الإفطار يوميا.... تتنازل طعام إفطارها وتخرج للتسوق في المدينة التي باتت ومنذ أكثر من أربع سنوات سوقهم الرئيسية.

ليس في هذا المطعم فقط، ولا في نابلس فقط، ففي رام الله وجنين وباقي المدن الضفة الغربية أيضا، حول المتسوقين من الداخل زيارتهم للتسوق إلى إفطار وتسوق وترفيه وسياحة، فغصت الخيام الرمضانية والمطاعم و الكافتيريات بهم، وهو ما شكل تحولا في السوق في الضفة في رمضان، والذي لم يكن يزدهر ليلا سوى في الأيام العشر الأواخر من رمضان.

تقول أمل خالد، وهي صاحبة محل لبيع الأحذية في مدينة نابلس، أنها تفتح محلها بعد الإفطار كل يوم منذ الأول من رمضان، فالزبائن التي اعتادت عليهم، والذين يوفدون للمدينة من مدن وبلدات الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، يتسوقون في ليل رمضان أيضا.

وتتابع في حديث لفلسطين اليوم:« الضفة الغربية أصبحت بالنسبة فلسطيني الداخل هي المكان الأكثر أمنا...وفي رمضان يأتون للإفطار في المطاعم المدينة، التي هي بالنسبة لهم أيضا أرخص من مطاعم الداخل، وبعدها يتسوقون حاجياتهم ».

وبيس هذا بحسب، فالأجواء الرمضانية في مدن الضفة، وهنا خالد تتحدث عن نابلس تحديدا، تجذبهم لها أكثر من مدن الداخل التي تخلو من أي أجواء رمضانية.

هذا الحال سيستمر كما كل عام لأيام العيد، فالفنادق والقرى السياحية في مدن الضفة تتحضر لموسم حافل بعد حجز المئات العائلات لقضاء أيام العطل كاملة في الضفة الغربية، على شكل ساحة داخلية، مما ينعش الاقتصاد الفلسطيني ويزيد حركة السوق في ظل ارتفاع الأسعار بالنسبة لأهالي الضفة الغربية.

يقول قاله فؤاد زكارنة مدير منتجع قرية حداد السياحية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، إن 80 % من زبائن القرية من فلسطيني الداخل، وترتفع الأعداد أكثر في فترة الأعياد والإجازة الصيفية« .

وتابع: »إن فكرة إنشاء المنتجع كانت بالأساس سياحة بديلة لأهالي الضفة، فبعد إغلاق الحواجز ومنع فلسطيني الضفة من الدخول للداخل « إسرائيل » للاستجمام، ولكن ما حصل العكس، فلسطينيو الدخل هم من الذين يتوافدون للسياحة في الضفة".

ويعزو زكارنة هذا الإقبال، إلى عدد من العوامل أهمها الأسعار المقبولة مقارنة بارتفاع دخل فلسطيني الداخل، وشعورهم بالأمان بين الفلسطينيين والأجواء العربية التي يشعر بها في مدن الضفة على عكس المدن في الداخل و التي يطغى عليها الطابع العبري.

هذا التوجه تحول مؤخرا إلى ظاهرة حيث تنطلق رحلات جماعية منظّمة بشكلٍ أسبوعيّ من مختلف البلدات العربية في الداخل لمدن الضفة، وبحسب دراسة قام بها الاقتصادي الدكتور رجا الخالدي فإن أكثر من المليار ومليوناً ومئة ألف شيكل (أي أكثر من ثلاثمئة مليون دولار)، هو مقدار ما يدخل سنويا للاقتصاد الفلسطيني من هذه السياحة.

وأستعرض الخالدي خلال حديثه لفلسطين اليوم، دراسته والتي تبين ارتفاع في عدد زيارات فلسطينيي الداخل من 840 ألف زيارة في العام 2012 إلى 950 ألف زيارة في العام 2013. وتشكل هذه الأرقام بأقل تقدير نسبة 30 في المئة من مجمل الزيارات السياحية الوافدة من خارج الضفة.

ولكن الخالدي يرى أن هناك قصور في التعامل الرسمي واستغلال هذه الظاهرة اقتصاديا، فهي غير مرصوده حتى اللحظة، لا من قبل السلطة الفلسطينية ولا من قبل إسرائيل، إلا أن المؤشرات كلها تبين بأنها ليست حركة فردية عابرة إنما حركة جماعية، اجتماعية، وسياسية، بقدر ما هي اقتصادية.