خبر « أبطال زقاق الموت »..عشقوا الشهادة فصنعوا الرعب في قلب الصهاينة

الساعة 10:01 ص|27 يونيو 2015

فلسطين اليوم

شكلت عملية زقاق الموت والتي نفذها مجاهدو سرايا القدس رعبا وهاجسا أصاب جنرالات وجنود جيش الاحتلال ، واعتبرت بحق نموذجاً للعمل المقاوم استطاعت من خلاله المقاومة تمريغ أنوف قادة جيش الاحتلال في التراب.

فيا لها من عمليةٍ عظيمة, عمليةٌ لها طابع خاص في نفوس الصهاينة وكذلك في نفوس الفلسطينيين, فلكلٍ من الشعبين طابعه الذي يختلف بشكل قاطعٍ باختلاف وقعه على النفوس.

الصهاينة عندما يتذكرون ليلة عملية (زقاق الموت) في العاشر من رمضان لعام 2002م, يعتريهم الخوف والتخبط الشديدين خاصةً سكان مغتصبة « كريات أربع » الصهيونية التي كانت مسرحاً لهذه العملية, التي أقرت دولة الاحتلال بقوتها ووقعها الشديد على النفس وذلك على لسان العديد من قادتها السياسيين والعسكريين على السواء.

في المقابل, الصورة مختلفة عند كل فلسطيني حر يعشق أريج المقاومة وعبقها العليل, نعم لقد أعادت هذه العملية إلى نفوس الفلسطينيين الأمل من جديد بل وأستطيع القول أنها أعادتهم إلى مجدهم قليلاً إلى الانتصارات الباهرة التي حققها المسلمون الأوائل ضد جهابذة الكفر وصناديده في الكثير من الوقائع والغزوات, فسرايا القدس التي نفذت هذه العملية أعادت إلى الأذهان المجد المحمدي الأصيل بصمود أبنائها الأسطوري خلال العملية بشهادة العدو نفسه.

وهاهم اليوم أبناء سرايا القدس يقودون المقاومة الفلسطينية ويحافظون على جذوتها مشتعلةً على الرغم من استمرار المشاريع التصفوية الهادفة للنيل من قضيتنا وتقويضها سواءً كان بنية مقصودة أم كان إذعاناً للجلاد وعدم القدرة على مواجهته، أو من خلال التخلي عن المقاومة، والتقرب من العدو الصهيوني.

ولرمضان طعم خاص عند أسر الشهداء وكل الشعب الفلسطيني الذين يعتبرون هذا الشهر الفضيل شهر انتصارات وعزة وهو ما اتضح من خلال الروح المقاومة التي لازال يتحلى بها جميع أفراد تلك العائلات المجاهدة.

بيت هاشم

للعام الثالث عشر على التوالي يغيب المجاهد ولاء الدين هاشم داوود سرور عن منزله في عين سارة بالخليل، لكن روحه لازالت حاضرة بقوة في وجدان كل من عرفه وعاش معه سنوات طفولته وشبابه.

الحاجة أم زياد فقدت اثنين من أبنائها شهداء أحدهم أحد أقمار عملية زقاق الموت الاستشهادية إنه ولاء سرور وزوجها وأبنائها في سجون الاحتلال اعتقلوا أكثر من مرة، وبالدعاء استقبلت شهر رمضان أن يفك الله أسر الأسرى والمسرى ويحرر الأرض والبلاد، مستذكرة أبنائها الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء لفلسطين.

تروى الحاجة أم زياد فصول الحكاية والدموع على أعتاب مقلتيها فتقول :« استشهد ولاء الدين وهو ابن 19 عاما ونصف, في معركة وادي النصارى في العاشر من رمضان الموافق 15 تشرين الثاني 2002, ولحق به شقيقه أحمد الذي كان عمره 21 عاما بعد 19 يوماً في اشتباك مع الاحتلال بعد مطاردة استمرت 7 شهور في جبال تفوح, واستشهد معه ابن خالته سامي شاور ».

وأكدت تلك الأم الصابرة تمسكها بالمقاومة كخيار وحيد لتحرير فلسطين، ودحر العدو الصهيوني الذي يمارس القتل والعربدة والسرقة والتزييف للتاريخ.

اجتماع الأهل

اجتمعنا في ذات المنزل مع أسرة المجاهد ذياب المحتسب والمشاعر ذاتها لا تختلف فالروح الجهادية مشتركة واجتماع الأبناء في الشهادة جمع الأهالي في الدنيا وازدادت العلاقات الاجتماعية بينهم.

والدة الشهيد ذياب تستذكره فتقول في آخر لحظات لها معه قبل استشهاده :« ترك البيت يوم الثلاثاء بعد الإفطار مباشرة, وقال لي انه ذاهب ليعتكف فليس عنده دوام جامعي, لقد كان مجتهداً خلوقاً لطيفاً مؤمناً بربه, كانت علاماته عالية في التسعينات ».

أما محمد شقيق ذياب الأكبر فأوضح أن العلاقة التي كانت تجمعه بذياب ليست مجرد علاقات إخوة وحسب بل تجاوزت ذلك لتصبح العلاقة أقوى وأكثر مصارحة وهو ما يعتبره محمد من العلامات المميزة في ذياب بالإضافة إلى التزامه الديني والدعوي بالمسجد والحي حيث أنه كان دوما يجمع الأشبال ويربيهم على موائد القرآن العظيم.

ويشير محمد إلى أن آخر المواقف مع ذياب كانت في صلاة تراويح اليوم الذي سبق العملية البطولية حيث أم ذياب بالمصلين التراويح وكانت تلاوته للقرآن رائعة وذلك لجمال صوته وتمكنه من حفظه لكتاب الله ، حيث أن محمد استوقف ذياب بعد الصلاة وتناقشا في سبب النزول للآيات التي قرأها في صلاة التراويح وكان نقاشا مطولا استدعى الرجوع إلى تفسير القرطبي للتأكد من الرواية السليمة لسبب النزول.

عمل بسرية

أما أسرة الاستشهادي أكرم الهنيني فحالها لا يختلف كثيرا عن أسرة ذياب وولاء ، ويحدثنا والده فيقول :« نعم الابن ونعم الشاب أكرم لقد عرفت الالتزام بفضل أكرم رحمه الله.

ويواصل أبو أكرم حديثه فيقول : » لقد تفاجأت مع كل أهل الخليل باستشهاد ابني خلال العملية المعجزة في الخليل حيث لم تكن تظهر عليه أية ملامح تشير إلى أنه يعمل ضمن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكنت اعتقد أن عمله يقتصر على المجال الدعوي ، إلا أنني والحمد لله فخور بما قدمه ابني وأرجو من الله أن يمكن المجاهدين وان نستذكر ولاء وذياب وأكرم بعمليات من ذات الثقل في هذا الشهر الفضيل.

الشهداء في عيون أبناء الخليل

العديد من سكان الخليل، وخاصة ممن تعرف على الشهداء الثلاثة، « أكرم، و ولاء، وذياب » ، أكدوا أن أقمار مدينة الرحمن، كانوا بأخلاقهم والتزامهم وتقربهم إلى الله، نوراً وهاجاً بالمعرفة والأخلاق يحرص الكل على التقرب منهم لينال من نور وجههم الوضاء.

وقال أبو احمد :« في زمننا يصعب أن تجد رجال بأخلاق وأدب وشجاعة وجرأة وإقدام ولاء وذياب وأكرم »، مشيراً إلى أن ذكر أسماء هذه الكوكبة أمام جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين يثير لديهم الرعب والخوف حتى يومنا هذا.

وبين إلى أن قطعان المستوطنين، لازالوا يعيشون هاجس الخوف والرعب، من أرواح الشهداء الثلاثة، ويخشون في كل رمضان أن تخرج روح هؤلاء الشهداء لتقتلهم، والكثير منهم يتوجهون لمراكز العلاج النفسي ليتخلصوا من هذا الهاجس.

أما الشاب هيثم، فاعتبر الشهداء قدوة له ولكل عاشق للشهادة في سبيل الله، مؤكداً أن عمليتهم ستظل مدرسة لكل باحث عن الشهادة وقتل أعداء الله والمسلمين« اليهود ».

يشار إلى أن عملية زقاق الموت البطولية نفذها ثلاثة من أبطال سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الخليل هم أكرم عبد المحسن الهنيني (20 عاماً), وولاء الدين هاشم داود سرور (21 عاماً) وذياب عبد المعطي المحتسب (22 عاماً) أسفرت عن مقتل 14 جنديا صهيونياً من بينهم قائد قوات الاحتلال في الخليل.