خبر فرنسا وقطر- يديعوت

الساعة 08:41 ص|25 يونيو 2015

فلسطين اليوم

ملعب الامارة 

بقلم: غي بخور

 (المضمون: لمواطني فرنسا، الفخورين عن حق بدولتهم ذات الرؤيا التاريخية: هل انتم توافقون على ان تستعبد فرنسا الكبرى بهذا الشكل المعيب لدكتاتورية قزم متطاولة، بالصدفة يوجد لها نفط؟ وهل بهذا الشكل البائس تنتهي الرؤيا العظيمة للجمهورية؟  - المصدر).

 

          بينما يعرض الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وكذا الرئيس الحالي فرانسوا اولند نفسيهما كـ « صديقي اسرائيل »، تتراكم أدلة على انهما من خلف الكواليس يبيعان بالذات اسرائيل بسهولة كبيرة، وبتأثير رائحة سيئة جدا. كتاب سميك بعنوان « فرنسا تحت النفوذ: كيف جعلت قطر دولتنا ملعبا لها ». كشف في السنة الماضية العلاقات الشخصية جدا بين النظام الفرنسي وذاك القطري، في عهد الرئيسين وقضى بانه منذ 2007 اصبحت فرنسا عمليا دولة مرعية لقطر، اشترتها واشترت تفكيرها. الكاتبان، فانيسا رتينييه وبيير بان، يبينان كيف أثرت قطر بشكل واضح على اتخاذ القرارات من قبل ساركوزي واولند كلاهما معا.

 

          في محاولة لانقاذ اقتصادها الغارق، رهنت فرنسا سياستها الخارجية لدكتاتورية عربية في الخليج الفارسي، والتي هي الدولة العربية الاكثر عداء لاسرائيل، ومن الدول الداعمة للارهاب في سوريا والعراق. تستثمر قطر في فرنسا نحو 50 مليار دولار، ويكشف الكتاب ضمن امور اخرى كيف مولت ايضا تعويضات الطلاق الشخصي لساركوزي من زوجته سيسليا بمبلغ 3 مليون يورو، عندما اختار الزواج من كارلا باروني.

 

          هل كانت اسرائيل هي الثمن الذي طالب به القطريون؟ ساركوزي تظاهر بانه صديق حقيقي لاسرائيل، وها هي تصل هذا الاسبوع تسريبات وثائق ويكيليكس، فيتبين بان في عهده كرئيس هدد البيت الابيض وضغط عليه الا يؤيد اسرائيل في موضوع الدولة الفلسطينية – هذيان انشغلت فيه قطر منذ سنين، كمشروع. وهذه الازدواجية الاخلاقية الفرنسية مذهلة ومخيبة للامال على حد سواء. ليس هذا ما توقعناه من هذه الدولة.

 

          يعنى ساركوزي الان بمحاولة الدفع الى الامام بمندوب من قطر لمنصب الامين العام التالي للامم المتحدة، بعد أن ينهي بان كي مون مهام منصبه. وافادت وسائل الاعلام ايضا بان ساركوزي كان ممن ايدوا تطلع قطر للحصول على استضافة المونديال، الاستضافة التي توجد بعلامة استفهام بسبب الاشتباه برشوة على مستوى عالمي. فهل تأييد ساركوزي لقبول فلسطين في اليونسكو في باريس في 2011 كان هو ايضا جزءا من دفعة خفية ما؟ موقف فرنسا في حينه كان جد غريب.

 

          واولند، الرئيس غير الشعبي للغاية منذ عشرات السنين في بلاده، شوهد يزور دول الخليج الفارسي، محوط بالشيوخ الضاحكين. ويقضي الكتاب بان هو ايضا يعمل بتأثير من قطر، وفي الشهر الماضي فقط وقع على صفقة بمبلغ 6.3 مليار يورو مع قطر لبيع طائرات فرنسية قتالية. ومرة اخرى، هل اسرائيل هي جزء من الدفعة لقطر؟ هل المبادرة الغريبة من جانب فرنسا الان لمجلس الامن لفرض اقامة دولة فلسطينية هي ايضا دفعة خفية ما لقطر او للسعودية؟ هذه المبادرة تسقط كالنيزك، وهي ليست واضحة لاحد. لماذا الان؟ وماذا يحركها؟ لقد تعرفنا من قبل من وثائق ويكيليكس على أن ما يظهر من جهة قصر الرئاسة في باريس ليس بالضرورة ما يحصل.

 

          وعليه، من الان فصاعدا لا ينبغي تصديق كلمة واحدة تأتي من جهة باريس الى أن يثبت العكس، وهي، التي تدس يدها في اموال البترودولارات ذات الرائحة المشبوهة، هي الاخيرة التي يسمح لها بالتدخل في شؤوننا.

 

          ولمواطني فرنسا، الفخورين عن حق بدولتهم ذات الرؤيا التاريخية: هل انتم توافقون على ان تستعبد فرنسا الكبرى بهذا الشكل المعيب لدكتاتورية قزم متطاولة، بالصدفة يوجد لها نفط؟ وهل بهذا الشكل البائس تنتهي الرؤيا العظيمة للجمهورية؟