خبر قواعد الحرب الجديدة- يديعوت

الساعة 10:33 ص|23 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

 (المضمون: ليس لهذه الوثيقة أي معنى عملي في أي ميدان قتال واقعي على وجه المعمورة. يمكن منذ الان ان ننسخه. فهو سيكرر نفسه ايضا بعد المواجهة التالية في غزة - المصدر).

 إذن ماذا نفعل بهذا التقرير، يسأل أنفسهم رجال الجيش. ماذا فيه ما يمكن أن نأخذه الى الحرب التالية كي نجعلها مختلفة، اكثر عدلا، اكثر انسانية، اكثر قانونية. الجواب، في واقع الامر، هو لا شيء. ليس لهذه الوثيقة أي معنى عملي في أي ميدان قتال واقعي على وجه المعمورة. يمكن منذ الان ان ننسخه. فهو سيكرر نفسه ايضا بعد المواجهة التالية في غزة.

     هذه ليست فقط مشكلة تقرير لجنة التحقيق في الامم المتحدة على حملة الجرف الصامد. فقواعد الحرب التي على اساسها عمل رجال القانون والمحققون في هذه اللجنة وفي اللجان التي سبقتها تعنى بنموذج حروب انقضت من العالم. فلم تعد هناك حروب بين الدول وبين جيوش منظمة. توجد اساسا مواجهات للدول مع منظمات مسلحة، او بين المنظمات المسلحة نفسها. الدول ملزمة بقواعد الحرب. اما المنظمات فغير ملزمة بشيء.

 

          لقد حاول القانوه الدولي ان يكيف نفسه، ظاهرا، مع المواجهات « غير المنظمة ». ولكن هناك لا تزال الكثير من الثقوب السوداء: فما هو، مثلا، « التوازن » اللازم لشل نار تطلق عن عمد للمس بالمدنيين. كيف يفترض بدولة منظمة ان تدافع عن نفسها في مواجهة جهات تستخدم المدنيين كدروع بشرية.

 

          الكثير من اقوال لجنة ديفيز كانت ستلقى جوابا معقولا لو كانت اسرائيل تعاونت مع اللجنة. فمثلا في مسألة جباية الشهادات من شهود العيان في قضية قتل الاطفال في شاطيء غزة. ولو كانت اسرائيل عرضت الحقائق يحتمل جدا ان تكون الملاحظة عن اغلاق الملف ما كانت لتظهر في التقرير.

 

          بعد تقرير غولدستون استخلص الجيش الاسرائيلي الدروس. اوجد رجال قانون في مراكز اتخاذ القرار، نشر موظفون يخلدون عملية اتخاذ القرارات والنتائج، واقيمت هيئة عسكرية درست مسبقا كل حدث كان يعتبرا شاذا. هذا جيد وهام لغرض حفظ القانون الاسرائيلي والاخلاقيات والمعايير في داخل الجهاز العسكري، وذلك لانه في الحروب الجديدة ليس واضحا تعريف العدو مثلما كان في الحروب الكلاسيكية. ولكن يتبين ان هذه الدروس لم تكن ذات صلة من حيث اللجنة الحالية – ولكنها كانت موثقة بشكل افضل.

 

          لتقرير لجنة ديفيز يوجد معنى عملي واحد: سيستخدم ذخيرة في معركة الوعي – الدعاية الجارية امام اسرائيل وسيضاف الى قصة الاسطول التالي الى غزة والمطروح على جدول الاعمال منذ الان. ظاهرا، هذا الاسطول هامشي ولكن ما يقرر هو ليس حجم السفينة بل شدة الصدى العالمي الذي يحدثه. هذا الاسبوع ستبدأ المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تنفيذ فحص اولي للسلطة الفلسطينية على جرائم حرب اسرائيلية. وتقع وثيقة ديفيز في ايديها كثمرة ناضجة.