فقد أكثر من 14 فرداً من عائلته في مجزرة الشجاعية

بالفيديو الشاب 'كمال'.. أمنيته أن يفطر مع أمه ولو لمرة !

الساعة 03:20 م|22 يونيو 2015

فلسطين اليوم

 « مستعد ان أتخلى عن عمري، وأن أخسر كل ما أملك من مال وأولاد في مقابل أن أفطر مع الحاجة أمي ولو لساعة واحدة، كُل أمنياتي تتلخص في الشوق والحنين إلى تلك الإنسانة ».. بهذه الكلمات وصف كمال صبحي عياد ألم فراقه لعائلته التي ارتقى منها أكثر من 14 شهيداً إبان مجزرة حي الشجاعية في شهر رمضان 2014 .

الشاب عياد (23 عاماً) يفتقد على سفرته الرمضانية، عائلته بأكملها حيث استشهدت والدته الحاجة جليلة (70 عاماً)، وأخته غادة (11 عاماً)، وهالة (24 عاماً) وتوأميها، وابنها محمد (4 أعوام)،  وبنات عمته فداء (23 عاماً)، ونرمين (19 عاماً)، وابنة عمه شيرين أحمد وأسامة (31 عاماً) ورامي وابنه محمد.

وأكثر ما يحنُ إليه كمال هو الجلوس إلى جانب عائلته على مائدة الإفطار والسحور، مستذكراً رمضان قبل الماضي وعائلته تعيش بأمن وأمان، وكيف مرَ بهم رمضان الفائت الذي حدثت فيه المجزرة « لا أستطيع التعبير عن الحنين إلى أهلي لحظة الإفطار، لا شعر ولا كلام ولا وصف ينفعُ في تجسيد شوقي لعائلتي ».

 

أكثر ما يحنُ إليه كمال هو الجلوس إلى جانب عائلته على مائدة الإفطار والسحور

يجلس كمال لحظة آذان المغرب إلى جانب شقيقه محمد وشقيقته ديانا اللذين أصيبا في المجزرة، وبالكاد يستطيع أن يتذوق شربة الماء إلى جانبهم، حيث ان استحضارهم لذكريات عائلتهم الشهيدة « أذهب عنهم كل ملذات الحياة ».

يقول كمال « أكثر ما يَحزُنُني هو رؤية أخي الصغير محمد، حيث لا أب ولا أم وفقد اخوته، وكان أكثرنا تعلقاً بوالدته لصغر سنه، خاصة وان المجزرة كانت في ذلك الشهر الفضيل ».

ويحاول كمال جاهداً تكفيف دموع أخوانه الصغار ولكن دون جدوى « لا أستطيع أن أعوضهم حنان الأب وإلام، أو أن انسيَهم أمهم وأبوهم وأخواتهم ».

وفي تفاصيل الحادثة يقول « صباح يوم الأحد الموافق 20/7/2014، 22 رمضان »مع اشتداد القصف عند الساعة السابعة صباحا خرجت أنا وأمي وإخوتي وبنات عمتي من منزلنا للنزوح بسبب القصف، فطلبوا مني أن احضر كيس من منزلنا فعدت ولكن لم أستطع الدخول للمنزل بسبب القصف المركز« .

يضيف: »بعد أن نجوت من القصف المركز عدت إلى المكان الذي فيه عائلتي فلم أجد غير أخي محمد ملقى على الأرض ينزف من قدمه، حاولت إسعافه وسألته عن أهلي فأبلغني أن الكل ملقى على الأرض، وبعدها أسرعت نحو عائلتي وسط القصف فشاهدت أختي الصغيرة ديانا مصابة فنقلتها إلى مشفى الشفاء وهناك تعرفت على أمي وباقي عائلتي« .

»ألهمني الله الصبر واحتسبت عائلتي شهداء فداء لله وللدين والوطن، والرسالة من ذلك موصولة للاحتلال الإسرائيلي أننا باقون رغم المعاناة« ، قول عياد.

وبعد أن روى جانب من أحداث وتفاصيل المجزرة، عاد واستذكر والدته؛ فقال »كانت والدتي كل شيء بالنسبة لي، واستذكر في تلك اللحظات كيف كانت تعدُ الطعام، وكيف كانت تحثني واخوتي على الصلاة خاصة التراويح في المسجد وحفظ القرآن، رحمها الله وتقبلها بقول حسن، حيث رحلت الى الله وهي متوطئة وصائمة وذاكرة لله".

وبلغ عدد الضحايا الإجمالي في حرب الـ 51 يوماً  2147 شهيداً, بينهم 530 طفلاً, و302 امرأة بينهن أكثر من أربعين مسنّة, و23 من الطواقم الطبية, و16 صحفياً, و11 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وبلغ عدد جرحى العدوان 10870 فلسطينيا تراوحت إصاباتهم بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، بينهم 3303 طفلاً و2101 امرأة.

 

جانب من الفيديو الذي يتعرف فيه كمال على والدته