خبر لنوقف التدهور-هآرتس

الساعة 09:36 ص|22 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          مبادرات العمليات الآخذة في التكاثر في الاونة الاخيرة – وعلى رأسها قتل داني غونين قرب مستوطنة دولف يوم الجمعة وعملية طعن شرطي حرس الحدود يوم الاحد – ترفع الى السطح ما تسعى حكومة اسرائيل ان تنساه وتنسيه عن مواطني الدولة: الهدوء النسبي في جبهة قطاع غزة لا يرمز الى هدوء أو استقرار. وبالتالي فانه لا يعفي حكومة اسرائيل من المسؤولية عن ايجاد حلول ليس فقط لازمة غزة بل وايضا للاضطراب الذي يعتمل الضفة الغربية وفي القدس.

          قبل بضع ساعات من لقائه امس مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة المبادرة الفرنسية للعمل على قرار في مجلس الامن في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. ووصف نتنياهو مبادرة فابيوس بانها « املاء »، وادعى بانها ستمس باسرائيل لانها لا تأخذ على الاطلاق بالحسبان مصالحها الامنية.

          غير أنه رغم انتقاده، فان نتنياهو لا يصدر بنفسه أي مبادرة سياسية اخرى، ويفضل – وذلك على مدى كل سنوات حكمه – التمسك بنهج « ادارة النزاع »، الذي يتبناه وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون ايضا. بل ان يعلون أعلن بانه في ايام حياته لن تكون تسوية مع الفلسطينيين. وذات يعلون هو الذي صادق مؤخرا على ترميم المجال الاستراتيجي الذي يقع بين بيت لحم والخليل، والذي جاء شراؤه من قبل الملياردير آرفين موسكوفيتش ليستهدف العمل على اقامة مستوطنة جديدة.

          يمكن لنتنياهو أن ينتقد المبادرة الفرنسية كما يشاء. ويحتمل الا تكون الامور لطيفة لاذان مصوتيه ومؤيديه. ولكن من ناحية دولة اسرائيل يعد هذا تكتيكا تعيسا، يتناقض والمصالح الحيوية لمواطني الدولة جميعا.

          فبلا افق سياسي او استعداد اسرائيلي لرسم افق كهذا، فان سلسلة العمليات من شأنها أن تتصاعد وتصبح مرة اخرى معركة مضرجة بالدماء من النوع الذي شهده الاسرائيليون والفلسطينيون في الصيف الماضي فقط. فقوات الامن تجد صعوبة في العثور على منفذي العمليات الافراد، ممن لا يمثلون منظمة او جهة ما ومن شأنهم أن يشعلوا الاضطراب في المنطقة. واستمرار وجود وضع متوتر من هذا النوع ليس سوى تعبير عن غياب السياسة، لا يضمن شيئا غير الانجرار.

          لا الفلسطينيين ولا العالم سيوافقون على استمرار الاحتلال الاسرائيلي. والمقاومة ستتعاظم فقط – سواء من خلال المقاطعة من جانب الدول المختلفة في العالم أم من خلال تحقيق المصالح الفلسطينية من طرف واحد. ان رئيس الوزراء ملزم بهجر استراتيجية « ادارة النزاع » التي على أي حال توشك على الانهيار. والخطوات اللازمة من جانب اسرائيل هي عرض افق اقتصادي لقطاع غزة المصاب بالفقر والازمة، وبالاساس – المساعي لعمل حقيقي على تحقيق تسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية.