خبر يرفضون الحديث- معاريف

الساعة 10:27 ص|21 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: افيشاي عبري

منظمة « نحطم الصمت » هي رافعة الشعلة في هذه اللحظة في السباق شبه الخالد لمنظمات اليسار الراديكالي التي تهاجم اسرائيل وتسيء لسمعتها في العالم. ذات مرة تحت غطاء « حقوق الانسان »، ومرة اخرى تحت غطاء سياسي لـ « خطط السلام » كهذه او تلك، اما هذه المرة فالموضوع هو الاخلاقيات القتالية في الجيش الاسرائيلي.

نعم، من المهم الا نتشوش. فالاخلاق القتالية للجيش الاسرائيلي لا تهم حقا « نحطم الصمت ». مجال عملهم ليس الجيش الاسرائيلي وليس المجتمع الاسرائيلي، بل هم يرفضون التعاون مع الجيش الاسرائيلي وينشرون رسائلهم السامة في الخارج اساسا. من الصعب متابعة جدول سفريات اعضاء المنظمة. ويخيل احيانا أنهم في كل مكان في آن واحد معا.

من السهل الكشف عن الغطاء على نوايا المنظمة المغرضة. فليس النشاط المكثف في الخارج والتمويل الاوروبي الكثير وحدهما يلمحان بذلك، بل النشاط نفسه. فهل ثمة سياسة قتالية ما يمكن للجيش الاسرائيلي أن يتخذها ترضي المنظمة، باستثناء رفع العلم الابيض؟ فقد امتنعت المنظمة بثبات عن عرض سياسة كهذه. ولماذا تعرض؟ في اللحظة التي يجري فيها بحث حقيقي في الاخلاق القتالية، ستنكشف على الفور ادعاءات المنظمة كترهات.

 

          على المنظمة ان تبقي البحث، وهي تنجح في ذلك في معظم الوقت، حول حالات فردية تصور الجيش الاسرائيلي كجيش من الساديين الذين يستمدون المتعة من سفك الدماء. وطالما دار البحث في الشهادات الفردية (التي يمكن ان تكون مفبركة)، فان يد المنظمة هي العليا والناطقون بلسانها يمكنهم ان يجروا المقابلات الصحفية بوجوه مكشوفة ويصورون أنفسهم كانبياء العدل على خلفية المجتمع الاسرائيلي الذي يوجد في حفلة لا تتوقف من القتل المتعمد وغير المتعمد لغرض التسلية، الصورة التي توجد لها مشترون كثيرون في ارجاء وسائل الاعلام العالمية.

 

          غير أن في وسائل الاعلام الاسرائيلية ايضا فان عدد الصحفيين المستعدين لتمزيق القناع من على السلوك التهكمي لهذه المنظمة المعادية صغير جدا. واذا كان هذا هو الوضع لدى الصحفيين الجوعى للقصة، فلماذا نشكو من منتخبي الجمهور الذين يتلقون راتبا من اموال الضرائب التي ندفعها بالضبط كي يكافحوا الظواهر البشعة مثل « نحطم الصمت » التي تضر اسرائيل بقدر لا يقل عما تضر بها صواريخ حماس وحزب الله؟

 

          في الوقت الذي غفت فيها مؤسسات الخارجية، الدبلوماسية والاعلام في اثناء الحراسة، فان الدواء للمرض جاء من المستويات الميدانية. افيحاي شورشان، رجل الخدمة الاحتياطية من جولاني والذي يرتزق من بسطة قهوة وهدايا تذكارية للسياح في منطقة البحر الميت، فوجيء لمشاهدة الهجوم الوحشي على الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل، ونشر عبارة على الفيسبوك خاصته تفصل أربعة حالات وقعت امامه في خدمته العسكرية حين درج الجيش الاسرائيلي على الالتزام بقوانين القتال كي يمنع المس بالابرياء.

 

عبارته حظيت بعشرات الاف ملاحظات الاعجاب والمشاركات وبدأت تحرك حركة مضادة تسمى « حقيقتي » التي كشفت الانتشار العالمي المذهل لمنظمة « نحطم الصمت » وتأثيرها على الخطاب العالمي. وأجبر نشاط الشبكة الحثيث الاتحاد الاوروبي على دعوة ممثلي « حقيقتي » للاستماع امام لجنة حقوق الانسان في الاتحاد. قبل ذلك مثلت هناك الخط الاسرائيلي منظمة واحدة فقط. وخمنوا من هي. تلميح: الاتحاد الاوروبي الذي يمول اللجنة لحقوق الانسان يدعمها هي ايضا.

 

بالمناسبة، المديرة العامة لـ « نحطم الصمت » تطرقت لـ « حقيقتي »، وادعت بان هذه منظمة تمول بالملايين. عمليا « حقيقتي » هي منظمة متطوعية من خمس اشخاص فقط، بينما الراتب العالي في « نحطم الصمت » في العام 2013، حسب موقع جيدستار كان 230 الف شيكل. هذه هي حياتنا.