تقرير تكية إبراهيم عليه السلام ... حيث لا يجوع أحد في الخليل

الساعة 10:39 ص|20 يونيو 2015

فلسطين اليوم

« الخليل المدينة التي لا يجوع فيها أحد » ليست شعارا وإنما واقع والفضل يعود « لتكية سيدنا إبراهيم عليه السلام والتي تطعم المدينة وقراها وكل من يقصدها منذ عهد صلاح الدين الأيوبي وحتى اليوم.

وفي رمضان لهذه التكية قصة أخرى، فمنذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك يبدأ عملها بشكل أوسع، كما يقول مدير الأوقاف في مدينة الخليل إسماعيل أبو الحلاوة، المسؤولة عن التكية وتشغيلها.

ويتابع أبو الحلاوة لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية« : » التكية تعمل على مدار العام، ولكن في رمضان تقدم وجبات كاملة وبكميات أكبر ولكل من يلجأ إليها« .

ويعود تاريخ التكية، والتي تقع بالقرب من الحرب الإبراهيمي بالبلدة القديمة من الخليل، إلى صلاح الدين الأيوبي حيث أسست لتقديم الوجبات للجيوش التي تحارب الصليبين من المسلمين، وامتدت فيما بعد لتقدم الوجبات لكل المحتاجين والفقراء في المحافظة كاملة.

يقول أبو حلاوة: » التكية تعمل على مدار العام، لا تتوقف عن أعداد الوجبات إلا يومي عيد الفطر والأضحى حيث تقدم في الأيام العادية الآلاف ربطات الخبز، وحساء سيدنا إبراهيم، وهو عبارة عن القمح المجروش المطبوخ بدون أي إضافات، والذي يعرف في المدينة بالدشيشة« .

وفي يومين الجمعة والإثنين على مدار العام، تطبخ التكية وجبات كاملة من اللحوم أو الدجاج والخضروات والأرز، والخبز، ولكن في رمضان يكون طبيخ الوجبات كاملة كل يوم مع الخبز، حيث يطبخ كل أنواع الطعام البيتي، بحيث يبقى الصائم في أجواء البيت ورمضان.

وقال أبو حلاوة أن في بعض الأيام يتم طبخ اللحم فقط وتوزيعه مع المرق والرز الغير مطبوخ والخبز ليقوم كل مستفيد من التكية بإكمال طبخها كما يرغب في بيته بدون أي تكلفة.

وخلال اليومين الأوائل من شهر رمضان استفاد من التكية قرابة الخمس الألاف عائلة، في اليوم الأول تم توزيع 2500 وجبة، وفي اليوم الثاني » يوم الجمعة حيث تقل توزيع الوجبات« فقط 2350 وجبة، وكل وجبة تكفي لعائلة مكونة من خمسة أشخاص.

ويتابع أبو حلاوة: » العاملين على التكية وخلال خبرتهم الطويلة يترك لهم تقدير حاجة كل أسرة، حيث يتم تقليل الكمية وزيادتها حسب حجم العائلة وحاجتها، فهناك عائلات تعتمد بالكامل ومنذ سنوات على التكية« .

وخلال اليوم الأول تم طهو 520 كيلو من اللحوم، وفيما يتوقع أن تزداد هذه الكمية كل يوم بحيث تصل إلى 700 كيلو، بحيث تكفي للأعداد المتزايدة كل يوم.

ولا يقتصر المستفيدون من التكية على أهالي المدينة فقط، بل يتعداها إلى القرى والمحيطة، وبالمحافظة كاملة، يقول أبو حلاوة أن عائلات من البلدات والقرى البعيدة ويؤمون التكية لأخذ نصيبهم من الوجبات، وللزوار المدينة أيضا من المحافظات الأخرى.

وتعتمد التكية بالكامل خلال شهر رمضان على دعم وتبرعات التجار والمحسنين من مدينة الخليل ذاتها، فيما عدى يومين يتم طهو الطعام بالكامل على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي، كما يقول أبو حلاوة متفاخرا: » أعتدنا كل عام أن يقوم أحد المحسنين بتكفل بتكاليف طهو الطعام على حسابه، حتى أن كل يوم من أيام رمضان مخصص لأحدهم حيث يقوم بتغطية تكلفة كافة احتياجات طهو وجبة التكية لذلك اليوم".