خبر مشروع سياحي بغزة..نافذة جديدة للمواطنين نحو السياحة الداخلية في ظل الحصار

الساعة 10:18 ص|17 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بات واضحا في السنوات الأخيرة مع حرمان المواطنين من السفر في ظل الحصار المطبق على قطاع غزة تعزيز ثقافة السياحة الداخلية للمرة الأولى منذ عقود.

وعلى إثر الإغلاق شبه الدائم للمعابر الحدودية وبالأخص معبر رفح نشطت الحركة السياحية الداخلية التي كانت تعاني من شبه شلل في قطاع غزة.

فعلى شاطئ بحر السودانية ذي الرمال الذهبية والمتاخم لمخيم الشاطئ المكتظ والفقير في شمال غزة أقيم منتجع سياحي على شاكلة المنتجعات في شرم الشيخ ودول أوروبية لكنه بطابع فلسطيني مميز يستحق وفق كثير من الخبراء الدراسة، ويحمل اسم الشاطئ الأزرق ويضم مئات الغرف والأجنحة وعددا من القاعات الخاصة بالمؤتمرات وورش العمل.

وكانت المعيقات لا حصر لها تلك التي واجهها القائمون على هذا المشروع على مدار 9 سنوات ويقول مدير المشروع المهندس حسام فرح لم نتوانى لحظة في انجاز المشروع لأن غزة تحتاج لجانب مشرق لها بعيدا عن الحروب التي جعلتها إسرائيل جزءا من القطاع واهالي غزة يستحقون ان نعمل من اجل إسعادهم« .

وقال فرح »ما يميز هذا المشروع عن  غيره من المنتجعات هو ضخامة تصميمه وروعة ألوانه ووجود 12 مطعم داخله و150 غرفة للمبيت بأشكال مختلفة و3 مسابح بمساحات مختلفة  وبأسعار مناسبة للجميع و6 صالات للاجتماعات والمؤتمرات المجهزة بأحدث الأجهزة « و

وتوجد أقسام قيد التجهيز كصالة الرياضة GYM وصالة ألعاب الأطفال والكافي الأول في غزة داخل شاطئ البحر »

وأضاف أن المعيقات المتمثلة في إغلاق المعابر والحروب المتكررة والإجراءات الداخلية الروتينية وتقلب الوضع السياسي في غزة أدى إلى تأخر المشروع وقتا أطول بكثير من المفترض ، وقلل العائد المادي ونوه أن رغم ذلك توجد خصومات في كافة الأقسام خصوصا مع استقبال شهر رمضان الكريم تخفيفا على المواطن .

وفي تعقيب حول آراء البعض أن مثل هذه المؤسسات وجهودها الفردية تحسن اقتصاد البلد وتقلل البطالة المتزايدة  اثر الاغلاقات والحروب في القطاع ، وتتيح فرص عمل متنوعة ، ويشغل منتجع « "  BLUE BEACH وهو الأحدث قرابة 150 عامل في نظام التشغيل الدائم عدا عن التشغيل المؤقت .

واختلفت آراء المواطنين حول الأماكن السياحية  ليس من جانب الإعمار وتغير الصورة المؤلمة عن القطاع   حيث قالت أم محمد 45 عام » لا يمكن للجميع زيارة هذه الأماكن بسبب الوضع المادي للعائلات ، لان الكثير من العائلات تبحث عن قوت أولادها رغم حاجتها للترفيه «

وقال محمد نور الدين 25 عاما » ذهبت أكثر من مرة للمنتجعات  للاستمتاع وقضاء أوقات جميلة  وما يجذبني لهذه الأماكن هدوئها واتساعها ونظافتها بالإضافة إلى خدماتها المميزة « ، وأضاف »نحن الأحوج لهذه الأماكن خصوصا أن الصيف الماضي انقضى بحرب دامية أرهق النفوس بشكل كبير «

من يتسنى له دخول  قطاع غزة  يأتي لزيارة الأماكن التي تم تدميرها ومعرفة حجم الدمار والقتل فيها تحت إجراءات مشددة لدخول القطاع عدا عن إغلاق المعابر بشكل مستمر ما يمنع خروج أهالي القطاع للسياحة خارج غزة، لكن في القطاع صور مشرقة عديدة تثير إعجاب الناظرين.

وعلق يان كولين وهو ناشط حقوقي وإعلامي هولندي على هذا المشروع بقوله »أعجبت جدا بهذا المكان ولم أكن أتوقع ان أرى مثل هذا المنتجع الرائع في غزة، غزة جميلة ويمكن ان تكون أفضل".

ويعتبر شاطئ غزة من أهم منافذ الترفيه  والمتنفس الوحيد لأهالي القطاع البالغ عددهم نحو مليون وثماني مائة ألف مواطن أكثر من نصفهم من الشباب،

ويرى أخصائيون نفسانيون ضرورة الاهتمام بشواطئ القطاع لكافة الشرائح خصوصا مع انتشار حالة الفقر المدقع في القطاع ،باعتبار الشواطئ تساهم في تخفيف الضغط النفسي والعصبي الذي يعاني منه المواطنون وخاصة الأطفال ، كما أنها تعطي صورة إيجابية للوفود الأجنبية التي تزور القطاع بأن الفلسطينيين رغم معاناتهم إلا أنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي