خبر المفتاح التركي- معاريف

الساعة 10:00 ص|17 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ايلي أفيدار

 (المضمون: داعش لا يُظهر أي علامات على الضعف، وقد عاد لتسجيل الانجازات ومنها انتصاره على القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في مدينة الرمادي - المصدر).

 

          الحرب الامريكية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، التي بدأت في العام الماضي بنوع من الزخم، تراوح مكانها. في الغرب تُسمع اصوات أولية تشكك بفرص نجاحها، الى جانب من يتحدثون عن تعميق الالتزام الامريكي في العراق. هناك ايضا أحاديث أولية حول « احتواء » التهديد الجهادي. كيف وصلنا الى هذا الوضع السيء؟.

 

          لم تحظ حملة احتلالات داعش باهتمام كبير في الغرب الى أن تم قطع رؤوس الصحفيين الامريكيين وحملة تطهير الأقليات العرقية في العراق، سوريا وليبيا. الصدمة التي أصابت الرأي العام في الغرب حركت أخيرا البيت الابيض لكي يعمل.

 

          في ايلول 2014 أوضح الرئيس اوباما استراتيجيته في الحرب الجديدة: قصف جوي، اضافة الى المساعدة الكبيرة بالمستشارين والسلاح للقوى التي تقاتل ضد التنظيم. كان الهدف الاول وقف تمدد الجهاديين، وبعد ذلك كان يفترض القيام بالهجوم وتحرير المناطق التي احتُلت. منذ التصريح الاول لاوباما سجلت نجاحات متواضعة، مثل انقاذ المنطقة السورية كوباني، وتحرير مدينة تكريت في شمال بغداد وانقاذ اللاجئين اليزيديين في جبل سنجار. لكن الاتجاه العام لم يتغير.

 

          ليس فقط أن داعش لم يضعف، بل وسجل في الآونة الاخيرة عدة انجازات منها الانتصار على القوات العراقية المدعومة من سلاح الجو الامريكي في الرمادي. وفي أعقاب ذلك قال الجنرال المتقاعد، ديفيد برونو، إن الاستراتيجية الامريكية هي احتواء تنظيم الدولة الاسلامية وليس الانتصار عليه. أما الاصوات الاخرى فقد طلبت زيادة الضغط من الجو. خلال زيارة له في اسرائيل، كشف قائد الاركان الامريكي دمبسي، أن بلاده تدرس امكانية زيادة القوات في المنطقة.

 

          لكن مفتاح الحل أمام داعش ليس في كمية الطلعات الجوية والقصف، بل في الدول التي تمر الاموال والمتطوعين عبرها لصالح هذا التنظيم الدموي. اقتصاد داعش يعتمد على بيع النفط وصواريخ « ذهب » التي يتم تهريبها عن طريق تركيا، مقابل الاموال والدعم اللوجستي. ايضا قوافل المتطوعين من القفقاس، افغانستان والجاليات الاسلامية في الغرب، جميعها تصل عن طريق تركيا.

 

          تُسمع في الولايات المتحدة في الاشهر الاخيرة انتقادات حول حدود تركيا المفتوحة مع تنظيم الدولة الاسلامية. وزير الخارجية التركي قال ردا على ادعاء أن دولته غير قادرة على السيطرة على الحدود الطويلة مع سوريا والعراق، « تماما مثلما أن الولايات المتحدة غير قادرة على اغلاق حدودها مع المكسيك ». هذا الادعاء يبدو فارغا من المضمون استنادا الى الجهود الناجحة التي يبذلها الاتراك لوقف متطوعين أتراك عن الانضمام الى الحرب ضد داعش. يبدو أن التخوف التركي من زيادة قوة الاقلية الكردية أهم بكثير من الطاقة الكامنة لمحاربة داعش.

 

          في خطاب الحرب الذي ألقاه اوباما قال إن الولايات المتحدة لا يمكنها محاربة تنظيم الدولة الاسلامية بدلا من العراقيين. وهو على حق، لكنه يخفي، عن قصد، شيئا مهما: الصراع ضد الدول التي تشكل جبهة داخلية استراتيجية للمجموعات الارهابية والجهادية في الشرق الاوسط، ولا تدفع الثمن عن ذلك. تماما مثلما أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للعمل بجدية وتصميم ضد بنك الارهاب القطري، وهي تمتنع دائما عن الضغط على حلفائها في أنقرة. إن الضعف النسبي لاردوغان بعد الضربة التي تلقاها في الانتخابات، يوفر الفرصة لتغيير الحسابات الاستراتيجية لتركيا. واذا قمنا بمحاكاة الماضي فانه لا يجب الاعتماد على الامريكيين في ذلك.