يجد العديد من الشبان العاطلين عن العمل في قطاع غزة في شهر رمضان فرصة سانحة لهم، لإقامة مشاريع صغيرة تدر عليهم دخلاً حتى لو كان بسيطاً في بعض الأحيان، و ذلك للتغلب على البطالة و سوء الأوضاع الاقتصادية.
و تتفاوت العائدات المادية من وراء هذه المشاريع، فمنها ما يدر دخلاً جيداً، على الرغم من أن تكلفته بسيطة، و منها ما يحتاج الى جهد و أموال لإقامتها، إلا أن هؤلاء الشبان ينتظرون هذا الشهر الفضيل على أحر من الجمر.
الشاب وائل، 32 عاماً من حي الشجاعية قال لمراسلة « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، إنه يستغل شهر رمضان للعمل في بيع البقدونس و الجرجير و النعناع، و لا سيما و أنها سلع مطلوبة بشكل كبير خلال رمضان.
و أوضح بأنه يشتري هذه الخضروات و يقوم بربطها حزم صغيرة، و يقوم ببيعها في أيام الصيام، لافتاً الى أن هذه السلع ضرورية و مطلوبة بشكل كبير، و على الرغم من أن تكلفتها منخفضة، الا انها تدر عليه دخلاً جيداً يعينه في تأمين احتياجات عائلته.
من جانبه أوضح فادي، 27 عاماً و يحمل شهادة الدبلوم في ادارة الأعمال أن عدم وجود فرص عمل، و غياب الأفق في تحسن قريب للأوضاع، دفعه للتفكير بمشروع صغير يمكنه من تحصيل رزق عائلته خلال شهر رمضان.
و قال:« إن أمي تجيد صناعة عجينة القطايف، و التي تعتبر من أكثر أنواع الحلوى طلباً في رمضان، و تلقى اقبالاً واسعا بين المواطنين، و لذلك قررت عمل بسطة صغيرة لبيع القطايف الجاهزة على أحد ارصفة الشوارع »،، لافتاً الى أن المشروع هذا لا يحتاج الى تكلفة عالية و لا حتى أجرة محل« .
و بين أنه على الرغم أن مثل هذا المشروع كثير في شوارع القطاع، و لكنه قرر المضي فيه، متوكلاً على الله، و قال: »كل واحد بياخد نصيبه، و الله يقسم الأرزاق للناس« .
و من جهته قال المواطن زكريا، 23 عاماً إنه في شهر رمضان من كل عام، يقوم بعمل بسطة لبيع الفلافل المحشوة بالفلفل و البصل الأحمر، لافتاً الى أن هذه الأكلة الشعبية تلقى اقبالاً بين الصائمين.
و أوضح بأنه خلال شهر رمضان يقوم بصناعة الفلافل و الحمص، مشيراً الى أنها تعود عليه بمردود مادي جيد، حيث إن كثيراً من المتجولين في السوق يرغبون في شرائها، و يعتبرونها من المقبلات الشهية على موائد الصائمين في رمضان.
لكنه أشار الى أن هذا المشروع يعتبر مؤقتاً و لفترة معينة و لا يمكن الاعتماد عليه في أيام غير رمضان، و لذلك فهو ينتظر هذا الشهر بفارغ الصبر، و يجتهد في عمله، حتى يستطيع جمع بعض المال الذي يكفيه بعض الوقت بعد شهر رمضان، في ظل البطالة و عدم وجود فرص عمل للشبان في القطاع.
وإلى جانب المشروعات المذكورة، يقيم شبان بسطات لبيع المخللات، وآخرون يبيعون البوظة و المكسرات ، بينما يصنع البعض رقائق العجين »سمبوسك"، لبيعها في الأسواق، لصناعة الفطائر و المعجنات، و انواع أخرى من المعجنات، الى جانب بسطات التوابل و المشروبات الباردة و التمورو التي تلقى اقبالاً لدى المواطنين الصائمين في رمضان.
و هكذا يبتكر الشبان الغزيين وسائل و طرق مختلفة أملاً في تحسين أوضاعهم المادية، و خاصة و أن شهر رمضان يحتاج الى مصروفات مضاعفة.