خبر رياح الـ « بي.دي.أس » في الولايات المتحدة -يديعوت

الساعة 10:25 ص|16 يونيو 2015

فلسطين اليوم

اليهود « اليساريون » مشبوهون ايضا

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: التفهم او التبرير للروح الشريرة للـ « بي.دي.أس » بذريعة « الاحتلال »، هو تقريبا مثل تبرير العنصرية ضد السود بدعوى ان هناك سود عنيفين. إذن نعم، الروح الشريرة للـ « بي.دي.أس » هي عنصرية تتسلل الى الصحافة ايضا - المصدر).

يخيل لكثيرين وطيبين، وكذا لطيبين أقل، ان الـ « بي.دي.أس » هي منظمة أو حركة. هذا خطأ. هذه أجواء. وهذه روح شريرة. ليست هذه انتقادا للاحتلال، ولا للمستوطنات. لقد وصفت اللاسامية ذات مرة  كعداء لليهود يتجاوز ما ينبغي. الـ « بي.دي.أس » هي عداء هوة لاسرائيل يتجاوز جدا ما ينبغي. عداء يصبح عنصرية. الروح الشريرة هذه تسللت الى مراكز المعرفة الاكثر اهمية.

قبل بضعة ايام نشر في « نيويورك تايمز » نبأ تحت عنوان « بارني ساندرز (مرشح للرئاسة)، ينفي انه بجنسية مزدوجة أمريكية واسرائيلية ». وقد ظهر النبأ في أعقاب مقابلة في الاذاعة العامة، عرضت المذيعة دايان راهم فيها الادعاء كحقيقة. ونفى ساندرز ذلك على الفور. وراهم معروفة بمواقفها المعادية لاسرائيل. ولاحقا نشرت اعتذارا على مجرد القول. فيما أن المعلومة العليلة استمدتها من مصدر ما على الانترنت.

ادعاء من هذا النوع هو ضربة تحت الحزام لمرشح للرئاسة: فهو يلمح ليس لجنسية مزدوجة بل بولاء مزدوج. هذا ادعاء يطرح بين الحين والاخر ضد مؤيدي اسرائيل، مع اضافة القول انهم في واقع الامر « Israel Firsters » (اولئك الذين يفضلون المصلحة الاسرائيلية على المصلحة الامريكية). هنا وهناك ينشأ حتى ادعاء بان هذه « خيانة ».

هكذا بحيث أن نشر الادعاء والنفي على حد سواء هو مناورة في التلاعب الصحفي. هذا يبدأ بنشر كاذب على الانترنت. ويتواصل بطرح الادعاء، بصفته أمر ثابت، في برنامج اذاعي مركزي. وهذا يحظى برفع للمستوى في الصحيفة الليبرالية الاهم للدوائر المتنورة. وهذا تقريبا مثل النشر بان « ساندرز ينفي انه تحرش بسكرتيرته ». فالنفي يوضح منذ الان بانه توجد شبهات. شيء ما هناك على ما يبدو غير سليم، اذا كان هذا الرجل يحتاج لان ينفي.

ساندرز هو سناتور مستقل، يتماثل في معظم المواضيع مع الطرف اليساري في الحزب الديمقراطي. وقد كان معارضا بارزا للحرب في العراق، وكذا الاول في مجلس الشيوخ الذي أعلن بانه لن يحضر خطاب نتنياهو في الكونغرس. ويفترض باليسار الامريكي أن يكون فخورا به. هكذا بحيث أن المشكلة ليست في مواقف ساندرز. المشكلة كما يتبين هي في مجرد كونه يهوديا. هذا يكفي كي تلصق به التهمة.

هذه كذبة بدأت صغيرة، ربما من جهات راديكالية او لاسامية، من اليسار او من اليمين. غير أن هذه المحافل هي جزء من الروح الشريرة التي تنجح الـ « بي.دي.أس » في خلقها. وهذه هي ذات الروح الشريرة التي جعلت مجلس أمناء الطلاب في جامعة كاليفورنيا يحقق مع الطالبة ريتشل بايده في تفكيرها. هناك ايضا تركزت « الشبهات » ضدها في مسألة « الولاء المزدوج ». فهي يهودية. وهي مشبوهة.

يدعي ناكرو الـ « بي.دي.أس » بان هذا موضوع هامشي. لا ينبغي التأثر به. فالحديث يدور عن مجموعات صغيرة وعديمة كل نفوذ. ولكن ها هو، الحدث اللاسامي في جامعة كاليفورنيا يكرر نفسه في وسيلة الاتصال الرائدة في الولايات المتحدة. هذه المرة بات الامر يتعلق بمرشح للرئاسة. والخلل الذي اتهمت به بايده وصل الى ساندرز ايضا. وليس الامر عند أي منهما هو الاراء، بل هو فقط حقيقة انهما يهوديان.

يمكن أن نعرض، مرة اخرى، الاستطلاعات التي تثبت بان العطف في اسرائيل يوجد في ذروته في الرأي العام الامريكي. ولكن هذا وهم. وذلك لانه في مراكز القوة والمعرفة توجد مسيرة زاحفة من التغيير. فالروح الشريرة للـ « بي.دي.أس »  تسيطر منذ الان على منظمات المحاضرين والطلاب. لدى الشباب، يهودا وغير يهود، التأييد لاسرائيل يوجد في انحدار.

الجوقة الدائمة ستواصل الادعاء بان الاحتلال مذنب في كل شيء. يمكن طرح ادعاءات ضد السياسة الاسرائيلية، كما توجد ادعاءات صحيحة ايضا. ولكن التفهم او التبرير للروح الشريرة للـ « بي.دي.أس » بذريعة « الاحتلال »، هو تقريبا مثل تبرير العنصرية ضد السود بدعوى ان هناك سود عنيفين. إذن نعم، الروح الشريرة للـ « بي.دي.أس » هي عنصرية تتسلل الى الصحافة ايضا. وليست هي في الهوامش، بل انها آخذة في التعزز.