بالفيديو مخفوق البيض عبر الأنف.. التغذية القسرية: ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب

الساعة 02:07 م|15 يونيو 2015

فلسطين اليوم

صادقت حكومة الاحتلال -امس الأحد- على مشروع قانون يجيز لمصلحة السجون تغذية الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام « بشكل قسري »، وهو ما يصفه خبراء وأسرى  بأنه قانون « إعدام » بامتياز.

وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان الذي يتبنى مشروع القانون إن « دعم الحكومة للمشروع يتيح للكنيست (البرلمان) التصويت عليه في القريب العاجل ».

وكتب إردان في حسابه على فيسبوك أن عمليات الإضراب عن الطعام التي يقوم بها « إرهابيون » أصبحت سلاحا يحاولون به تهديد « إسرائيل » وفق تعبيره، مضيفاً أن قرار الحكومة « يبعث رسالة واضحة مفادها أننا لن نرضخ أمام أي تهديد ».

وتعرف « التغذية القسرية » على أنها إعطاء الغِذاء السائِل عبر أُنْبوب أَنْفِيٌّ مَعِدِيّ في حالة رفض الشخص تناول الغذاء أو بسبب عدم وجود رغبة لديه

ويهدفُ القانون « الإسرائيلي » الجائر لكسر إرادة الأسرى المضربين عن الطعام، والتنصل من حقوقهم، كما وتعتبر « التغذية القسرية » نوعا من التعذيب وتنطوي على مخاطر صحية كبيرة، ويُختصرُ مضمون « التغذية القسرية » بمقولة « ظاهره الرحمة وباطنه العذاب ».

وتعرف « التغذية القسرية » على أنها إعطاء الغِذاء السائِل عبر أُنْبوب أَنْفِيٌّ مَعِدِيّ في حالة رفض الشخص تناول الغذاء أو بسبب عدم وجود رغبة لديه.

وتفصل « فلسطين اليوم » عبر شهادات حية من الأسرى الفلسطينيين آلية إطعام الأسرى بالقوة (التغذية القسرية).

التغذية القسرية تعرّضُ الأسير لموت محتمل -تعرّض الأسير لوجبة تعذيب لا حدّ لها، كون الجسم ينتفض بقوة هائلة في رفض كائن غريب يقتحمه بطريقة همجية

التغذية القسرية

 الأسير المحرر محمد جرادات (ابو مؤمن) من جنين والذي تعرض لعملية إطعام قسرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي يقول:« القرار الإسرائيلي بإطعام الأسرى المضربين عن الطعام بالقوة، ظاهره فيه الرحمه وباطنه فيه العذاب وكنت شخصياً تعرّضت عام 1996 لعملية إطعام بالقوة بعد أن أضربت فردياً عن الطعام بعد تحويلي للاعتقال الإداري في يوم إفراجي المفترض عند انتهاء محكوميتي في معتقل مجدو ».

ويوضح جرادات لـ« فلسطين اليوم » أن عملية التغذية القسرية خطيرة جداً كونهم يدخلون الطعام عبر « بربيش » يتم مده من الأنف حتى يصل المعدة لمدة لا تقل عن ساعة.

ويبين أن الأسير قد يتعرض للموت المحتمل بنسبةٍ عالية في حال وقع أي تطور كردة فعل لا إرادية من الجسم في حال ذهب « البربيش » أو الطعام للرئتين.

ويضيف جرادات:« التغذية القسرية تعرّضُ الأسير لموت محتمل -تعرّض الأسير لوجبة تعذيب لا حدّ لها، كون الجسم ينتفض بقوة هائلة في رفض كائن غريب يقتحمه بطريقة همجية ».

تحتاج هذه العملية لستة أشخاص على الأقل بكامل قوتهم الجسدية لتثبيت جسد المضرب، بسبب ردة فعل الجسم التي تفوق الوصف، مع طاقم طبي مختص، غير القيود التي « تنغرس » في العظم وتُسيلُ الدماء


القيسرية

وتحتاج هذه العملية لستة أشخاص على الأقل بكامل قوتهم الجسدية لتثبيت جسد المضرب، بسبب ردة فعل الجسم التي تفوق الوصف، مع طاقم طبي مختص، غير القيود التي « تنغرس » في العظم وتُسيلُ الدماء، لتشكّل معصم عزّ وفخار حول اليدين والقدمين لا يزول لزمن طويل.

وحقنُ السوائل عبر الأنف يكون عبارة عن مخفوقات الطعام كالبيض مثالاً.

بدوره، أكد راجي الصوراني رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن القانون الدولي يجيز ويكفلُ للمعتقل الإضراب عن الطعام واستخدام جسده وخلاياه للتعبير عن الظلم الواقع عليه.

وأوضح الصوراني في تصريح لـ« فلسطين اليوم » أن القانون الدولي يمنعُ التغذية القسرية لأسباب ٍعدة وجيهة منها « احتمالية موت المعتقل تحت التغذية ».

الصوراني: القانون الدولي يمنعُ التغذية القسرية ويكفل حق الإضراب عن الطعام

راجي الصوراني

وقال :« ليس من حق إسرائيل أن تكسر الحق المكفول للأسرى وهو الإضراب عن الطعام عبر التغذية القسرية الغير إنسانية »، مضيفاً:« التغذية القسرية تنتهك المواثيق والعهود الإنسانية ».

وأشار أن إقرار التغذية القسرية يعتبر جرأة على القانون الدولي والإنساني، لافتاً أنه ليس الخرق الأول لقوات الاحتلال الإسرائيلي في ملف الأسرى، موضحاً ان جميع حركات وسكنات الاحتلال في هذا الملف خروقات للجانب الإنساني وللقانون الدولي.

وأكد انه وعبر مركزه يتابع ويناقش مع الجهات الدولية ملف « التغذية القسرية »، ويضعهم في صورة الأسرى المضربين عن الطعام.

من جانبه، وصف رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس مشروع القانون بأنه عنصري ويمثل انتهاكا للقانون الدولي. وأطلق فارس في تصريحات لوكالة الأناضول عليه وصف « قانون إعدام الأسير الفلسطيني ».

ويعتمد الأسير الفلسطيني وسيلة الإضراب عن الطعام، كأحد وسائل النضال لتحقيق مطالبة، من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الاحتجاج على الاعتقال الإداري الذي تنتهجه « إسرائيل ».

يشار إلى أن الأسير خضر عدنان يخوض منذ 42 يوما إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله إداريا للمرة الثانية.

 

انبوب الحقن

قسري