تقرير هكذا يقضي الأسرى شهر رمضان في سجون الاحتلال

الساعة 10:02 ص|15 يونيو 2015

فلسطين اليوم

أحد عشر عاماً من الشوق، من ألم العذاب والتضييق تحت سطوة السجّان، وألم الفراق تحت سطوة الحنين، ذاق فيها طارق أبو شلوف أسوأ أنواع المعاملة وأقساها، لكنه كان يحلم دوماً باليوم الذي يمرغ فيه دمعه وحنينه في جسد الوطن وساكنيه.

لا زال طعم الحرية طرياً على لسانه، لا زال طارق يتفحص الدنيا، وكيف تغيَّر الحال منذ أحد عشر عاماً، لكن ذهنه وتفكيره لا زال مرتبط في أخوته في السجن، في رمضان الذي يدق الأبواب والذي لم يعرف طعمه إلا بينهم، وكيف كانوا يتحدون السجّان ليصنعوا أجواءً روحانية واجتماعية وتكافلية في رمضان.



طارق ابو شلوف

أبو شلوف: الأسرى دائماً ما يتكاتفون في الاستعداد لشهر رمضان مواجهين ومتحدين سطوة السجان

وعن طعم الحرية يقول طارق أبو شلوف الذي يشارك في فعالية للتضامن مع الأسرى أمام الصليب الأحمر في أول يوم لحريته يقول تحرر إن طارق نعم، وخرج من الغرفة الضيقة ومن بين الجدران المتحجرة، لكن لي أخوة شاركتهم في همومهم وأفراحهم سأفتقدهم وأتمنى الحرية الفورية لهم.

وأوضح أبو شلوف أن أكثر ما يؤذي الأسير المحرر هو عجزه عن تقديم المساعدة الفورية للأسرى داخل السجون، مبيناً أنه لن يكف عن دعم قضية الأسرى في كل مجال وفي كل مكان، وأن حضوره لفعالية للأسرى في أول يوم من تحرره خير دليل على ذلك.

وعن الأجواء الرمضانية داخل سجون الاحتلال أشار أبو شلوف أن الأسرى دائماً ما يتكاتفون في الاستعداد لشهر رمضان مواجهين ومتحدين سطوة السجان لكي يعكر صفو هذه التحضيرات والاستعدادات للشهر الفضيل.

ويتابع أبو شلوف "كنا نسعى أن نعيش الأجواء الرمضانية بشكل يشبه بشكل كبير الأجواء خارج السجون على الصعيد الروحاني الكبير، وقيام الليل، وعلى الصعيد الاجتماعي من تبادل الوجبات والحلويات والجلسات التي تتم، رغم كل التضيقات التي يمارسها الاحتلال

وأكد أبو شلوف أن الأسرى يعشقون الأجواء الرمضانية لأنها تعد متنفساً لهم، على الصعيد الروحاني، أو استذكار الأهل، مبيناً أن رمضان هذه السنة سيشهد تحضيراً مختلف لحركة اضرابات عارمة بين الأسرى بعد الشهر الكريم.

ومن جانبها وبعيون مكدسة بدموع الفرح أهدتنا أم الأسير المحرر طارق أبو شلوف الزغاليط والأهازيج الفلسطينية الأصيلة فرحاً بعودة طارق، مؤكدة أنها كانت تحلم بهذا اليوم منذ أحد عشر عاماً لم ترى فيها ابنها ولو لمرة واحدة.



20150615_103357

أم طارق: فرحتنا دوماً ما ستببقى ناقصة حتى ترى سجون الظلام فارغة من كل الأسرى

وقالت أم طارق أن فرحتها دوماً ما ستببقى ناقصة حتى ترى سجون الظلام فارغة من كل الأسرى، وأن أي أسير سيبقى بمثابة طارق عندها، وأن تحرر طارق لا يعني توقفها عن حضور فعاليات الأسرى والاعتصامات التي أكدت أنها ستبقى تشارك فيها على الدوام.

فرحة عائلة أبو شلوف هي فرحة تترقبها كل عائلة أسير وتتمناها، خاصة في شهر الخير شهر رمضان، الذي تكثر فيه الدعوات لهم بالتحرير، وأن يرزقهم الله نصراً من عنده على أيدي المقاومة التي يتأمل أهالي الأسرى أن يكون أبناؤهم جزءاً من صفقات عزٍ قادمة تنجزها المقاومة.



طارق ابو شلوف