خبر ضربة حاسمة- معاريف

الساعة 09:49 ص|11 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عوديد تيرا

لواء احتياط عضو في مجلس الامن لاسرائيل

(المضمون: على اسرائيل ان تعد منظومة توفر قدرة الضربة الحاسمة وان تمارس نموذجا عنها كي توصل الذراع العسكري لحماس الى الاستنتاج بعدم جدوى القتال وبالتالي سيتحقق الردع - المصدر).

 

       الردع هو لعبة شطرنج يحلل فيها الطرفان خطواتهما والخطوات المضادة في مسار التصعيد وفي المستويات المختلفة. في المستوى العسكري والسياسي، في مستوى قوة الصمود وغيرها. في هذه اللعبة فان الطرف الذي يتوصل الى الاستنتاج بان لدى العدو قدرة الضربة الحاسمة، الاخيرة في سلم التصعيد والتي لا تطاق، سيُردع.        

 

          كي يعمل الردع في غزة، ويمنع هجوما على اسرائيل، على حماس أن تستوعب بان لدى الجيش الاسرائيلي قدرة حاسمة على ضرب رجالها العاملين في شبكات الانفاق التي تحت مدينة غزة. عليها ايضا أن تستوعب بان اسرائيل يمكنها ان تفعل ذلك دون أن تمس بالمدنيين.

 

          تبين لنا في الماضي بان اصابة المدنيين الغزيين أو نزوح مئات الاف اللاجئين داخل القطاع لا يؤثر على قوة صمود الذراع العسكري. كما أن ضرب البنى التحتية المدنية لم يؤثر عليهم، ولم يدفعهم لان يكفوا عن الرغبة في القتال. وتعرف حماس ايضا حساسيتنا تجاه امس بالمدنيين، بينما هي لا تبالي بذلك.

 

          تتعامل الساحة السياسية مع الطرفين بشكل غير متساوٍ. وذلك بسبب التواجد السني الكبير في اوروبا والسيطرة الاسلامية في الامم المتحدة. في الحرب في غزة، سيبدأ الغلاف السياسي ليكون معاد لاسرائيل بعد فترة زمنية قصيرة نسبيا. اوروبا والولايات المتحدة  ستصبحان اقل تسامحا في ضوء عمل اسرائيلي طويل في غزة. ولما كانت حماس تعرف ذلك، فانها ستتطلع الى معركة طويلة تكافح فيها اسرائيل بتحقيق اهدافها بطريقتها الحذرة.

 

          كما تسمع حماس الخطاب في اسرائيل عن انعدام المنطق الذي في احتلال القطاع والاستنتاجات التي تسمع علنا على ألسنة الزعماء في اسرائيل بان الجيش الاسرائيلي لن يحتله. في لعبة الشطرنج، قبل الحرب، يفترض الذراع العسكري بان الجيش الاسرائيلي سيقاتل ضده لزمن طويل، مع قيود، دون قدرة حسم.

 

          ويؤثر الامر ايضا على جهود حماس في القضاء على قوى جديدة عاملة في القطاع، مثل داعش، صحيح أن داعش يريد  الشقاق بين حماس واسرائيل، ولهذا فانه يطلق النار علينا بين الحين والاخر. ولكن حماس كانت ستبذل جهودا اكبر للقضاء على داعش لو كانت تخشى ضربة حاسمة من الجيش الاسرائيلي. وعليه ففي لعبة الشطرنج ما قبل الحرب، فان على كل من يعمل في غزة ان يفترض بان لاسرائيل بالفعل قدرة الضربة الحاسمة.

 

          ما هي قدرة الضربة الحاسمة التي ستردع الذراع العسكري لحماس والجهات الاخرى العاملة في القطاع؟ هذه يجب أن تكون قدرة تسمح بالمس منذ بداية الحرب بالنشاط العسكري الجاري في معركة الانفاق وفي الفضاءات التي تحت البنية التحتية المدنية في غزة، أي « المترو ». اذا لم تكن بعد مثل هذه القدرة، فيجب تطويرها. هذه يمكن أن تكون منظومة سلاح تخترق الى عمق 50 متر فأكثر، دون أن تلحق ضررا محيطيا فوق سطح الارض، أي للمدنيين، تنفجر في العمق وتؤدي الى تدمير القوات العاملة هناك. وسيؤدي الامر الى المس بالقيادات وبقادة حماس العسكريين وبالمقاتلين العاديين. وعلى منظومة الاستخبارات ان تتزود بالقدرات للعثور على الاماكن التي يجري فيها النشاط. وبهذه الطريقة تنتهي الحرب في غضون وقت قصير وكل قصورات الحرب طويلة المدى ستختفي.كما أن العدو الذي يعرف بذلك، سيفترض بانه سيباد ولهذا سيُردع.

 

          اذا كان الجيش الاسرائيلي مزودا بالقدرة التي أشرت اليها فعليه أن ينفذ « نموذجا » من أجل أن يردع. والا، فعلى الجيش الاسرائيلي أن يستثمر مقدرات هامة كي يطور ويجسد « نموذج » هذه المنظومة. « النموذج » هو حيوي لغرض الردع. فهل تذكرون الحرب ضد الغواصات في الحرب العالمية الثانية؟ وأنا اقصد شيئا مشابها او أكثر دقة، وفقا لاحدث التكنولوجيات. لا يدور الحديث عن « انشطار الذرة ». فالامر قابل للتحقق ولا يستدعي سوى القرار.

 

          عندما تكون لدى الجيش الاسرائيلي هذه الوسائل بل وتنفذ « نماذج » فان النقاش في مقر الذراع العسكري لحماس، قبل الحرب، سيحملهم الى الاستنتاج بانه من غير المجدي البدء بتنقيط الصواريخ نحو اسرائيل وانه يجب منع ذلك بكل ثمن عن جهات اخرى. والا فانهم سيصابون بالاذى بالضربة الحاسمة. هذا سيكون ردعا. كل الاحاديث الاخرى، بما فيها التهديدات والكلمات، لم تعد تردع.