خبر وزراء بلا ثقافة -هآرتس

الساعة 08:25 ص|10 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          بلغ مسرح حيفا المجلس الاقليمي في غور الاردن بان عرضه « بومبرينغ » (سهم مرتد)، الذي كان يفترض أن يتم هناك، لن يتم كون الممثل نورمان عيسى يرفض العرض في المكان، والمسرح فضل احترام موقفه. وزيرة الثقافة ميري ريغف أعلنت على الفور في عبارة رفعتها الى الفيسبوك بان « اذا لم يتراجع نورمان عن قراره، ففي نيتي ان اعيد النظر في دعم الوزارة لمسرح المينا، الذي يعمل تحت ادارته ».

          ليس مثلما في نظام الطغيان، حقيقة أن دولة ديمقراطية تدعم ماليا مؤسسات مسرحية لا تمنحها تحكما مطلقا وتلقائيا بالمضامين المعروضة، فما بالك باراء وافعال الممثلين. وهي بالتأكيد لا تبرر فحصا للدعم المالي لمسرح الاطفال الذي يديره عيسى في ميناء يافا (المينا) وهدفه التعاون متعدد الثقافات اليهودي العربي، لان عيسى يرفض العرض كممثل في مسرح حيفا لاسباب سياسية.

          ان محاولة اخضاع الفن للسياسة القومية الضيقة لا تتميز بها ريغف وحدها. فقد قرر وزير التعليم نفتالي بينيت امس بانه خلافا لقرار لجنة  سلة الثقافة فانه يستخدم صلاحياته ويشطب من السلة عرض مسرح الميدان « الزمن الموازي » الذي يقوم على اساس قصة كتبها وليد دقة، الذي ادين بالمشاركة في خلية للجبهة الشعبية، اختطفت وقتلت الجندي موشيه تمام في 1984. بل انه اعلن بانه سيستدعي رئيسة اللجنة، د. بلها بلوم – التي شددت على أن ليس في المسرحية عناصر ضارة او تحريضية – للاستيضاح.

          ان المواقف الظلماء لريغف وبينيت ينبغي أن تفهم على خلفية الدعوة في السنوات الاخيرة لرجال مسرحيين مركزيين في اسرائيل لزملائهم، ألا يعرضوا في قصر الثقافة في اريئيل. وقد اختارت المسارح العامة المدعومة في اسرائيل – كما ينبغي – احترام رفض الممثلين والممثلات الا يشاركوا في العروض التي تجرى في المناطق المحتلة.

          في هذا الشأن تحدثت مؤخرا وزيرة الثقافة المنصرفة، ليمور لفنات حين قالت في مقابلة مع « ليدي غلوبس »: « أطلقت تحذيرا حادا من أني لن احول ميزانيات لمسرح لا يعرض ممثلوه في اريئيل. انا لست واثقة من أن هذا كان سيجتاز الاختبار القانوني، ولكني قاتلت في سبيل موقفي، وفي نهاية المطاف هم جاءوا كالكلاب الطائعة ».

          ولكن المسرحيين ليسوا « كلابا طائعة »، وبخلاف تصريحات رئيس المجلس الاقليمي في غور الاردن، دافيد الحياني، فانهم بالفعل اناس خاصون، ذوو ضمائر ورأي سياسي، وهم ينفذون واجبهم المدني في ان يتصرفوا حسب ضميرهم، ربما ايضا انطلاقا من الامل في توجيه انتباه الجمهور ومنتخبيه نحو الامر الاساس: اسرائيل تصر على مواصلة سياسة احتلال الاراضي والسكان، وتقضم بنفسها الاعتراف – الذي لم يكن حتى وقت اخير مضى موضع خلاف – بحقها في ان تكون دولة ككل الدول.