خبر اسئلة للرئيس -معاريف

الساعة 09:05 ص|09 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق بن نير

(المضمون: يستطيع أبو مازن اذا أراد، من خلال بضعة افعال بسيطة وضرورية، أن يُظهر للعالم أنه يوجد شريك وأن فكرة الدولتين ما زالت قابلة للتحقق - المصدر).

          السلام عليك، رئيس السلطة الفلسطينية. لدي بضعة اسئلة مصيرية لك: ألا تريد دحض الادعاء الثابت لنتنياهو ووزراءه أنه لا يوجد من نتحدث معه، لأنك ترفض التحدث وتطالب بشروط مسبقة لاستئناف المفاوضات؟ ألا تحاول قليلا، من اجل أن لا تكون الزعيم الفلسطيني الأخير الذي تنازل عن الضرورة الوجودية بالتوصل الى مفاوضات حل الدولتين، وتحولنا بسبب ذلك الى دولة كل مواطنيها ثنائية القومية؟.

          أنت زعيم ذكي ومنطقي وترى كيف تدخل اسرائيل الى حالة من الدفاع. إنها مهددة بسبب توجهكم الى محكمة الجنايات الدولية، ولا تعرف كيف تعالج هذه المشكلة. وبدأت بتلقي اهانات المقاطعة، وتجد نفسها تقف مثل شعبك على الحواجز الدولية. علاقاتها مع ادارة اوباما على الحافة، ولديها حكومة مكونة من 60 نائبا اضافة الى اورين حزان، وعلى رأسها اردوغان بوتيني صغير قيد التشكل، والتهديد من القطاع بدأ يظهر مرة اخرى، نصر الله ينزف ويحاول تخويفنا، وسوريا تتقلب ولا أحد يعرف ماذا سيكون هناك غدا – ألا تعتقد اذا أن هذا هو الوقت المناسب للجولة الأخيرة من المفاوضات، بمشاركة الدول العربية المعتدلة وحسب اقتراح الجامعة العربية؟ ستكون هذه مفاوضات تُرسم من خلالها الحدود، ومكانة القدس وموضوع اللاجئين والتعويضات (للطرفين)، العلاقات السياسية والتعاون وقرار مشترك حول المحاكمة والعقاب لكل من يعمل ضد المفاوضات، أو يُربي على كراهية الآخر، أو يستخدم العنف بين الشعوب. عندها، عندما يخرج كل طرف من صندوق العقل الضيق ويقوم بتليين مواقفه، لن نتوقف حتى يخرج الدخان الابيض. هل توافق؟.

          مع ذلك، سيدي الرئيس، أنت الذي اخترت دائما الطريق السياسية وليس الارهاب بما يتناسب مع القانون الدولي، آخذ في الشيخوخة. مكانة السلطة آخذة في الضعف. اذا حدثت انتخابات في المناطق، يقول الخبراء، فان حماس ستفوز فيها. الجيل الشاب في المناطق وفي اسرائيل تربى وكبر على كراهية الآخر والخوف منه. هناك اسباب ومبررات جزئية للكراهية المتبادلة، ولكن محظور التسليم بوجودها. أنت تعرف أن الوضع سيتفاقم، وايضا حقيقة أن قواتك الامنية ما زالت تساعد على منع الاعمال السيئة والمنظمات الارهابية في المناطق.

          ماذا تنتظر اذا؟ نتنياهو وحكومته الذين بدأوا بالتعامل المتسامح وضبط النفس مع حماس، وهم مستعدون للتوصل الى هدنة واقناع المصريين بفتح الانفاق من رفح الى القطاع. كل هذا كي لا يضطروا الى الخروج مجددا للحرب (تستطيع حماس استغلال ذلك من خلال ابتزاز اسرائيل)، والأكثر أهمية هو أن لا يكون لك يا أبو مازن يد وموطيء قدم في القطاع.

          لماذا اذا لا تكون أنت المجيب والمبادر؟ الجميع يعرفون أنك غاضب ومُهان. لا أحد يطلب منك أن تحب من يكرهك، لكن الكراهية المتبادلة هي الوصفة للمياه الراكدة، ولعدم العمل وللتطورات الخطيرة والضارة. لماذا لا تقوم وتقترح فتح المفاوضات التي يئس الجميع منها، وتُعلق الشكاوى في لاهاي، اذا تعهدت اسرائيل بتجميد البناء في المناطق، ومعاقبة المُخلين بالقانون « شارة الثمن »، ورفعت الحواجز في المناطق أ و ب وج، وشددت على منع التسلل غير القانوني الى اراضيها؟.

          لقد تعهد نتنياهو قبل الانتخابات بأنه لن تقوم في عهده دولة فلسطينية. فلماذا لا تكسر كلمته وتحظى برؤيتها في حياتك؟.