خبر كيف تخدعنا شركات الأطعمة والمشروبات بملصقاتها الكاذبة ؟

الساعة 07:14 م|08 يونيو 2015

فلسطين اليوم

يبدو بأن الجدل حول سلامة الأغذية المعدلة وراثياً قد عاد إلى دائرة الضوء مرة أخرى الشهر الماضي، وذلك بعد أن أعلنت شركة (شبوتل)، وهي سلسلة من الأغذية الشعبية المكسيكية، بأنها تعمل على إزالة بعض المكونات التي تحتوي على مواد معدلة وراثياً، أو ما يدعى اختصاراً بالـ(GMO) من قائمتها، وقد ذكر الموقع الإلكتروني للشركة أن هذه الأطعمة لا “تتوافق تماماً” مع رؤيتها لتوفير المكونات ذات الجودة العالية، إضافة إلى أنها تولد قلقاً بين أوساط المجتمع الطبي، وبين المزارعين والمهتمين بالبيئة.

على الرغم من أن هذه الخطوة تعتبر من الخطوات الغير مسبوقة بالنسبة لشركات الأغذية، إلّا أنها جعلت المستهلكين يواجهون قرار اختيار أنواع الأغذية الخالية من المواد المعدلة وراثياً، حيث أصبح كل شيء من الحبوب إلى الحساء إلى الصلصات، وحتى الأطعمة التي لا يمكن أبداً أن تكون معدلة وراثياً مثل الملح، يجري الترويج له على أنه خالي من المواد المعدلة وراثياً، وبهذا أصبحت الأغذية التي تحمل علامة تشير بأنها خالية من المواد المعدلة وراثياً مجرد أحد العلامات الحديثة في القائمة الطويلة من الملصقات الغذائية التي تشمل ملصقات الأطعمة الخالية من الغلوتين والمواد العضوية.

هناك قلق آخر يتعلق في أن بعض من هذه العلامات التجارية تقوم بوضع الملصقات على أغلفة التعبئة دون أخذ الموافقة من قبل الجهات المختصة، فعلى سبيل المثال، يمكن لشركات الأغذية والمشروبات كتابة عبارة “طبيعي” على منتجاتها دون الحاجة لاتباع المعايير الواضحة التي تحكم كون الأغذية أو المشروبات طبيعية، وفي ظل غياب الأنظمة والجماعات السياسات والبحوث الاستهلاكية، إليكم بعض الحقائق عن مدى سلامة واتساق أحدث التسميات العجيبة التي تطلق على المواد الغذائية.

الأغذية التي تحتوي على مواد معدلة وراثياً أو الخالية منها

يبدو أن تسمية الأغذية الخالية من المواد المعدلة وراثياً أصبحت منتشرة في الكثير من محلات البقالة، ولكن الحقيقة هي أن التعديل الوراثي أصبح تكنولوجيا منتشرة بشكل كبير، حيث يمكن القول أن جميع المنتجات من الذرة وفول الصويا تقريباً يتم تعديلها وراثياً، ولكن الخبر السار بالنسبة للمستهلكين الذين يعتريهم الخوف من الهندسة الوراثية هو أنه يبدو، على الأقل من وجهة نظر الصحة البشرية، أن هذه المواد آمنة حتى الآن، فتبعاً لـ(أليس ليشتنشتاين)، وهي أستاذة في علوم التغذية والسياسة في جامعة تافتس، لا يبدو أن هناك أي قلق على الصحة الإنسانية من المواد المعدلة وراثياً.

منذ عام 2013، قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بمراجعة 96 مصنعاً يعملون على تصنيع أغذية خالية من المواد المعدلة وراثياً، وذلك كجزء من عمل الوكالة لضمان أن المنتجات الجديدة، سواء كانت معدلة وراثياً أم لا، هي آمنة بالكامل للمستهلكين، ولكن في النهاية يُترك الأمر للشركات في حال أرادت إضافة تسمية “خالي من المواد المعدلة وراثياً” أو “تحتوي على مواد معدلة وراثياً”، ولكن يبدو أن هذا الإجراء سيكون إجبارياً في وقت قريب، حيث تم رفع دعوى قضائية في الشهر الماضي قد تقضي بمطالبة جميع مصنعي الأغذية المعدلة وراثياً بوضع مسميات على موادهم ابتداءً من حزيران 2016.

الأغذية أو المشروبات “الطبيعية” أو “المغذية” أو “النافعة”

من منا لا يريد أن يتناول الأطعمة التي تحتوي على علامات تشير إلى أنها نافعة للصحة؟ الجميع تقريباً يبحثون عن هذه التسميات التي غالباً ما تزين صناديق الحبوب وزجاجات شراب العصير، ولكن لا أحد يعرف ما تعنيه هذه العلامات فعلاً، فقد أشار تقرير صادر عن مركز العلوم في المصلحة العامة في عام 2010 إن المستهلكين يعتقدون أن الأطعمة التي تحتوي على هذه العلامات عادة ما تكون صحية، ولكنها في الواقع لا تكون كذلك في كثير من الأحيان، لذلك طلبت العديد من الجماعات السياسة من إدارة الأغذية والعقاقير أن تضع تعريفاً محدداً لكلمة “طبيعي”، وما إذا كانت الأغذية المعدلة وراثياً يمكن أن تندرج تحت هذا المسمى، وكان جواب الوكالة أنها لا تعترض على أي ادعاء يقول بأن المنتج  “طبيعي” طالما أنه لا يحتوي على ملونات إضافية، أو مكونات اصطناعية أو منكهات اصطناعية.

الأغذية العضوية

يمكن أن نجد الملصقات التي تحمل كلمة “أغذية عضوية” على الكثير من المواد الغذائية المتنوعة، من اللحوم إلى منتجات الألبان، ولكن يبدو أنه ليست جميع العلامات متساوية من حيث الدقة، فبشكل عام، لكي تكون الأغذية عضوية لا بد وأن تكون آتية من حيوانات تم تربيتها في أماكن تسمح لها بالرعي، ولم يتم إعطاؤها أي هرمونات أو مضادات حيوية قد تضر بالإنسان أو قد تؤدي إلى تطوير مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، أما بالنسبة للمنتجات الزراعية فيجب أن تكون قد نمت دون استخدام الأسمدة أو المبيدات الحشرية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.

الجدير بالذكر أنه يوجد بعض المنتجات التي تحمل ختم وزارة الزراعة الأمريكية الذي يشير بأن هذا المنتج عضوي، وهذا المنتج يجب أن يحتوي على الأقل على نسبة 95% أو أكثر من المواد العضوية، أو أن يكون قد تمت المصادقة عليه من قبل وزارة الزراعة الأمريكية بأنه مزروع بالشكل المناسب، حتى يحصل على هذا الختم، ولكن هناك بعض الأطعمة المصنعة التي تضع مجرد علامة أو لصاقة تشير إلى أنها تحتوي على مكونات عضوية، وهذا اللصاقة لا تتطلب أي تحقيقات مما سبق ذكره.

الأطعمة الخالية من الغلوتين

إن عدد المنتجات التي تحمل علامة “خالي من الغلوتين” التي توجد على رفوف محلات البقالة تجعلنا نعتقد بأن هناك الكثير جداً من الأشخاص الذين يحتاجون لوجبات خالية من هذه البروتينات الموجودة في القمح والشعير، ولكن نسبة هؤلاء الأشخاص قد تكون أصغر مما نعتقد بكثير، حيث هناك حوالي 1% فقط من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون من مرض السيلياك، وهو عبارة عن حالة مناعية تجعل المريض يعاني من أعراض مزعجة جداً إذا ما تناول ولو حتى القليل من الغلوتين، والبحوث التي أجريت مؤخراً تشير إلى أن نوع خاص من الكربوهيدرات يسمى FODMAP، هو في الواقع المسبب الرئيسي في حدوث الآلام والانتفاخ والغثيان المرتبط بتناول الغلوتين.

لكن السؤال المطروح هو ما إذا كان النظام الغذائي الخالي من الغلوتين يمكن أن يساعد الأشخاص الذين ليس لديهم اضطرابات هضمية أو غيرها من الحساسية النادرة تجاه الغلوتين، حيث أن هناك العديد من الأشخاص الذين ما زالوا يعتقدون بأن خفض أو تجنب تناول الغلوتين يساعدهم على تجنب الصداع وآلام المعدة وآلام المفاصل والعديد من الأمراض الأخرى، لكن المفاجئة تكمن بأن التقارير وجدت أن الكثير من المنتجات الخالية من الغلوتين تحتوي على السكر والدهون المضافة، ولهذا تسعى إدارة الأغذية والعقاقير حالياً لتنظيم هذه التسمية والتأكد من أنه يتم تصنيع الأطعمة التي تحمل علامة “خالي من الغلوتين” ضمن المواصفات المطلوبة.

الحبوب “القديمة” والحبوب “الكاملة”

قد تكون علامة “حبوب قديمة” التي يتم وضعها على أكياس الخبز وعلب الحبوب مألوفة للمستهلكين الحذرين، ولكن على الرغم من أن هذه المجموعة من الأطعمة قد شهدت بعض التغييرات القليلة في تصنيعها إذا ما قورنت مع الأيام الأولى للنظام الغذائي الذي كان يتبعه البشر، إلّا أن هذا لا يعني بالضرورة أن الحبوب القديمة هي أكثر صحة من غيرها من أطعمة الحبوب، فعلى الرغم من أن تناول الحبوب القديمة في شكلها الكامل يمنحك المزيد من الألياف والمواد المضادة للأكسدة، إلا أن تناول القمح الكامل العادي يؤمن لك ذات الفوائد.

ولكن المشكلة تكمن في محاولة العثور على المنتجات التي تحتوي على الحبوب الكاملة ، فالمنتجات التي تدعي بأنها تحتوي على الحبوب الكاملة قد لا تكون محتوية سوى على كميات صغيرة فقط، لذلك فإن التسميات حول نوعية أو كمية الحبوب التي توجد في المنتج يجب أن تكون دقيقة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن مجرد وجود عبارة “مقوى” لا يجعل المنتج بالضرورة ذو فائدة صحية موازية لتلك التي توجد في الحبوب الكاملة، حيث أنها لا تحتوي على الألياف والنخالة التي تم فقدانها خلال عملية التصنيع، على الرغم من أن الدقيق المقوى يجب أن يحتوي على مستوى معين من فيتامين (B)، والحديد وحامض الفوليك.

البيض الذي يحتوي على “الأوميغا 3″

انضم البيض مؤخراً إلى صفوف السلمون وبذور الكتان بكونه من الأطعمة التي تعتبر مصدراً جيداً لأحماض أوميغا 3 الدهنية حيث تبين بأن بعض أنواع البيض تحتوي على أحماض دهنية ثبت بأنها تحد من الالتهاب وتحسن من صحة القلب والدماغ، لأن البيض يأتي من الدجاج الذي يتم تغذيته على وجبات غذائية غنية ببذور الكتان، ولكن مع ذلك، فإن البيض، سواء أكان يحتوي على نسب عالية في الأوميغا 3 أو لا، يحتوي على مستويات عالية من الكوليسترول، وهذا الأمر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الحساسين، مثل مرضى السكري، حيث أن بيضة واحدة كبيرة تحتوي على نحو 186 ميليجرام من الكولسترول، وهذا يعتبر أكثر من نصف الكمية الموصى بها يومياً للشخص السليم (والتي هي 300 ميليجرام) وتقريباً كامل حصة الشخص الذي يعاني من مرض السكري أو أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول في الدم (والتي هي 200 ميليجرام).

بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت دراسة تم إجراؤها من قبل مركز العلوم في المصلحة العامة في عام 2007 أن البيض الذي يدعي منتجوه بأنه يحتوي على أحماض أوميغا 3 لا يحتوي على هذه الدهون بأشكال (DHA و EPA) التي يتم ربطها بانخفاض الإصابة بأمراض القلب.

عبارات مقادير الدهون

تعتبر الدهون غير المشبعة من أسوأ المواد على صحة القلب، وذلك على الرغم من أنه من الصعب تجنبها في الأطعمة مثل اللحوم ومنتجات الألبان والتي تكون موجودة فيها بشكل طبيعي، ولكن قد يكون من الممكن تجنبها في الأغذية المعلبة، لذلك يتم مطالبة المنتجين بأن يقوموا بوضع كمية الدهون غير المشبعة التي تحتويها منتجاتهم على ملصق التغذية، والجدير بالذكر أن إدارة الأغذية والعقاقير أعلنت في الخريف الماضي أنها أزالت الزيوت المهدرجة جزئياً من قائمة المنتجات الدولية، والتي تعتبر من المصادر الرئيسية التي تزيد من كمية الدهون غير المشبعة في المنتجات الغذائية.

التخلي عن الأغلفة التي تحتوي على البيسفينول أ أو (BPA)

يبدو بأن مادة (البيسفينول أ) تتسلل إلى نظامنا الغذائي ليس من خلال الأطعمة والمشروبات، ولكن من خلال الأغلفة التي تأتي فيها بعض تلك الأطعمة، كالزجاجات البلاستيكية وعلب الطعام المعدنية، وقد أظهرت الدراسات أن هذه المادة الكيميائية، التي تحاكي هرمون الاستروجين، يمكن أن تضعف من الخصوبة لدى الرجال والنساء، وتؤدي أيضاً إلى تأخر النمو عند الأطفال.

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من بلدان العالم حظرت استخدام هذه المادة في زجاجات الطفل، كما وتم وضع قوانين تفرض على المنتجين تخفيض مستويات هذه المادة الكيميائية في منتجات الكبار بشكل لا تعود تشكل فيه خطراً على الصحة، ومع ذلك، فإن العديد من الشركات، بدأت طواعية باستخدام علب خالية من الـ(BPA).

الدجاج المبرد بطريقة آمنة

هذه تسمية غريبة يتم إطلاقها على بعض الدجاج النيء، وهي تعني أن الدجاج قد تم تبريده، بعد الذبح كبديل للطريقة التقليدية التي تتم من خلال غمس الطيور في حمام من الماء والكلور، ولكن من حيث سلامة الأغذية، لا يبدو أن هناك فرق كبير بين التبريد بالهواء وطريقة الكلور، فعلى الرغم من أن التقرير الصادر في عام 2012 كان قد اقترح بأن الدواجن المبردة بالهواء تمتلك لمعدلات أقل من نوعين من البكتيريا التي عادة ما توجد بالدجاج، وهي السالمونيلا والكامبيلوباكتر، إلّا أن الأخبار السيئة هي أن التقرير ذكر أنه بغض النظر عن طريقة التبريد، فإن ثلثي الدجاج كان يحتوي على السالمونيلا وكامبيلوباكتر، لذلك ولمجرد تذكير، تأكد من طهي الدجاج على درجة حرارة لا تقل عن 165 درجة فهرنهايت للتخلص من هذه البكتيريا.