خبر هزيمة مباركة - هآرتس

الساعة 10:04 ص|07 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أوري مسغاف

كم من الجيد أن اليسار خسر في الانتخابات الاخيرة. وكم جيدا أن انتصر بنيامين نتنياهو واليمين وقاموا بتشكيل الحكومة. وقد يكون من المؤسف بقاء افيغدور ليبرمان خارجها، رغم وجود شيء شعري في حكومة الضياع التي تستند الى صوت واحد، الحياة في الأصل ليست كاملة. يجب دائما السعي الى الأفضل، لكن الاكتفاء بما هو موجود. وهناك الكثير.

يجب نقش تاريخ 17 آذار 2015 بحروف ذهبية. يصعب علي استيعاب كم كنا ضيقي الأفق عندما شعرنا بالحزن بسبب هذا التاريخ، ولم ننم بسببه. الآن عندما زال الغبار يجب الاعتراف بفم ملآن: كان ذلك هزيمة محترمة للمعسكر الذي نافس على السلطة بدون طريق، بدون مرشح، بدون حملة انتخابية، بدون وحدة الصفوف. لكن الأكثر أهمية من ذلك هو الانتصار وطابعه.

كم من الجيد أن واشنطن تفتح الطريق رسميا لمبادرات دولية أحادية الجانب بعد خطاب تسيبي حوطوبلي مباشرة التي قالت لدبلوماسيين اسرائيليين « لقد حاولنا كل الوقت أن نكون حكماء، وحان الوقت لنكون على حق ». كم من الجيد أن « اورانج » تتفاخر بمقاطعة اسرائيل بعد أن اقترحت اييلتشكيد مقاطعة من يقاطعنا، واعلان أورن حزان أن الاقتصاد الاسرائيلي قوي بما يكفي، ومن لا يريد أن يبيعنا لن نشتري منه. كم من الجيد أن الفلسطينيين يوترون اعصاب اسرائيل في الفيفا حتى الدقيقة التسعين، بعد أن تم تعيين ميري ريغف وزيرة الثقافة والرياضة، وردا على الاهانة في زيوريخ يقترح اسرائيل كاتب حبس جبريل الرجوب في المقاطعة.

 

          كم من الجيد أن كل هذا حدث بعد أداء الحكومة اليمينية الجديدة لليمين، في ظل وجود نتنياهو وكنتيجة مباشرة لولايته المتواصلة. الحديث يدور عن عملية مستمرة. تخيلوا أن اسحق هرتسوغ، لا سمح الله، قد قام بتشكيل الحكومة. أو على الأقل حصل تعادل حقيقي وفُرض على نتنياهو اقامة حكومة وحدة وطنية،  هرتسوغ في وزارة الخارجية، لفني في وزارة العدل ويحيموفيتش في وزارة الاقتصاد. تخيلوا اجماعا اسرائيليا سياسيا يحاول مواجهة المقاطعة والعزل الآخذ في الازدياد، هذا سيكون اجماعا أعمى، عبثيا، يتخبط بين السبب والنتيجة.

 

          اذا كان يصعب عليكم التخيل فتصفحوا « يديعوت احرونوت » من الاسبوع الماضي. هناك توجد حملة جديدة، « محاربة المقاطعة ». « يديعوت » تتصرف مثل حزب العمل: تلوح بمعارضة نتنياهو، لكن بسبب دوافع شخصية وبدون خلاف ايديولوجي ظاهر للعيان. يحافظ على المكان الرسمية والمحترمة بالقوة. خائف. يسعى وراء السلطة الضائعة. يملؤه الهوس بملامسة « اسرائيلية » متخيلة، صهيونية وبطولية.

 

          الآن تخيلوا حكومة وحدة بين « اسرائيل اليوم » و« يديعوت احرونوت »، أو بين نتنياهو وهرتسوغ – مع الاعلان المطلوب بأنه لا توجد معارضة أو ائتلاف في ظل المقاطعة والعزلة والكراهية واللاسامية ضد اسرائيل.

 

          تخيلوا حكومة من غير المستوطنين. وأن كل ما حدث وكل ما سيحدث، يتم في ظل وجود نفتاليبينيتواييلتشكيد وأوري اريئيل في خارج الحكومة. وأن اسرائيل تدفع أخيرا الثمن الكامل للاحتلال والمستوطنات، في الوقت الذي يقوم فيه الاخوة بتدفئة مقاعد المعارضة. ما الذي كنا نستطيع فعله بدون 17 آذار، اليوم الاول في آخر ايام حياتنا.