خبر القاب بلا أمن- يديعوت

الساعة 08:38 ص|04 يونيو 2015

فلسطين اليوم

من يحتاج الى الكابينت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: من اصل 12 عضو ومراقب في الكابينت الحالي يمكن ان نحصي الاعضاء الذين لديهم فهم عميق في مجالات الامن على اقل من كف يد واحدة - المصدر).

ليس واضحا ابدا لماذا يتسلق اناس مثقفون بشكل عام، مثل وزراء الحكومة، الواحد على رأس الاخر كي يحتلوا كرسيا في الكابينت السياسي – الامني. صحيح ان هناك قدر غير قليل من الشرف، حيث يحتكون هنا بالاسرار الدفينة للدولة، يتأثرون في ضوء عروض قدرة القوات الخاصة – اما عمليا فهذا ليس اكثر من نادٍ للجدال السياسي مع اسنان افتراضية.

 

الكابينت، الذي يفترض أن يقر ويشرف على جهاز الامن في مجالات حرجة مثل بناء القوة، الاستخبارات، عقائد القتال والاعمال التنفيذية في حجم استثنائي، لم يعمل ذلك في أي مرة كما ينبغي، وليس لديه الادوات لعمل ذلك اليوم ايضا. هذا لن يحصل في أي كابينت سابق كان فيها عدد اكبر من الوزراء ذوي الخلفية الامنية – مثل كابينت 2006 الذي تعرض لوابل من الانتقادات من لجنة فينوغراد على دوره العليل في حرب لبنان الثانية – وهذا بالتأكيد لن يحصل للكابينت الذي اقامه الان رئيس الوزراء والذي يبدو كقائمة عامة للجنة العمارة.

 

مشكوك ان يكون احد ما في حكومة اسرائيل خبير في موضوع البنى التحتية للمواصلات مثل الوزير اسرائيل كاتس. ولكن في اللحظة التي اجترف فيها ايضا لقب وزير شؤون الاستخبارات فانه ببساطة اطلق النار على قدمه. فكي يسمع رايه في الكابينت وكي لا يجعل نفسه اضحوكة، يتعين على كاتس ان يكرس كل يوم ما لا يقل عن أربع ساعات كي يقرأ مادة استخبارية للشباك، الموساد، امام وغيرها من اجهزة. دان مريدور – الذي في الاصل حيك المنصب على قياسه، قضى اياما كاملة في اجهزة الاستخبارات كي يتعلم. فمن اين سيجد كاتس الزمن والطاقة لاستثمار أنصاف الايام في قراءة المواد الاستخبارية؟ مشكوك ان تكون لديه الادوات ليعرف اذا كان يحظى حقا بالتعاون ام أنه يحرم من المعلومات – وذلك لان المادة « السوداء » الحساسة حقا، تلك التي تصل الى رئيس الوزراء وربما ايضا الى وزير الدفاع، لن يراها ابدا.

 

يجلس في الكابينت ايضا وزير الشؤون الاستراتيجية، لقب فارغ آخر. وزير الدفاع يعلون، الذي حمل هذا اللقب من قبل، تعرف كم هو عديم القيمة عندما تجاهلوه في قضية مرمرة. الوزير جلعاد اردان، الذي قاتل ببسالة كي يحصل على هذا اللقب، سيسعى الى أن يقود ويؤثر في الموضوع الايراني – اضافة الى انكبابه على المجال الهامشي لاعادة بناء شرطة اسرائيل. ولكن توجد هنا مشكلة صغيرة: من يعنى بايران هم اجهزة الموساد، لجنة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية. وثلاثتهم يتبعون نتنياهو. فهل يحتمل أن يأخذ اردان، مع كل الاحترام، لنفسه بعضا من هذا اللحم ليقود في الكابينت قرارات حاسمة في المسألة الايرانية؟

 

الوزيران كاتس واردان هما فقط مثال على الضعف المهني للكابينت الحالي الذي يعاني من تضخم في الالقاب والتشريفات. وحتى الجهاز الذي يفترض أن يعوض عن عدم التجربة وثغرات المعرفة لدى الوزراء – مجلس الامن القومي – تابع لرئيس الوزراء بحيث أنه يقرر ما الذي يطلع عليه الوزراء وما لا، متى ينعقد الكابينت وباي تواتر.

 

وحقيقة ان نتنياهو قرر ان يجلس يوآف غالنت – اللواء الوحيد في الحكومة باستثناء وزير الدفاع- فقط كمراقب في الكابينت، تدل على ما يعتقده عن هذا الكابينت كهيئة مهنية جديرة بمراعاة رأيها. إذن من يحتاج الكابينت؟ رؤساء الوزراء على أي حال جمعوا حولهم دوما مجموعة عمل حميمية، غير رسمية، مضغت عن الكابينت والحكومة القرارات.

 

من اصل 12 عضو ومراقب في الكابينت الحالي يمكن ان نحصي الاعضاء الذين لديهم فهم عميق في مجالات الامن على اقل من كف يد واحدة. وهكذا، في 2015 ايضا، سيدير ويراقب الشؤون الامنية لاسرائيل رئيس الوزراء، وزير الدفاع وعلى ما يبدو ايضا رئيس الاركان، بالضبط مثلما كان في حرب لبنان الثانية. إذن صحيح، لجنة فينوغراد التي اشارت الى قصورات الكابينت في 2006 أوصت على أنه على الاقل في زمن الازمة الامنية الخطيرة يلزم رئيس الوزراء بتشكيل « كابينت حرب » يعمل الى جانبهم. ولكن من يتذكر.