خبر الحذر، الافلاس- هآرتس

الساعة 09:23 ص|02 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          اليهود غير الاصوليين يشكلون نحو 70 في المئة من سكان دولة اسرائيل. وحسب التوقعات الديمغرافية طويلة المدى في مكتب الاحصاء المركزي، ففي غضون نصف قرن – حتى العام 2059، فان نصيب اليهود غير الاصوليين سيقل الى نحو 50 في المئة فقط. وبالتوازي، فان معدل عرب اسرائيل بين السكان سيزداد قليلا الى نحو 23 في المئة، والسكان الاصوليين اكثر يضاعف نصيبه ويصل الى نحو 27 في المئة من السكان في اسرائيل.

          لهذه التوقعات الديمغرافية آثار حزبية وسياسية، ولكن توجد لها اساسا آثار اقتصادية دراماتيكية. فالاصوليون والعرب هم اليوم من السكان الفقراء، يتعلمون ويعملون اقل. هاتان الفئتان السكانيتان متشابهتان في تخلفهم النسبي في التعليم وفي سوق العمل، رغم ان الاسباب التي تؤدي الى هذا التخلف في كل واحدة منهما مختلفة جوهريا. فعرب اسرائيل هم فقراء قسرا، لانهم يعانون من الاقصاء والتمييز اللذين لا يسمحان لهم بمساواة الفرص. أما الاصوليون فهم فقراء طوعا، لانهم يختارون الا يتعلموا المواضيع الاساسية والا يعملوا، ويستغلون قوتهم السياسية الحزبية كي يضمنوا ان تواصل الدولة تمويل نمط حياتهم الهدام.

          ان اسباب الفقر في الفئتين السكانيتين وان كانت متعاكسة، الا ان نتائجها متماثلة: ففي غضون بضعة عقود فان نحو نصف السكان في اسرائيل سيكونون ضعفاء، معدل العمل في اوساطهم متدن، ومن ليس عاطلا عن العمل يعمل اساسا في مهن متردية، مقابل أجر متدن. من ناحية دولة اسرائيل المعنى هو تحطم متوقع لانتاجية العمل، الانتاج والمداخيل من الضرائب وكذا تسريع هجرة اصحاب التعليم العالي والمال منها.

          حدد قسم الاقتصادي الرئيس في وزارة المالية هذا الاسبوع شارة ثمن لهذا التحطم المتوقع: فالاقتصادي الرئيس يتوقع بانه اذا لم يكن تحسن في معدلات العمل، الاجر وانتاجية العمل للعرب والاصوليين فان اسرائيل بانتظارها الافلاس في العقود القادمة.

          ولكن لا يدور الحديث عن واقع هو قدر، بل عن واقع كله من فعل يد الانسان. يمكن منع هذا الافلاس. لهذا الغرض يجب الكف عن اقصاء عرب اسرائيل ومنحهم ميزانية كاملة كمواطنين متساوين. لهذا الغرض يجب أيضا الكف عن التمييز الايجابي للاصوليين، الذين يتمتعون اليوم بميزانيات حكومية من أجل تمويل اجهزة تعليم لا تعلم المواضيع الاساسية، وحياة رجال اصوليين خارج سوق العمل.

          اذا تمكنت اسرائيل من تنفيذ هاتين الخطوتين، فان خطر الافلاس سيزاح عنها.