خبر افتحوا الباب -هآرتس

الساعة 08:57 ص|28 مايو 2015

فلسطين اليوم

افتحوا الباب -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

          نحو 15 الف شخص طلبوا الخروج من قطاع غزة عالقون فيه حتى الان منذ حملة الجرف الصامد. هؤلاء الناس محبوسون في القطاع دون قدرة على العودة الى مكان عملهم أو الى عائلاتهم في خارج البلاد. الاف منهم بحاجة الى علاج طبي، واكثر من الف آخرين هم طلاب لم يتمكنوا من السفر الى دراساتهم في الخارج وقد يفقدون تأشيراتهم ومنحهم ويضيعون سنتهم الدراسية.

          في اليومين الاخيرين فتح معبر رفح، ولكن فقط في اتجاه واحد: من رفح المصرية باتجاه قطاع غزة، في السنتين الاخيرتين كان المعبر مغلقا في معظم أيام السنة، ولم يفتح الا لفترة محدودة ولعدد ضيق من الاشخاص مسموح لهم مغادرة القطاع. وفي المرة الاخيرة التي فتح فيها المعبر للدخول الى القطاع والخروج منه كانت في منتصف اذار، وبالاجمال سجل فيه في حينه 2.443 دخول وخروج.

          ان رفض مصر السماح لسكان غزة الطيران من القاهرة يستكمل حصارا شبه كامل على السكان، اضافة الى معبر ايرز، الذي تسيطر عليه دولة اسرائيل. ولكن رغم التسهيلات التي أعلنت عنها اسرائيل بعد الجرف الصامد، فان الوضع على الارض لم يتغير تقريبا. « نحن نشعر كالبهائم في الحظيرة. ولكن حتى للبهائم يتاح احيانا الخروج الى المجال المفتوح. اما نحن في غزة فممنوعون من ذلك، بل ولا يشرحون لنا لماذا »، هكذا قالت أول أمس ميسم ابو مر، من سكان غزة ابنة 25، مرفوضة الدخول عبر معبر ايرز كي تصل الى الضفة الغربية، ومنها الى معبر اللنبي.

          ان التسويف في معالجة طلبات الخروج من قطاع غزة هو تسويف عضال: فاللجنة المدنية الفلسطينية رفعت الى منسق الاعمال في المناطق قائمة اولى، تضمنت اسماء نحو 350 طالبا من غزة – لتنسيق خروجهم عبر معبر اللنبي الى الاردن. غير ان الفصل بدأ، والمنح والتأشيرات انقضى مفعولها، وفقط في نهاية كانون الاول صادقت اسرائيل على خروج 150 شخصا من القائمة. وفي النهاية خرج 37 طالبا فقط بهذه الطريقة. وفي بداية اذار ايضا، بعد أن اذن لـ 57 طالبا الخروج من القطاع، لم ينجح اولئك الذين وصلوا الى معبر اللبني في الدخول الى الاردن لان مفعول تأشيراتهم انتهى في اثناء الانتظار لاذون العبور.

          ان السيطرة على المعابر وكذا في المجال البحري والجوي تخلق تعلقا هائلا لقطاع غزة بجيرانه.  لاسرائيل توجد، ان شاءت أم لا، مسؤولية جسيمة عن هؤلاء السكان. كما أن الجيش والمخابرات الاسرائيلية يؤيدون منح مزيد من تصاريح العمل والعمال. وبالتأكيد ليس هناك ما يمنع الطلاب، ذوي العائلات في الخارج، وسكان ذوي مشاكل طبية عاجلة من نيل العناية الانسانية والناجعة. محظور ان يفاقم الوضع الامني المتفجر والضغينة لحماس الظروف في قطاع غزة فيشدد الضغط المحلي. هذه ليست فقط مصلحة فلسطينية بل مصلحة اسرائيلية ايضا.