خبر ختم العالم- معاريف

الساعة 09:18 ص|26 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس غلبوع

 (المضمون: الدرس الأهم من الانسحاب من لبنان والانفصال عن القطاع هو أن أي انسحاب أحادي الجانب من يهودا والسامرة يجب أن يكون عليه ختماً دوليا - المصدر).

 قبل 15 سنة، في الليلة بين 23 – 24 أيار 2000، جلس قائد المنطقة الشمالية غابي اشكنازي في غرفته وتابع انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من لبنان. مع كل قافلة كانت تعود الى البلاد من دون أضرار كان يتنفس الصعداء. في حوالي الساعة الخامسة صباحا كانت اغلبية القوات قد أصبحت في اسرائيل بدون اصابات. تلقى اشكنازي مكالمة هاتفية من جنرال الاحتياط عمانويل سيكل الذي ثكل ابنه البكر في جنوب لبنان. « عندما سمعت أن الجيش الاسرائيلي انسحب من لبنان بدون اصابات قلت إنه يجب علي التحدث معكم »، قال عمانويل بصوت متأثر.

في الساعة 6:48 أبلغ اشكنازي رئيس الاركان موفاز أن آخر الجنود قد غادر لبنان. موفاز بارك له وكان مسرورا بأنه لم تكن هناك اصابات. لم تمض سوى دقائق، بارك له ايضا رئيس الحكومة ووزير الدفاع اهود باراك، وقال له « أنا ذاهب الى الشمال ».

    باراك وقع على الانسحاب من لبنان. ما الذي لم يُقل عن الانسحاب من هناك؟ « الجيش الاسرائيلي هرب بصورة مذلة ». اهانة. « جنوب لبنان سُلم لحزب الله ». واوصاف اخرى مهينة ومستهزئة بباراك. رأيي الواضح هو أن ذلك كان واحدا من افضل القرارات لباراك. لقد كان لهذه العملية مساهمة مهمة في أمن اسرائيل. كما هو مفهوم فقد كانت هناك اخطاء قبل الانسحاب، وفي الاساس بعده مباشرة، حيث لم يكن هناك رد مناسب على خطف الجنود في مزارع شبعا. لكن بالتأكيد بنظرة الى الوراء، كانت العملية ناجحة.

  إن القصة الحقيقية لعملية اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالانسحاب من لبنان لم تُقص بكاملها. وسيتم قصها قريبا في كتاب جديد. أريد التطرق باختصار الى نقطة مركزية تميز الانسحاب. باراك اراد تنفيذ الانسحاب كجزء من اتفاق سياسي مع سوريا، سيؤدي ايضا الى الاتفاق مع لبنان. لكن عندما تفجرت المحادثات مع سوريا كان واضحا أن الانسحاب سيكون بدون اتفاق، لهذا سيكون مليء بالمخاطر العسكرية والسياسية.

   تفكير باراك السياسي كان يقول إن علينا التوصل الى اتفاق يعطي مصادقة دولية على الانسحاب. واذا لم يكن هناك اتفاق مع سوريا ولبنان فسنعمل اتفاقا مع الامم المتحدة، ونخرج على قاعدة قرار من مجلس الامن. من خلال جهد سياسي واسع، جند باراك لهذه الفكرة الرئيس كلينتون والمجتمع الاوروبي والسكرتير العام للامم المتحدة.

     الجيش الاسرائيلي انسحب، الامم المتحدة صادقت ورسمت خط الحدود. تم بناء شرعية دولية: سور يمنع ارهاب حزب الله ضد اسرائيل من الاراضي اللبنانية، وتُمكن اسرائيل من الرد في حالة القيام بعملية ارهابية، وقد حدث. كما هو مفهوم لم يكن كل شيء على ما يرام، حزب الله تمركز في مزارع شبعا (الحدود بين لبنان وهضبة الجولان)، لكن كقاعدة عامة عاد الجليل ليزدهر وسوية معه السياحة.

 كل ذلك لم يكن في الانفصال عن قطاع غزة. لقد انسحبنا بدون اتفاق، لا مع أبو مازن ولا مع المجتمع الدولي. وحتى اليوم العالم يرى أننا محتلون، مسؤولون عن القطاع. اذا كان هناك في كل هذا عبرة للمستقبل فهي: في كل حالة تفكر فيها اسرائيل في المستقبل بتنفيذ انسحاب أحادي الجانب من مناطق يهودا والسامرة، يتوجب عليها محاولة اعطاء هذا الانسحاب غطاء لاتفاق دولي رسمي.