خبر واشنطن: ننتظر أفعال الحكومة الإسرائيلية الجديدة وليس أقوالها

الساعة 08:37 م|19 مايو 2015

فلسطين اليوم

قال الناطق الرسمي المناوب باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف راثكي ان حكومته « تنظر عن كثب لتصرفات الحكومة الإسرائيلية والفلسطينيين ولا تعنيها التعيينات الفردية لهذه الحكومة أو تلك في بلورة سياستها ».

وأضاف راثكي الذي كان يجيب على سؤال أحد الصحفيين بخصوص تعيين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتياهو لسيلفان شالوم المعروف بمواقفه المعادية لإقامة حل الدولتين مسؤولا لملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خلفاً لوزيرة العدل الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني « إن الولايات المتحدة تتخذ موقفاً مبدئياً، أولاً أنها ستعمل بانخراط تام مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة كما قال الرئيس باراك أوباما، وكما فعلنا مع كل حكومة إسرائيلية سابقة من أجل ضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل ومن أجل أن تبقى إسرائيل دولة ديمقراطية ويهودية في آن واحد من خلال حل الدولتين، فلسطين مستقلة جنباً إلى جنب مع إسرائيل آمنة ».

وقال راثكي « ليس سراً أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تضم أعضاءً لا يؤمنون بضرورة حل الدولتين، ولكن هدفنا يستمر قائما على هذه الأولوية، حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين) ولا يتغير وفق تعيينات محددة ».

ورفض راثكي الخوض في تفاصيل موقف حكومته بخصوص تعيين مسؤول إسرائيلي ليقود المفاوضات من الطرف الإسرائيلي لا يؤمن بحل الدولتين.

وكان نتنياهو كلف (الاثنين- 18 أيار) نائبه الأول، وزير الداخلية، سيلفان شالوم بمسؤولية إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين والحوار الاستراتيجي مع واشنطن.

ويقول مراقبون إسرائيليون إن تعيين شالوم لهذا المنصب قد يحدث شرخا كبيرا في حكومة نتنياهو، وذلك لأن المنصب يحمل طابعا سياسيا خارجيا ويتعامل مع قضايا دولية وهو ما يؤشر إلى سعي نتنياهو تسليم حقيبة الخارجية لشالوم مخالفا الوعود التي قطعها لأحزاب أخرى.

ويتسلم شالوم هذا المنصب في وقت حرج لحكومة نتنياهو في ظل توقعات بتصاعد الخلاف مع السلطة الفلسطينية، لا سيما في موضوع المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي.

ويعتقد خبراء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تحت الرعاية الأميركية من أمثال أررون ميلير ومارتن إنديك الذين خاضوا مفاوضات فاشلة مع إسرائيل بسبب التعنت الإسرائيلي أن الوقت غير موات الآن لاستئناف أي نوع من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية أميركية كون أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منشغلة بمفاوضات الـ 5+1 مع إيران للتوصل إلى اتفاق يضمن تخلي إيران عن البرنامج النووي المسلح مقابل رفع العقوبات عن طهران ولا تريد « مواجهات متعددة الجبهات مع نتنياهو » بحسب قول مبعوث السلام الأميركي السابق مارتن إنديك لموقع وللا العبري.

ودعا إنديك الحكومة الفرنسية للانتظار الى نهاية الصيف للتقدم باقتراحها امام المنظمة الدولية من اجل إقامة الدولة الفلسطينية.

وحول المساعي الدولية للاعتراف بفلسطين كدولة يعتقد إنديك أن الولايات ضغطت على الحكومة الفرنسية بصدد عدم التقدم بمشروع قرار أمام مجلس الأمن بهذا الخصوص وهددت باستخدام حق النقض الفيتو، وأنهم (الفرنسيون) على علم بذلك.

وهناك ضغوطات جمة من قبل هؤلاء الرسميين السابقين على إدارة الرئيس أوباما لاعتبار « مشروع القرار الفرنسي » بغير المتوازن كونه يتضمن أمورا تشمل من جانب تعبير حدود العام 67 مع تبادل أراضي.

من جهتها تعتبر إدارة الرئيس أوباما أن استئناف التفاوض أمر معقد كون كل من الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس وزراء إسرائيل لا يحظيان بالشرعية المطلوبة خاصة وأن نتنياهو شكل حكومة يمينية ضيّقة، وعباس لم يتوجه للانتخابات منذ العام 2005 ويفتقد الى تفويض من الفلسطينيين « لتقديم التنازلات المطلوبة للتوصل الى اتفاق ».

من جهتها قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغوريني الاثنين 18 أيار إن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى دور أكبر في عملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

وأضافت موغوريني أن بروكسل تريد دورا فعالا لتحريك عملية السلام على أساس حل الدولتين. وأضافت المسؤولة الأوروبية « أمر واحد واضح للجميع في المنطقة، الوضع الراهن ليس خياراً ».

وكانت موغوريني تحدثت في وقت سابق من الشهر الجاري عن عزم الاتحاد الأوروبي إنجاح مسار حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام ضمن حدود آمنة معترف بها دوليا.

يذكر أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت منذ نيسان العام الماضي بعد رفض حكومة نتنياهو الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين كانت قد تعهدت بإطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى ممارسة نتنياهو سياسة استيطانية ممنهجة.

وتزور موغيريني الأربعاء المقبل إسرائيل ورام الله وقطاع غزة، وتأتي الزيارة قبل أسبوعين من انعقاد اجتماع الدول المانحة لفلسطين في الـ 27 من الشهر الجاري في بروكسل.