خبر 50 عاما على اعدام الجاسوس كوهين ..!

الساعة 05:26 م|18 مايو 2015

فلسطين اليوم

في مثل هذا اليوم قبل 50 عاما تم إعدام إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الأبرز من بين الذين ألقِيَ القبض عليهم في دولة عربية. أصبح كوهين جاسوسا عربيًّا بارزا داخل النظام في دمشق، وأرسل إلى إسرائيل معلومات استخباراتية غير مسبوقة في أهميتها، حيث هزمت إسرائيل بفضله الجيش السوري في حرب عام 1967 في جبهة الجولان، وهي الأراضي التي لا تزال إسرائيل تسيطر عليها حتى اليوم.

وُلد كوهين في الإسكندرية عام 1924. تعلم من والديه اللهجة المصرية، ولكنه عرف أيضًا اللهجة السورية؛ لأنّ والده كان هاجر في طفولته من حلب إلى مصر.

انضمّ كوهين في شبابه إلى الحركة الصهيونية، ومنذ ذلك الحين كان على علاقة مع شبكة الاستخبارات الإسرائيلية. وهاجر كوهين عام 1957 إلى إسرائيل.

عمل كوهين بترجمة الصحافة العربية إلى اللغة العبرية، وفي إدارة الحسابات. بعد ذلك، وتم ادخاله إلى اختبارات من قبل سلاح المخابرات الإسرائيلي، حيث أظهر هناك مهارات استثنائية، وتقرّر تجنيده كجاسوس. كان يتلو الصلوات من القرآن، درس عن سوريا، حسّن لكنته في اللهجة السورية بل وأطال شاربا.

أرسِل عام 1961 إلى الأرجنتين، بشخصية وهمية. تم إعطاؤه اسم كامل أمين ثابت، وانتحل شخصية رجل أعمال سوري يعيش في المنفى بالأرجنتين، ووجد هناك أصدقاء سوريين كُثر. بعد مرور عام « عاد » كوهين إلى دمشق، وسكن في شقة في حي أبو رمانة مجاورة لمقرّ قيادة الجيش السوري. كان أحد أبرز أصدقائه الجنرال أمين الحافظ، الذي تعرف عليه في الارجنتين، واصبح بعد ذلك  رئيسا لسوريا.

أقام كوهين، أو « ثابت »، صداقات مع ضباط في الجيش السوري. تجوّل في كلّ سوريا مع أصدقائه الضباط. في إحدى رحلاته إلى الجولان نظر كوهين إلى منحدرات الجبال، وشاهد الحدود الإسرائيلية. بثّ جميع المعلومات التي وصلته عن توزيع القوات السورية إلى إسرائيل في جهاز استقبال راديو. عاش كوهين ثلاث سنوات هكذا، في قلب مراكز القوة في سوريا.

كان أحد الاخبار المهمة التي أرسلها كوهين هو عن نية السوريين بالإضرار بما سمي في حينه مشروع تحويل روافد نهر الاردن. نقل كوهين الخبر عن ذلك في وقت مبكر لاسرائيل، وهكذا استطاعت إسرائيل إحباط إلحاق الضرر بمنشآت المياه التي اقامتها.

وفي صباح يوم 18 كانون الثاني عام 1965 تم القاء القبض على كوهين، كما يبدو بمساعدة معدّات الراديو السوفييتية المتقدّمة التي كشفت عن مكانه. اقتحم عقيد يُدعى احمد سويداني شقّته وأخبره بأنّ « اللعبة قد انتهت ». 

وبذلت إسرائيل جهودا دبلوماسيّة غير مسبوقة في محاولة إقناع السوريين بإطلاق سراح كوهين. عرضت إسرائيل على قادة النظام السوري معلومات استخباراتية عن المعارضة السورية، وتعويض مادي لكل الاضرار التي لحقت بسوريا جراء قصف اسرائيل لمعدات تحويل مجرى الاردن، ولكن دون جدوى.  وتم إعدامه شنقًا بساحة المرجة وسط دمشق، في 18 أيار عام 1965.

بقي مكان دفن كوهين لغزا حتى يومنا هذا. وفقا للتقارير الاسرائيلية، فقد تم إلقاء جثته في حفرة في ضواحي دمشق، والتي بُني عليها بعد ذلك حيّ جديد. ونقل عن مسؤول سوري، إنّ جثة كوهين قد دُفنت من جديد في ثلاثة أماكن مختلفة، من أجل منع إسرائيل من معرفة مكان دفنه.