جيوش برية عربية ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين وسط غطاءٍ جوي بريطاني عام 48

بالصور اللاجئ البلعاوي: فلسطين نُكبت بالجيوشِ العربيةِ قبلَ الصهيونيةِ!

الساعة 03:07 م|18 مايو 2015

فلسطين اليوم

« داخل بيتنا في المجدل كانت تُقام أفراح الحي لكبر المساحة »؛ بهذه الكلمات بدأ الحاج يوسف البلعاوي (77 عاماً) حديثه الذي يعبر من خلاله عن اشتياقه لبلدته الأم مدينة المجدل المحتلة, والتي خرج منها قسراً قبل 67 عاماً.

الحاج يوسف البلعاوي والمولود عام 1938 والحاصل على دبلوم معهد المعلمين, عاش قبل نكبة 1948م داخل مدينة المجدل « عسقلان » المحتلة, مع عائلته المكونة من خمسة أولاد وثلاثة بنات.

وقال الحاج البلعاوي في حديثٍ لمراسلنا: « والدي كان يعمل حداداً ومزارعا في المجدل, وكان له أرض يزرع فيها أنواع كثيرة من الأشجار, ويصدر ما يحصده إلى مدينة يافا المحتلة, أما بيتنا فكان من الباطون وبه ساحة واسعة ».

الحاج البلعاوي: خرجنا من المجدل بفعل قصف الطائرات الصهيونية والبريطانية للمدينة, وطغيان الجيوش العربية

الحج البلعاوي

الحاج وصفَ مدينة المجدل كما رآها وكأنه غاب عنها اليوم, مشيراً أنها مدينة ساحلية لا يوجد بها جبال, ويزرعها أهلها بالعنب والتين والمشمش والصبر والجميز وغير ذلك, وأنها اشتهرت بصناعة النسيج، حسب وصفه.

ولفت أن المجدل تحتوي مستشفى ومدرسة ثانوية وابتدائية للبنين والبنات, وكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم.

وتعتبر المجدل (عسقلان) من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية, والتي تقع اليوم في اللواء الجنوبي الإسرائيلي على بعد 65 كم غرب القدس, أسس الكنعانيون المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت أحد موانئ الفلسطينيين القدماء على ساحل البحر المتوسط, تقع إلى الشمال الشرقي من غزة، وتبعد عنها 25 كم قريبة من الشاطئ على الطريق بين غزة ويافا, تبلغ مساحة أراضيها 107,334 دونما بما فيها مساحة المدينة 1,346 دونما.

وحول أحداث النكبة أكد بكل أسى أنهم خرجوا من المجدل بفعل قصف الطائرات الصهيونية والبريطانية للمدينة و« طغيان » الجيوش العربية, والتي دخلت إلى فلسطين عام 1948م بحجة تخليصها من الاحتلال, لكنها ساهمت في « بيع فلسطين » كما يؤكد الحاج البلعاوي.

وأشار البلعاوي أن فلسطين لم يكن بها سوى بعض المستوطنات وقت دخول الجيوش العربية, وأنهم كانوا « إحتلالاً آخر », وأطلقوا لفظ « داسوس » على الفلسطيني الذين يريدون التخلص منه.

كلمة « داسوس » مرادفة لكلمة جاسوس, وهو المتعاون مع العدو, وهي كلمة عار واهانة كانت تطلقها الجيوش العربية على الفلسطيني الذي كان ينوي التخلص منه.

الحاج البلعاوي: « في دير ياسين, قتل اليهود الأطفال والنساء, وكان في المنطقة يرابط الجيش العراقي والسوري, فاستنجد الأهالي بهم فردوا باللهجة العراقبة عليهم (ماكو أوامر) أي ما في أوامر نضرب, وسلموها للصهاينة ».

الحج البلعاوي

ولفت أن الجيوش العربية قسمت فلسطين لمناطق, فأخذت مصر اللواء الجنوبي, والأردن لواء القدس, وسوريا والعراق لواء الشمال, وأن الفلسطينيين ثاروا ضد هذا القرار.

وحول مذبحة دير ياسين قال الحاج البلعاوي: « في دير ياسين, قُتل اليهود الأطفال والنساء, وكان في المنطقة يرابط الجيش العراقي والسوري, فاستنجد الأهالي بهم فردوا عليهم باللهجة العراقية (ماكو أوامر) أي ما في أوامر نضرب, وسلموها للصهاينة ».

ووقعت مذبحة دير ياسين في قرية دير ياسين، التي تقع غربي القدس في 9 أبريل عام 1948 على يد الجماعتين الصهيونيتين: أرجون وشتيرن, أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين, وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب, وصل ما بين 250 إلى 360 ضحية تم قتلها.

وأكد أن الشيخ حسن البنا وقتها قال مقولة شهيرة: « زعمائنا الضالون المضلون جاءوا لإنقاذ الشعب الفلسطيني, لكنهم لم يجيدوا سوى إقامة الحفلات الصاخبة, وكان الذئب قد انقض على الشاة ».

وأعرب الحاج البلعاوي عن أسفه من معاملة الجيش المصري, حيث كانوا يقومون بضرب الشباب وإهانة النساء, في الوقت ذاته كانت الطائرات الصهيونية والبريطانية تضرب السكان في المجدل وأسدود, دون رد من الجيوش العربية!.

ولفت أن الجيوش العربية بدأت انسحابها من الأراضي الفلسطينية, ما دفع أهل المجدل للهجرة والتوجه نحو مدينة غزة والدول العربية المجاورة, وأثناء الهجرة كان الجيش المصري وطائرات الصهاينة تلاحقهم وكانت الجثث ملقاة في الشوارع.

اعتبر الحاج البلعاوي بناء المخيمات الفلسطينية « نكبة ثانية »

الحج البلعاوي

وبعد ذلك بدأت الإغاثة الدولية بإعانة المهجرين من الشعب الفلسطيني, وأن منظمات إغاثية أمريكية قامت بنصب الخيام للاجئين وإغاثتهم, واعتبر الحاج البلعاوي هذه الخطوة مؤامرة دنيئة لكي ينسى الشعب أرضه ووطنه من خلال « كرت التموين ».

وأكد أن المنظمات الإغاثية سارعت بإنشاء المخيمات الفلسطينية كمخيم الشاطئ والمغازي وجباليا والبريج وغير ذلك، معتبراً بناء المخيمات « نكبة ثانية » لأن من أنشأها كان يهدف من ورائها إلى محو فلسطين من ذاكرة أهلها.

 

تصوير / داوود أبو الكاس

الحج البلعاوي

الحج البلعاوي

الحج البلعاوي

الحج البلعاوي

الحج البلعاوي

الحج البلعاوي

الحج البلعاوي


الحج البلعاوي