خبر لنمت خجلا- يديعوت

الساعة 03:03 م|15 مايو 2015

فلسطين اليوم

لنمت خجلا- يديعوت

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: طقوس أداء اليمين القانونية للحكومة، والتي أنهت شهرين كاملين من المفاوضات، اثبتت بما لا يرتقي اليه الشك بانه ما كان يمكن حتى ان تقام حكومة بصورة اكثر اهمالا واقل احتراما مما تم في حكومة نتنياهو الرابعة - المصدر).

كل مواطن، ليس مهما من أي معسكر، شاهد ما حصل امس في الكنيست بكامل هيئتها – كان يود لو أن يكون خجلا.

يخيل لي أنه لا تذكر مشاهد تقترب حتى من تلك التي شاهدناها امس، عندما أخرج رئيس الوزراء من جيبه قائمة وزراء حكومته وبدأ يتلوها، وبينهم من سمع عن تعيينه لاول مرة ، ومن تبين انه حصل على منصب دون أن يوافق عليه.

ان طقوس أداء اليمين القانونية للحكومة، والتي أنهت شهرين كاملين من المفاوضات، اثبتت بما لا يرتقي اليه الشك بانه ما كان يمكن حتى ان تقام حكومة بصورة اكثر اهمالا واقل احتراما مما تم في حكومة نتنياهو الرابعة. وهذا هو رئيس الوزراء الذي يزايد على رئيس الولايات المتحدة من حيث الشكل الذي يتفاوض به مع ايران.

55 يوما، 30 مقعدا – وهذا ما نجح نتنياهو في أن يجلبه. ولا يدور الحديث فقط عن ائتلاف ضيق تبدو أيامه قصيرة ومليئة بالمعاناة. يدور الحديث عن توزيع الحقائب على وزراء الليكود، بدت وكأنها خيطت من الرقع: تفكيك وزارات فقط من أجل رفع مستوى وزير ما غير راض، ضم اجزاء من وزارات دون أي منطق ودون أي غاية. وهكذا تختلط وزارة المواصلات ووزارة الاستخبارات، حقيبة الاستيعاب وحقيبة التهديدات الاستراتيجية. وعندما لم تتبقى أي مناص للتوزيع، تشرف النائب بلقب « وزير ». أي وزير، لماذا وزير، ولاي موضوع؟ من يدري اليد رشيقة جدا على التعيينات عندما يكون الزمن ضيقا.

خذوا مثلا بيني بيغن. اسم ابيه ذكر امس في الكنيست بكامل هيئتها، ولكن بالذات على لسان هرتسوغ. ما الذي شعر به هناك، بيغن الابن، حين سمع لاول مرة في الكنيست بان نتنياهو عينه في منصب « وزير ». وماذا ظن هنغبي، السياسي الجدي، المجرب، أحد الناطقين الاكثر طلاقة لليكود، حين سمع بانه اضافة الى رئاسة لجنة الخارجية والامن، المنصب الذي تولاه لفترات طويلة وسعى الى الخروج منه، عينه نتنياهو في المنصب المهين كرئيس للائتلاف دون علمه. وان لم يكن هذا بكافٍ، فقد أعد له نتنياهو مفاجأة اخرى: هو واكونيس سيتبادلان بينهما المنصبين بعد سنة. بمعنى ان هنغبي سيحصل على حقيبة « وزير » التي لاكونيس ويدخل الى وظيفته بصفته الكلب المدلل لنتنياهو.

وجلعاد اردان، رقم 1 في قائمة الليكود للكنيست، الرجل الاكثر ولاء لعائلة نتنياهو، والذي انتحر في استديوهات التلفزيون كي يدافع عن افعالهما – كيف شعر حين دعاه نتنياهو للانضمام الى حكومته ولكنه لم  يترك له أي حقيبة شاغرة. أي نكران للجميع ينبغي ان يكون كي يجري القيام بمثل هذا الفعل للشخص الذي لم يسبق له ابدا ان خرق طلبات رئيس الوزراء.

يخيل لي انه بعد خطاب هرتسوغ الممتاز، الذي لم يترك أي شق لانضمام المعسكر الصهيوني للحكومة، خير يفعل نتنياهو اذا ما عين اردان وزيرا للخارجية. لقد انتهت امس المعاذير. لا يمكن حفظ حقيبة الخارجية. فليس هناك من تحفظ له. سلفان (إما خارجية أو في الخارج)، شالوم، تخلى عنها لقاء لقب لا يساوي الورق الذي كتب عليه – نائب رئيس الوزراء. في الصباح طرق الباب على حقيبة الداخلية، وفي المساء، حين حصل على لقب فارغ من المحتوى، فتحه على مصراعيه.

حكومة نتنياهو الرابعة انطلق امس على الدرب. ائتلاف ضيق لليكود – يمين – اصوليين. من هذا الصباح تكون بطاقة تعريفنا امام العالم هي تسيبي حوتوبيلي التي شجعت الحجيج الى الحرم. سيقول هناك اننا نستحق هذا. ولكن هذا لا. احد منا لا يستحق هذا.