خبر أصبح لدى السوبرانو كنيست- هآرتس

الساعة 08:39 ص|14 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون: في هذه الكنيست لن يكون للضمير اي دور او نصيب فيها، كل انحراف عن رأي « الجماعة » سيعتبر خيانة، واي غياب – هو تعاون مع العدو - المصدر).

       لا يمكن المبالغة في التفكير في العرض الذي ظهر يوم امس من على منصة الكنيست:61 عضو كنيست صوتوا بالقراءة الاولى لصالح قانون زيادة عدد الوزراء، 59 عضو كنيست صوتوا ضد القرار. لقد امتثل 120 عضو كنيست بالحضور الى الجلسة، وعملوا بشكل فعلي. لم يتغيب اي شخص، لم يتهرب اي شخص، لم يتم سماع اي اعذار. هكذا يتوجب ان تبدو كنيست فاعلة، تعمل في دولة تعتبر السياسة فيها هي العمل الذي يدفع مواطنيها كلفته.

صحيح ان سحابة ثقيلة من الرائحة النتنة قد تعالت من القرار الاول، وصحيح انه في هذه العملية، تم اختطاف قرار واغتصابه، واستخدمت ايضا كاختبار دخول الى عصابة التزم اعضاؤها بالطاعة العمياء لزعيمها، ولكن في النهاية فإن كل عضو كنيست هو بالفعل انسان هام، ليس بسبب تنويره، وافكاره او بسبب خبرته، بل بفضل يده.

كل يد من ايدي اعضاء الكنيست مناسبة من هذه اللحظة لان تكون مؤمن عليها وكأنها يد عازف بيانو كبير، لان الغاية في هذه الكنيست هي فقط بالبقاء: ان تقتل او تقتل (سياسيا طبعا)، او على الاقل للحفاظ على الرأس فوق الماء. سوف لن يتم الاستماع الى اي فكرة او رأي مستقل في هذه الكنيست، ولن يكون للضمير اي دور او نصيب فيها. كل انحراف عن رأي « الجماعة » سيعتبر خيانة، كل غياب – هو تعاون مع العدو. فقط القوانين المضمونة بأن تحظى بـ 61 صوتا هي التي سوف تمرر بها. قوانين « صهيونية » « قومية » « وطنية » والتي لن تستطيع مجموعة الـ 59 ان تعارضها ستبدو غير مخلصة للدولة.

ويا للسخرية. فحياة مجموعة الـ 61، المسماة « المعسكر الوطني » ستكون مرتبطة تماما ليس فقط بمن هو على اقصى اليمين، بل بمن هو ليس صهيوني اطلاقا، وبالاصوليون المتدينون الذين لا يعترفون بالدولة اصلا، ناهيك عن انها دولة يهودية. لو لم تكن هذه المهزلة السياسية عندنا، فسوف تكون مضحكة. يا للخسارة.

هذه الكنيست سوف تكون معفاة من الانتقاد الجماهيري او القضائي. فالمحكمة العليا منذ اللحظة سوف ترتدي درع حديدي، من اجل ان تدافع عن نفسها في مواجهة القوانين التي تسعى للمساس بها. فليس فقط النشاط القضائي لفظ انفاسه، فايضا الذراع التشريعي سوف يختفي من امام تهديدات المشرعين. هل تجرؤ المحكمة العليا ان ترفع مطرقتها وهي تجد نفسها امام قانون تجاوز المحكمة العليا. هل ستأمر المحكمة العليا الدولة بأن ترفع يدها عن الاراضي الخاصة في المناطق، او لان تهدم بيوت المستوطنين، او لان تقبل ابناء الاثيوبيين في مدارس المتدينين، وفورا ترفع الايدي لصالح تشريع يزيل اوامرها من داخلها. 61 مع و59 ضد، حتى ولو كان من بين الـ 61 من يؤيد قرارات المحكمة العليا.

النقد الجماهيري؟ الرأي العام؟ من من بين الـ 61 عضو كنيست الذين يشكل ثلثهم وزراء وآخرين نواب وزراء، سيجرؤ للاصغاء للجمهور او ان يعمل وفقا لضميره، بينما يجلس دائما على برج القلعة السياسية قناص يلاحقه ويصوب بالنقطة الحمراء على يده التي ستصوت؟.

لن يكون هناك تشكيلا سياسيا مريحا اكثر من هذا لبنيامين نتنياهو.الرجل الذي بدون تخطيط يفضل بأن يكون منقادا على ان يكون قائدا، ان يملى عليه من ان يملي على احد، فقد وجد المأوى الاكثر مناسبا لعيوبه. فهو بشكل عام مطلوب منه ان يكون يكون متفقا مع مجموعة الـ 61، ولان يكون رئيسا فخريا لـ « الرابطة الوطنية »، لا يتدخل، لا يبادر لا يغضب احدا من بينهم. لان الكنيست لن تكون فقط الذراع التشريعي، فهي منذ اللحظة الحكومة، ووقت الحاجة فهي ستصبح المحكمة العليا.

كرئيس للحكومة، بإمكان نتنياهو ان يعتبر عمله كـ (no show job)، من النوع الذي نغمة صوته المرتفعة تم توزيعها على رفاقه. فالمطلوب منه فقط ان يصوت بالشكل الصحيح. مرة حسب رغبة ايليت شيكيد، ومرة حسب نزوة يعقوب ليتسمان، ومرة حسب توجيهات داني دانون. فقط ان لا يتغيب احد عن الجلسة، لكي لا ينهار هذا البرج الورقي .