خبر حكومة الـ 61 ليست المشكلة -هآرتس

الساعة 09:13 ص|11 مايو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

 (المضمون: ليست المشكلة في الحكومة طفيفة الاغلبية، بل في انعدام الزعامة لدى رئيس الوزراء الذي ليس لديه هدف يحققه وكل غرضه البقاء وابقاء ما هو قائم بكل ثمن - المصدر).

       يعرب الكثيرون الان عن الشك في قدرة بنيامين نتنياهو على ادارة حكومة يدعمها 61 نائبا فقط. فباغلبية طفيفة كهذه، كما يعتقدون، لا يمكن عمل شيء. يدا رئيس الوزراء مكبلة. هذه رؤية مغلوطة، ولا سيما في مرآة التاريخ. الحكومة لن تفعل شيئا لانها تعطل نفسها، الاحزاب الاعضاء فيها ليست منسجمة ولا يقف على رأسها زعيم ومدير حقيقي، ذو رؤيا وطريق. أما التاريخ فيدل على أن قرارات دراماتيكية، تغير وجه العالم، اتخذت بفارق صوت واحد. فالزعامة المصممة قفزت من فوق هذا العائق وتغلبت عليه.

          في 1941، عندما احتلت اوروبا امبريالية هتلر، بقيت بريطانيا شبه وحيدة في صراعها ضد ألمانيا. وكانت الرأي العام في الولايات المتحدة يميل الى الحيادية العاطفة، وفقا لعقيدة مورنو وليس للتدخل الحقيقي. وجاء الرئيس فرانكلين دلانو روزفيلد فبادر الى حملة « أقرض وأجر »، والتي اقرض فيها لبريطانيا عتادا عسكريا متنوعا وضروريا. وعندما توجه هتلر نحو روسيا، ادخل روزفيلد الاتحاد السوفييتي ايضا في خطة المساعدة هذه. واجاز روزفيلد قانون المساعدة في الكونغرس باغلبية فارق صوت واحد. وانطلقت حملة هزيمة النازية الى طريق بفارق صوت واحد. ويلي براندت كان مستشار ألمانيا في سنوات 1969 – 1974 وخلافا لاسلافه في المنصب سعى الى تبديد التوتر مع العالم الشيوعي ومع المانيا الشرقية. ورفض « عقيدة هولشتاين »، والتي كانت تقول ان من يقيم علاقات دبلوماسية مع المانيا الشرقية ستقطع علاقاته مع المانيا الاخرى. وكجزء من سياسته اعترف براندت في 1970 في حدود بولندا كما تصممت بعد الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك القسم الذي اسكن بالالمان في الماضي. وهكذا خلق الصدع الاول في سور برلين، رغم مرور سنوات حتى سقوطه التام. قراره التاريخي اجازه براندت في البوندستاغ باغلبية صوت واحد فقط. ما الذي يمكن ان نتعلمه من النماذج التاريخية؟ يمكن ان نتعلم بان سياسة حكيمة، متوازنة وتنظر الى البعيد تنجح في التحقق حتى بفارق صوت واحد، اذا كانت توجد قدرة قيادية، ثقة جماهيرية، ومعسكر مؤيدين متبلور ليوم الامر.

          ليس لنتنياهو شيء من كل هذا. فهو لا يتميز بشخصية المهام، المشاركة والحاسمة. وبخلاف معظم رؤساء الوزراء في اسرائيل في الماضي، يبدو كزعيم عديم الهدف، هدفه البقاء والحفاظ على ما هو موجود بكل ثمن، حتى بثمن منح حقيبة العدل للنائبة التي تتحدى النظام الديمقراطي، فصل السلطات واستقلالية المحكمة العليا.

          المشكلة التي نقف امامها ليست مشكلة الاغلبية الطفيفة فقط. من تجربتي في الكنيست اعرف بان الائتلاف المتبلور والذي توجد له مهامة قادر على اداء وظيفته. ولكن ليس مع الغام مثل بتسليئيل سموتريتش واوري ارئيل، وليس مع رئيس وزراء يتحدث عن وحدة الشعب ويضع امام مدخله قنابل الصوت في وزارتي التعليم والعدل.

          لقد جلب نتنياهو على نفسه هذه الحكومة. فلو كان حدد موعدا لانهاء المفاوضات واعلن بانه اذا لم يتمكن من تشكيل حكومة فانه سيبادر الى انتخابات جديدة – لحسن الاوراق التي في يده. واضح ان في مثل هذه الخطوة خطورة، ولكن الاحتمال كان سيكون أكبر، وهكذا كان الاصوليون سيخرجون ونصف ما يريدون في ايديهم، ناهيك عن قدرة المساومة لدى نفتالي بينيت، بغياب بديل لرئيس الوزراء.

          صحيح، ليس لدينا روزفيلد ولا براندت ولكن قالوا انه يوجد لدينا رئيس وزراء هو ساحر حقيقي. وهذا الساحر جلب علينا وعليه هذه الحكومة البشعة.