خبر أعطوا فرصة- معاريف

الساعة 09:33 ص|10 مايو 2015

فلسطين اليوم

أعطوا فرصة- معاريف

بقلم: كارني الداد

 (المضمون: ماذا ستفيدنا الحكومة القادمة؟ ستحاول عدم السقوط وتنشغل بالامور التي يوجد اجماع داخلي عليها مثل موضوع السكن - المصدر).

 

       قبل أن يتم أداء الحكومة لليمين القانونية وقبل التقاء وزرائها وقبل تذوقهم البوريكس الأول في الجلسة الاولى، سارع رئيس المعارضة المستاء هرتسوغ ودعا حكومة اسرائيل الجديدة بـ « حكومة الفشل القومي »، هو يعرف عما يتحدث عندما قال « فشل ». لأنه شعر بهذا الفشل يحرق جسده. إنه فشله. وفي المقابل، القومية لا تشاركه مشاعره ومخاوفه. صحيح أنها حكومة لا ترتكز الى اغلبية كبيرة ومريحة، وصحيح أن التحالف مع الحريديين أعادنا سنوات ضوئية الى الخلف من ناحية التهويد والزواج، لكن الجمهور أدرك قيم الديمقراطية. إن الجمهور يفهم أكثر بكثير من رئيس المعارضة اللعبة الديمقراطية، إنه يعرف أن الحريديين ايضا الذين انتخبوا نوابهم للكنيست يستحقون تمثيلا ولديهم آراء مشروعة. لأن هذه هي اللعبة: كل ممثل يساوي نظيره، كل ممثل سيحاول الضغط من اجل تمثيل من أرسله بأكبر وأفضل درجة، لهذا فقد تم ارساله الى هناك.

 

          هرتسوغ غرد في تويتر بأنها « حكومة بدون مسؤولية ولا استقرار ولا حاكمية ». كيف عرف ذلك؟ من المثير كيف عادت مهنة النبوءة لتكون مهنة مسموحة ومشروعة. لا أعرف بخصوص المسؤولية والاستقرار أو الحاكمية، لكنني استطيع تهدئة رئيس المعارضة والقول له إن هذه الحكومة لن تبني في يهودا والسامرة كما يريد اعضاؤها. ليس بسبب الخوف من المعارضة ولكن بالدرجة الاولى بسبب الخوف من الولايات المتحدة. وهذا في الحقيقة عمل غير مسؤول من جانبها.

 

          ما هو الخير الذي ستجلبه لنا الحكومة القادمة؟ ستحاول عدم السقوط، ستذهب على الطريق الآمن. كيف؟ مثلا ستنشغل بالامور التي يوجد عليها موافقة داخلية واسعة مثل السكن. برنامج لانقاذ سوق السكن سيحظى باغلبية ساحقة في الكنيست لأن مصوتي يوجد مستقبل والمعسكر الصهيوني لن يغفروا لمن سيسقطها.

 

          في الشهور الثلاثة الاولى سيتصرف الجميع بحذر، سيدرسون الشريك الجديد في الرقص، سيعرفون أين يمكن الضغط وممن يجب الحذر. مفهوم أنه سيكون هناك مشاريع قرار لسحب الثقة في كل اسبوع. ومن المفهوم أن الحكومة يجب أن تظل متيقظة بشأن مشاريع القرار التي تطرحها وفي الاساس مشاريع القرار الشخصية من المعارضة. لكن هذه هي الحقيقة، ويجب ألا ننفعل.

 

          بعد قطع الحبل السري ستسير الامور بيسر. لقد سبق وكان هناك حكومات مستقرة استندت الى عدد قليل من اعضاء الكنيست. في الدانمارك وهولندة وكندا وايطاليا حكومات اقلية هي أمر شائع، والوضع لدينا، حيث حكومات اغلبية، هو مصدر حسد بالنسبة لهم.

 

          اذا هيا نرى كم تستطيع هذه الحكومة عمله، ونعطي القليل من الثقة لحكمة الجمهور الذي اختار ممثليه الشرعيين للكنيست.