خبر لغز اختبار الدم السري الذي جعل إليزابيث أصغر مليارديرة في أمريكا

الساعة 08:57 م|04 مايو 2015

فلسطين اليوم

عندما كان عمرها 19 عاماً فقط تركت إليزابيث هولمز كليتها، لتصبح في سن الثلاثين مؤسسة شركة طبية ثورية تبلغ قيمتها 9 مليارات دولار، و أصغر مليارديرة في الولايات المتحدة عن اختراعها غير المسبوق، بدأت شركتها “ثيرانوس” عندما تركت الكلية بإيمان منها أنها يمكن أن تجعل العالم أفضل بنقود دراستها، لتركز على اختبارات الدم، قائلة أنها لطالما كان لديها خوف من الإبر يشبه خوف الناس من العناكب والثعابين، انس سحب عينات الدم، فعبر قطرة دم واحدة من إصبعك تقوم بثلاثين اختباراً كاملاً،والعدد قابل للزيادة، هذا الاختراع سوف يغير وجه الطب إلى الأبد !

وسائل الإعلام تلقت هذا الابتكار بحفاوة هائلة، فهي المرأة التي اخترعت طريقة لتجري 30 اختباراً على نقطة واحدة من الدم، المرأة التي غيرت وجه الاختبارات الطبية كما قالت صحيفة النيويوركر، أو صاحبة فكرة ثورية جعلتها مليارديرة كما قال موقع بيزنس إنسايدر، لكن، كلما زادت الضجة حول هذا المشروع كلما زادت التساؤلات حوله، فمجلس الإدارة الذي كونته ليس فيه إلا شخص واحد متخصص في المجال الطبي، و الوسط العلمي لديه سؤال ملح، كيف يعمل هذا الاختبار بالضبط؟ هولمز تعتبرها معلومات غاية في السرية وترفض الإفصاح عنها.

ثيرانوس تعاقدت مع سلسلة صيدليات والغرينز كي تضع ابتكارها في صيدلياتها، كما أجرت الاختبارات لشركة جلاسكوسميث كلاين وفايزر للأدوية، كما بدأت شراكة مع عيادات كليفلاند، وهذا يينبئ بأن لها مستقبلاً واعداً كما قيل فعلاً، لكن هذه الشركة ترفض أن يقيم نتائجها أي أحد خوفاً على انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وتحيط ابتكارها هذا بالغموض، وترفض اختبار كلامها بالطرق التقليدية المعتادة، وبما أن العلماء لم يكن لديهم أدلة، فقد بدأوا يتشككون في النتائج برغم نتائجها العظيمة.

موقع “بيزنس إنسايدر” قرر أن يكشف لغز (ثيرانوس) برغم استحالة معرفة تقنيته بشكل قاطع مع عدم توفر أي معلومات، ومع ذلك درس ما قالته هولمز عن ابتكارها وألقى نظرة على أحدث التطورات في نفس المجال ثم تحدث إلى الخبراء في علم الأمراض والمخبر والهندسة الحيوية، وهذه هي الأجوبة التي توصل إليها على أهم 5 أسئلة طرحها التحقيق حول اختبار الدم الأكثر سرية وثورية حتى الآن.

1-ما هي المعلومات الشحيحة التي قيلت في وسائل الإعلام؟

هولمز متكتمة بشدة بشأن أي معلومات حول تقنية عمل هذا الاختبار، فهي تركز دائماً على الثورة التي سيحدثها هذا في عالم الطب، وقدرتك على إجراء اختبارات لدمك من نقطة صغيرة واحدة، لكن كلامها يصبح مبهماً عندما تصل إلى الطريقة، فقد قالت أن ذلك يحدث عبر تفاعلات كيميائية تحدث في العينة بالغة الصغر، نعرف منها النتيجة، لكنها لأول مرة قالت كلاماً أوضح لمجلة (فورتشن) في 2014 عندما أخبرتهم أنه سر تجاري، وأنه يستخدم نفس الطرق الكيميائية نفسها التي تستخدم في المختبرات الأخرى، لكنها تتقدم عليها بقدرتها على فعل ذلك على عينات فائقة الصغر بالاستفادة المثلى من الكيمياء والبرمجيات.

2-كيف عثرنا على أول خيط اللغز؟

بتتبع حياة هولمز، وجد أنها في أول سنواتها الدراسية قبل ترك كليتها كان لديها طموح بالعمل في مختبر الدكتوراة بينما كانت ما تزال طالبة لم تتخرج بعد، وقد أبدت اهتماماً خاصاً بتقنية تسمى “مختبر في شريحة” أو “microfluids“، والتي تسمح بالحصول على نتائج كثيرة من كميات سائل صغيرة جداً، تصل إلى أقل من واحد مليلتر، ربما كانت هولمز هي الأكثر طموحاً لكنها ليست الوحيدة، في النهاية التكنولوجيا الأساسية ليست غامضة، لكن لماذا تعتبر تقنيتها هي الأقوى على الإطلاق؟ لا أحد يعرف بعد، هذا هو الشئ الغامض.

وقال الخبراء أن (ثيرانوس) هي أول شركة تجري اختبارات الدم الخاصة بها على كمية بهذا الصغر، وأن هذه خطوة عظيمة، فقد أجروا أكثر من 70 اختباراً، لكن هل ذلك حقيقي فعلاً ؟

3-هل يعمل فعلاً أم لا؟

بالتأكيد، فبعد أن أصبح منافساً قوياً وبدأ يأخذ أعمال المختبر من أكبر مختبرين في أمريكا، لابد وأن تقييمات شركات الأدوية التي تعاقدت معها والمستشفيات وجدت أنها متفوقة، لكنه ليس دليلاً كافياً بالنسبة للعلماء، فلم تجر إلا دراسة صغيرة على ستة أشخاص تقارنها بالاختبارات الأخرى، وهذا غير كاف بالطبع، الباحثون لا يهتمون بكونها تعمل أم لا، الفكرة أنهم يريدون أن تثبت بالوسائل والأدلة العلمية التقليدية ولا يهمهم إلا البيانات، لهذا يحتاج هذا الابتكار إلى موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

4-ما هي العقبات المحتملة أمام هذا الاختبار السري؟

يعتقد الخبراء أن ملف (ثيرانوس) لن يبقى قيد السرية طويلاً، فهم سيضطرون لكشف بعض المعلومات للحصول على ثقة شركائهم المستقبليين عندما يتوسعون مع شركاء أكثر.

ثيرانوس تعرض اختباراتها بسعر أرخص من منافسيها، كما أنها تضع تسعير كل شئ على الإنترنت بوضوح، لكنها ما تزال بحاجة إلى معامل وآلات أكثر وتدريب فريق عمل أكبر.

5-كيف ستشكل ثيرانوس ثورة في الطب؟

هناك من أطلق على ثيرنوس: “آبل الطب“، بسبب توقعهم ثورة مماثلة للثورة التي أحدثتها آبل في مجال الهواتف المحمولة، ومن المعروف أن الناس لا تجرياختبارات الدم إلا حين يطلبها الأطباء منهم، لكن كونها بهذه السهولة وهذا السعر فسيجعل الناس تراقب صحتها بشكل حر ومنفرد، ويجرونها بشكل روتيني، ويجعلهم يتنبهون لأي مشكلة قبل حدوثها.

وقالت هولمز التي بدا أنها واعية بكل تساؤلات الناس: كل مرة تبتكر شيئاً جديداً، فلابد ان تكون هناك أسئلة، وبالنسبة لي فهذه علامة أننا ابتكرنا شيئاً ثورياً.

وقال أحد الخبراء أنه من الصعب الحكم على ابتكار بهذه السرية والتكتم، لكن بعكس منتجات آبل، فإن هذا المنتج يتعامل مع حياة

الناس، إذا كانت هناك مشكلة في الآيفون فإنك ستذهب وتشتري شيئاً آخر ببساطة، أما هنا، فالخطأ قد يكلفك حياتك.